سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الذرة محصول الصيف البديل بإقليم الجزيرة هذا العام

مثنى المحمود/ تل كوجرـ

شكلت زراعة الذرة هذا الصيف تطوراً إيجابياً من حيث إنقاذ الموسم الزراعي جراء ما مر من عوامل، أثرت على الموسم الزراعي البعلي، وبدت زراعة الذرة، وكأنها خيط النجاة للمزارعين، الذين يعملون في مشاريع زراعية مروية.
إقبال ملحوظ 
شهد هذا العام تقلبات في حسابات زراعة محصول الذرة، والجدير بالذكر أن هذا المحصول كان يميز إقليم الفرات سابقاً، لكن تراجعت زراعة الذرة في حوض الفرات مؤخراً، نتيجة خفض تركيا لمنسوب مياه الفرات المتدفق للأراضي السورية، بعد أن كانت خلال السنوات السابقة من أكثر المناطق السورية إنتاجاً له، بينما شهدت مناطق إقليم الجزيرة إقبالاً كبيراً من قبل المزارعين، هذا الإقبال سببه تدهور الزراعة البعلية، التي تأثرت كثيراً لقلة الأمطار هذا العام؛ ما جعل أصحاب المشاريع الزراعية يجدون في زراعة الذرة بأنواعها، باباً لتعويض الخسارة في الزراعة البعلية.
فوائد جمة
يتحدث مزارعو المنطقة عن أهمية محصول الذرة، ومنهم المزارع عبد السالم، الذي وصف محصول الذرة بالمحصول ذي الأهمية الكبيرة على المستوى العالمي، والمستوى المحلي، حيث تستعمل الذرة الصفراء في التغذية البشرية، فتؤكل على شكل عرانيس مشوية، أو مسلوقة وتستخدم في تحضير السلطات والمقبلات، والمركبات الغذائية للأطفال، والخبز والمعجنات ووجبات الإفطار، كما ويستخدم زيتها في الطبخ، كما أن للذرة أهمية فعلية كبيرة في مجال تربية الماشية، خصوصاً مع نسبة قلة المراعية، التي شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا بشكل عام، ومناطق إقليم الجزيرة بشكل خاص نتيجة الجفاف، الذي حل هذا العام، ويذكر السالم أنه وبعد حصاد محصول الذرة، يتم تضمين الأراضي لأصحاب المواشي، الذين يغذون بها مواشيهم ويحافظون على نسبة الثروة الحيوانية، التي قلّت في هذا العام جراء الجفاف.
مصدر رزق
تعدّ مناطق شمال وشرق سوريا مناطق مناسبة لزراعة الذرة بنوعيها الأصفر، والأبيض؛ كونها تتمتع بتربة، وبيئة مناسبة لنموها، وخلال هذا العام، اتجه الفلاحون في إقليم الجزيرة لزراعة الذرة البيضاء للاستفادة منها، علفاً للماشية والدواجن، وخاصةً بعد سنة الجاف، وقلة أنواع الأعلاف الأخرى (القمح والشعير) وارتفاع أسعارها، وتزرع الذرة بطريقتين، الأولى الطريقة البعلية، وتبدأ في بداية الربيع للاستفادة من الأمطار الموسمية.
 والجديد بالذكر، أن هذا العام اقتصرت الزراعة على المروية فقط، أما الطريقة الأخرى أي البعلية، فلم تشهد تطوراً لقلة الأمطار، وتركزت زراعة الذرة المروية على ضفاف الأنهار، حيث تبدأ زراعتها في شهر حزيران، حيث تعتمد على وفرة المياه والحرارة الدافئة، وتزرع في الترب الرملية والطينية.
1050 دونماً لزراعة الذرة
خلال هذا العام قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بدعم المزارعين، وحاولت تطوير زراعة محصول الذرة، حيث قدمت مؤسسة “الإكثار والبذار” الدعم للمزارعين من خلال تقديم البذار والمازوت من أجل السقاية بالإضافة إلى السماد بنوعيه العضوي والفوسفوري لهم.
وحسب الإحصاءات المسجلة لدى مديريات الزراعة في مقاطعة قامشلو، فقد تجاوزت المساحة المزروعة 1050 دونماً من الأرض لزراعة الذرة.
ويحتاج محصول الذرة إلى الاهتمام من حيث إبادة الأعشاب الضارة، وتحضين النبات، وعزق الأرض بعد نمو الذرة والسقي كل 15 يوماً، ويحتاج الدونم من الأرض لكيلوين غرام من البذار ويتراوح الإنتاج للدونم الواحد من 400 إلى 700 كغ.
تجربة شخصية
يتحدث المزارع محمود ربيع من أهالي قرية تل مشحن، في ناحية تل كوجر عن تجربته مع زراعة الذرة، حيث قام خلال هذا العام بزراعة 25 دونماً من الأرض بالذرة البيضاء.
وأشار أنه قام بالتوجه إلى زراعة الذرة البيضاء للاستفادة منها في العلف، ربيع أكد أن دعم الإدارة الذاتية لزراعة الذرة؛ ساهم في زيادة نسبة المساحات المزروعة خلال هذا العام، وأن المزيد من الدعم سيساهم بزيادة المساحة خلال السنوات القادمة.
كما أضاف الربيع، أن الزراعة هذا العام شهدت نجاحاً كبيراً، ووفرت تكاليفها، وحصد أرباح عديدة، أبرزها الحفاظ على الماشية.
 كما أشار إلى ضرورة استمرار دعم هذه الزراعة، التي تشكل رديفاً لزراعات أخرى مثل القمح والقطن، وزراعة الخضروات، مثل الجبس الأحمر، وجبس البزر، والسمسم وفول الصويا كون هذه الزراعات لا تحتاج إلى الري كثيراً كما الذرة.
دعم المحصول
تولي هيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا أهمية كبيرة لزراعة الذرة، وبهذا الصدد حدثنا العضو في مؤسسة الزراعة والاقتصاد في بلدة تل كوجر عبد الجبار حسن بأن، هيئة الزراعة والاقتصاد دائماً تؤكد في الاجتماعات السنوية عن أهمية محصول الذرة، وأهمية الذرة الاقتصادية الكبيرة في المنطقة، وتأتي هذه الأهمية بعد موسم القمح والقطن.
وبين الحسن أنه تم توجيه لجان الزراعة لدعم هذا المحصول، من سماد ومازوت بالإضافة إلى تقديم البذار، من قبل مؤسسات إكثار البذار من خلال عقد مع المؤسسة، والذي سيدعم المزارعين بمجمل مستلزمات زراعة الذرة “بالدين”، إلى أن يتم جني المحصول.
ولفت الحسن إلى أن هذا العام، تم استيراد بذار عالية الجودة من دول أوروبية وخاصةً صربيا، وهو من النوع الزيتي، وسيستخدم في معمل الزيوت النباتية، الذي تم افتتاحه سابقاً في إقليم الجزيرة.