لا قانونية في محاكمة أوجلان… محامية تزيل الغبار عن تلك الحقائق

 قامشلو/ ليلاف أحمد –

لم تكن محاكمة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان محاكمة عادلة واستمرت اللاعدالة بحقه حتى في معتقله كما يظهر اليوم، لتصبح تلك القضية قضية محامِيي إقليم الجزيرة في سعي منهم لكشف الحقائق وتوجيه الرأي العام نحو القيام بدوره.

يعد اعتقال المفكر عبد الله أوجلان عبر مؤامرة دولية شاركت فيها عدد من الدول المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وعلى رأسها الدولة التركية عن طريق استخباراتها الإقليمية والدولية، إضافة إلى افتقاده أبسط حقوق الإنسان في جزيرة إيمرالي المعزولة عن العالم، والممارسات التعسفية بحقه منذ اعتقاله عام 1999، ناهيك عن منع محاميه من زيارته، وسط هذا التعسف تستمر دعوات الشعب الكردي والشعوب الأخرى بالنظر في قضية أوجلان وتحريره جسدياً، وازدادت تلك الدعوات والمطالب بعد ورود أنباء عن تدهور صحته في الآونة الأخيرة.

المحاكمات شكلية

وللحقوقيين دور في البحث بملف القائد عبد الله أوجلان وكشف الزيف وعرض الحقائق للرأي العام، حول كل تلك التفاصيل السابقة التي ذكرناها التقت صحيفتنا مع  المحامية “خديجة الإبراهيم” الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة، وسلطت الضوء على لا قانونية المحاكمة التي حكم بها القائد عبد الله أوجلان: “من الناحية القانونية كانت محاكمة القائد عبد الله أوجلان محاكمة شكلية بعيدة عن العدالة ومجردة من الحقوق”. ووصفت المحامية خديجة العزلة المفروضة على القائد أوجلان بـ”الجريمة الشنعاء ضد الإنسانية ” وقالت أن هذه العزلة تعتبر جريمة شنعاء بحق الإنسانية في القانون الدولي، وتستوجب محاكمة الدول المتآمرة، وعلى رأسها الدولة التركية.

القائد أوجلان يفتقد لأبسط حقوقه في المعتقل مقارنة مع السجين العادي، وهذا يكشف سبب اعتقاله والمؤامرة التي حبكت ضده من قبل الدول الرأسمالية، هذا ما أوضحته خديجة في حديثها وأكدت: “إن القائد عبد الله أوجلان يفتقد لأبسط الحقوق وهو يختلف عن السجين العادي علماً أن السجين السياسي له حقوق تختلف عن السجين العادي من ناحية إمداده بوسائل التواصل ووسائل الإعلام، ومن ناحية قضاء المحكومية، وهذه المعاملة بحد ذاتها تكشف الأهداف النبيلة التي كان ينادي بها القائد والتي كانت سبباً باعتقاله من قبل السلطويين”.

ثمار تحصد من شجرة فكره

واستهداف القائد أوجلان وعزله عن شعبه له تداعيات كثيرة أشارت إليها خديجة ببعض العبارات “القائد عبد الله أوجلان شخص لم يناضل من أجل مصلحته الشخصية، فهو فيلسوف طرح الحلول لجميع القضايا العالقة بالشرق الأوسط وشعوبها، فكان انتشار فكره التحرري بداية لنهاية الاستغلال في المنطقة والهيمنة الرأسمالية، ولهذا السبب حيكت المؤامرة ضده لتستمر بعدها بعزله عن شعبه”.

فكر القائد أوجلان لم يحبس مع جسده، فالعزلة لم تؤثر على فكره، لأن الشعوب التي ارتوت من فكره بقيت تناضل نحو التحرر، فكان مشروع الأمة الديمقراطية ضمن تأسيس إدارة يدير فيها الشعب نفسه بنفسه خير دليل على ذلك، إلى جانب تقدم المرأة ولعب دور في جميع مجالات الحياة، بهذه العبارات لخصت خديجة دور فكر وفلسفة القائد في تقدم الشعوب نحو الديمقراطية والتحرر.

تقاعس لجنة مناهضة التعذيب

 فيما يخص لجنة مناهضة التعذيب وقيامها بواجبها تجاه القائد أوجلان كمعتقل في السجون التركية عبرت “خديجة” عن أسفها بعدم قيام تلك اللجنة بواجبها في زيارة جزيرة إيمرالي التي كانت مقررة حسب نظامها الداخلي؛ وكان عليها أن تزور القائد أوجلان كل ثلاثة أشهر وإعداد تقرير ونشره للرأي العام، وتابعت: “الزيارة التي أجرتها اللجنة الأوروبية CPT قبل عدة سنوات كانت تحت مراقبة السلطات التركية، والتقرير الذي أعدته لا يرقى لمستوى منظمة دولية كلجنة مناهضة التعذيب، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن المنظمات الدولية مسيسة ولاإنسانية”.

واستهجنت خديجة دور المنظمات وتقاعسها في القيام بدورها كما يتطلب منها.

مسؤولية لكشف الحقيقة

محامو إقليم الجزيرة نظموا فعاليات عدة من أجل القائد أوجلان واعتبروا أنفسهم محاميه وقضيته قضيتهم ليدافعوا عنها ويوجهونها للرأي العام، وفيما يتعلق بهذا الموضوع كشفت خديجة عن بعض الأعمال التي قاموا بها في سبيل ذلك: “نحن كاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة أعلنا منذ عام 2016 عن لجنة حقوقية مؤلفة من 35 محامٍ/ ية، سخروا أنفسهم للدفاع عن حرية القائد عبد الله أوجلان، وفي عام 2020 تم الإعلان عن حملة للدفاع عن القائد من قبل منظومة المجتمع الكردستاني KCK ونحن كاتحاد المحامين انضممنا لهذه الحملة سواء من ناحية جمع التواقيع أو القيام بكافة الفعاليات والنشاطات بإقليم الجزيرة من الناحية القانونية التي تلتزم المطالبة بحريته”.

وأبانت “خديجة” عن الخطوات اللاحقة كمحامين للقائد وذلك بتوجيه الرسائل للمنظمات الحقوقية والإنسانية من خلال إعداد تقارير تكشف عن انتهاك الحقوق ضمن محاكمة القائد أوجلان في ملفه القضائي والمطالبة بحقوقه والضغط على تركيا لإنهاء العزلة المفروضة عليه.

يجب الإسراع بكشف وضع القائد

وفي ختام حديثها دعت الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة خديجة الإبراهيم جميع شعوب ودول العالم للضغط على الدولة التركية الفاشية لكسر العزلة على القائد أوجلان، ومطالبة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل بأسرع وقت من أجل معرفة أخبار القائد أوجلان، والسماح بزيارة محاميه له وإصدار بيان رسمي حول ذلك؛ مضيفة “نحن الحقوقيين معنيون بهذا الملف الذي يعتبر جزءاً أساسياً من النضال كوننا نكتشف الثغرات ونقترح الحلول أكثر من الفئات الأخرى، ونعمل جاهدين كمختصين في القانون على عرض الانتهاكات الموجودة في هذا الملف الهام لجميع شعوب المنطقة والعالم”.