كنعو: علينا رصُّ الصفوف، والتمسّك بالمشروع الديمقراطي؛ لمواجهة المحتلّ التركي

حوار/ غاندي إسكندر_

أكد سكرتير حزب روج الديمقراطي الكردستاني كوفان كنعو، أنّ سوريا باتت مركزاً للصراعات الإقليمية والدولية، وهو ما يزيد من تعميق جراحات السوريين، ووصول الأزمة السورية إلى طريق مسدود، وأكّد أنّ خيار الشعوب في شمال وشرق سوريا في حال تعرّضت للغزو التركي رصّ الصفوف والمقاومة في خنادق المواجهة، وأشار إلى أنّ أي مؤتمر بخصوص الأزمة السورية، لن يكون ذا نفع ما لم يشارك فيه ممثلي كافة شعوب سوريا ومن ضمنها ممثلي الإدارة الذاتية.

يبدو أن الأزمة السورية عصية على الحل بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، ومن هذه التدخلات التي لعبت دوراً تدميريا هو التدخل التركي ومنذ بداية الأزمة السورية، عملت تركيا على تنفيذ أجنداتها ومصالحها، واحتلت المدن السورية بدءًا من إعزاز، وصولاً إلى، سري كانية، وكري سبي، ذلك كلّه حدث تحت أعين المجتمع الدولي، الذي يلتزم الصمت حتى الآن.

حول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا حواراً مع سكرتير حزب روج الديمقراطي الكردستاني كوفان كنعو، وكان الحوار على الشكل التالي:

-الأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من عقد من الزمن، خلّفت وراءها دماراً وتهجيراً وإرهاباً واحتلالاً، برأيك هل هناك إمكانية لبناء دولة ديمقراطية تحضن أبناءها جميعا؟

نعم مضى أكثر من عشر سنوات على المعضلة السورية، وللأسف مازال الجسد السوري في حالة نزيف متدفق ولم يتحقق الأمن والاستقرار ولا أي من مطالب الشعوب السورية، فسوريا اليوم شبيهة بلعبة الشطرنج، ومن أهم مراكز الصراعات الدولية بين الدول الإقليمية، والدول الكبرى، ولا شكّ أنّ من أهم الدول التي شوّهت المسألة السورية، وعمّقت من جراحاتها هي تركيا الأردوغانية، التي دعمت المجموعات الإرهابية، وذلك رغبة منها في احتلال المنطقة، وضرب أي مشروع ديمقراطي، يتبناه الشعب الكردي في روج آفا ومعهم شعوب شمال وشرق سوريا، وإذا أردنا أن نبني دولة ديمقراطية حرّة؛ فيجب وضع دستور جديد مناسب لتطلعات الشعوب السورية جميعها، ومحقّق لآمال الجميع، ونحن على يقين تامّ، أنّ سوريا لن تصل إلى أعتاب الديمقراطية إلا إذا اندحر الاحتلال التركي، وانسحب مع مرتزقته من المناطق المحتلة.

-في مدينة جنيف السويسرية، عُقدت الجولة السادسة للجنة الدستورية السورية، وخرجت من دون نتائج تُذكر، ماذا تقولون في ذلك؟

العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بالشأن السوري، عُقدت، وانتهت دون أن تجلب أيّ حلّ للأزمة، فلا يوجد أيّ توافق بين الأطراف السورية المجتمعة، فالمجتمعون في أستانا، وجنيف وغيرها، لا يمثلون الشعوب السورية، ولا يمثلون القضية السورية، هم فقط بيادق بيد مشغليهم، ومن جهتنا نرى أن أي مؤتمر أو اجتماع، إذا لم يضم ممثلي السوريين جميعهم، فإن نتائجه لا تعنينا، ولا سيما الشعوب في شمال وشرق سوريا، فسوريا بيت الكل لذلك يجب على الكل أن يشارك في بنائه ورسم مستقبله.

-يهدد أردوغان مجدّداً بشن عملية عسكرية في شمال وشرق سوريا، وفق قراءتكم للخطاب التركي هل هذه التهديدات جدية أم للاستهلاك الاعلامي؟ وما خيارات شعوب شمال وشرق سوريا في حال حدث أي غزو؟

تركيا دولة احتلال لها مطامع، فهي تسعى على الدوام على التوسع والسيطرة على أراضي جيرانها، وهي تحاول بشتى الوسائل احتلال مدن جديدة، ولا سيما مع اقتراب مئوية اتفاقية، لوزان ونرى أنّ تهديداتها جدية، وهي لم تحصل إلى الآن على الضوء الأخضر من قبل كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية كما حصل سابقا في “سري كانيه وعفرين”، وإن حصل أي غزو فكما قاومنا في “عفرين وسري كانيه”، فإن شعوب شمال وشرق سوريا من كرد، وعرب، وسريان، وشيشان، وشركس، وأرمن، سيصطفون في خندق واحد وهو خندق مقاومة الغازي والمحتل، ومن جهة أخرى، نتمنّى أن يوحّد الكرد صفوفهم، ويوحّدوا كلمتهم، وينهوا خلافاتهم حتى نتمكّن أن نضع حداً لتهديدات أردوغان وأطماعه.

-مع التصعيد العسكري في شمال وشرق سوريا بين كل من حكومة دمشق وروسيا من جهة، وبين تركيا ومرتزقتها من جهة أخرى، هل تظنون أن هناك مقايضة جديدة ستحصل على حساب الشعوب السورية؟

هناك ضغوطات من قبل تركيا على حكومة دمشق بشأن تعاطيها مع القضية الكردية في سوريا من جانب، ومن جانب آخر تسعى روسيا إلى إحداث نوع من التوازن بين الكرد وتركيا وحكومة دمشق، كما أن هناك مخاوف من أي انسحاب أمريكا بشكل فجائي، لذلك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ترغب في إحداث نوع من التوازن في العلاقة مع الدول الكبرى الفاعلة على الأرض السورية، وبصراحة ليس غريبا أن يتم مقايضة مناطق بمناطق أخرى في سوريا، فسبق وحصل ذلك أكثر من مرة بين روسيا وتركيا على حساب الشعب السوري، ولكن مهما يحصل من مستجدات، علينا أن نتمسّك بمشروعنا الديمقراطي، وندافع عنه لأنه المشروع الوحيد الذي يحقق مطالب السوريين كافة ويفشل جميع مخططات أعداء الشعوب السورية.