سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كلنا إسراء

لازالت أعمال مرتزقة داعش وأعوانهم من ذوي الذهنية الذكورية المتسلطة تظهر على الساحة، وأبشعها ما يفعلونه بحق المرأة. فقد سبيت وبيعت المرأة في أسواق النخاسة، فعادت بنا إلى مشاهد أشبه بتلك التي كانت في العصر الجاهلي، إضافة إلى ذلك؛ فقد اغتصبت المرأة بكل وحشية، وهذه كانت أشد الممارسات والانتهاكات وحشيةً بحقها. هذا العنف الذي تعرضت له المرأة الإيزيدية بشكل خاص في الفرمان الأخير، ولازالت الكثيرات منهن في قبضة داعش ويتم تحريرهن من أيدي المرتزقة من قبل وحدات حماية المرأة.
عدا المرأة الإيزيدية؛ فالنساء السوريات في كل منطقة من سوريا سيطر عليها مرتزقة داعش والفصائل المسلحة وجبهة النصرة وغيرها يتعرضن كل يومٍ لهذا العنف، وأبغضه هو الاغتصاب.
سردت العديدات من النساء قصصهن وما تعرضن له من تعنيف على أيدي أولئك الوحوش. وما رأيناه في مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة آلمنا أشد الألم، إسراء يوسف خليل فتاةٌ في ربيع عمرها تغتصب من قبل قائد لواء السلطان سليمان شاه التابع لمرتزقة درع الفرات المدعوم من دولة الاحتلال التركية.
إسراء رغم أنها كانت متزوجة إلا أنها تعرضت للتهديد المباشر بالسلاح، فوقف في وجهها مرتزقٌ بقوته الذكورية ليغتصبها، واستمر هذا التهديد حتى بعد اغتصابها لكي لا تفضح ممارساته بحقها وحق زوجها.
بكاء إسراء وهي تنطق بكل كلمة؛ أبكت الآلاف من النساء، وهنا يكمن لبُّ الموضوع، وهو أن يصبح ذلك البكاء وكل قطرة من دمعها سلاحاً للمقاومة؛ للدفاع عن كل امرأة تتعرض للعنف، والعمل بكل قوة وإرادة لتحرير جميع النساء من أيدي المرتزقة.
فلتكن كل امرأةٍ سمعت ما حلَّ بإسراء ورفيقاتها، صوتاً لها ولجميع النساء، لتكافح من أجلها وتناضل وتكون قنبلة موقوتة في وجه أولئك الظُّلام أعداء الإنسانية. نعم إنها المرأة؛ الوحيدة القادرة على حماية أخواتها والدفاع عنهن ومساندتهن. ليكون جميع النساء كالبنيان المرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. فلتكنَّ كلكن أيتها النساء صوت المرأة الحرة، صوت إسراء المحررة، ولتقاومن بأقلامكن وسلاحكن، وتكاتفكن ضد أعدائكن، ولتناهضن العنف دائماً.