إن التطور الطبيعي العلمي الحاصل والذي وصل إليه عالمنا الحالي الهرم ماهي إلا ثمرة لديالكتيك الكون حيث نشأت أنواع مختلفة من المخلوقات، وكلما طرأت تغيرات بنيوية على عالمنا الذي لم يُكمل بعد ديناميكيته التطورية الداخلية بعد، وسجَّلت الكائنات الحيّة تقدّماً مستمراً، من بين هذه الأحياء التي تكاثرت وجددت نفسها باستمرار بفضل صراع الحياة الدائم والدائر إزاء الطبيعة البدائية في المجتمع الطبيعي كان النوع البشري من أكثر الأنواع المقاومة والمتقدمة نحو الأنسنة والتي عاشت في فترة الجماعات البدائية في مجموعات بشرية ومع تطور العقل وبلوغها مرحلة متقدمة واستخدام الوسائل والأدوات اللازمة للعيش أدت لحدوث قفزة نوعية في نوع الإنسان العاقل هوموسابيانس، تحقق الفهم والإدراك في تلك المرحلة والتي مهدت الطريق لنشوء البنية اللغوية الحالية حتى غدت الميزة الأساسية للثورة الاجتماعية المتطورة تجسدت في إدراك مدى سمو العيش على شكل جماعات. والكلانات شكلت الوحدات الأساسية ذات المركز الأمومي لمرحلة المجتمع البدائي وهي أول من أنشأت وطوّرت المجتمع، حينها كان الرجل يغوص في الحياة البدائية وتوالت اكتشافاتها والتي سُميت بالماءات المئة والأربعة (104) بالإضافة لخلقها للقوة الجماعية ليكون لها دوراً بارزاً وأساسياً في عملية أنسنة الإنسان والتي امتدت ما يقارب 4-5 مليون سنة، ومصدر التطور الحضاري يعود إلى تلك الحقبة ومنه إلى المجتمع النيوليتي التي كانت بريادة الأم الخصبة المولّدة للحضارات.
القادم بوست