قصف القرى الآهلة بالسكان أداة لامتداد التوطين 

روناهي/ عين عيسى ـ

---

يواصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته استهداف القرى والمناطق الآهلة بالسكان في المناطق الواقعة على طول خطوط التماس بريف عين عيسى، ومقاطعة تل أبيض/ كري سبي تحت مرأى ومسمع الضامن الروسي، وجيش حكومة دمشق.

يستمر المحتل التركي والمرتزقة التابعة له بقصف المناطق المأهولة بالسكان، واستهداف قرى وبيوت المدنيين، حيث طالت القذائف المنهمرة منازل المدنيين بشكل مباشر في القرى الواقعة على خطوط التماس مع العدو التركي في أرياف عين عيسى، ومقاطعة كري سبي (الهيشة-الفاطسة-كولتب-الخالدية-قز علي)؛ ما تسبب بتدمير عدد من المنازل في قرى الفاطسة وكولتب، بالإضافة لتدمير مسجد قرية الفاطسة.

قذائف المحتل تستهدف ممتلكات المدنيين

ولم تقتصر الأضرار على منازل المدنيين، حيث تعرضت المرافق الخدمية للتخريب؛ نتيجة تعمد المحتل التركي استهدافها، حيث طال القصف مضخة مياه شرب الفاطسة، والكابلات الكهربائية؛ ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن ناحية عين عيسى وريفها، قبل أن تقوم الورشات المختصة بإصلاحها، وبإعادة تشغيلها من جديد.

ويأتي القصف المستمر على هذه القرى في ظل صمت الضامن الروسي، وجيش حكومة دمشق، التي انتشرت في المنطقة بموجب اتفاق سوتشي في الـ 22 من شهر تشرين الأول من العام 2019 لمراقبة وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، في مناطق خطوط التماس مع العدو التركي، إلا أنها تقف مكتوفة الأيدي حيال الانتهاكات اليومية من قبل المحتل التركي، ومرتزقته في تلك المناطق دون تحريك ساكن على الرغم من أن القصف، يطال بعض منازل المدنيين على بعد مئات الأمتار من قواعدها المنتشرة في ناحية عين عيسى، وريفها.

حيث سقطت قذيفة مدفعية مطلع الأسبوع الماضي بالقرب من منزل المواطن رشاد شيخو في الحارة الغربية من ناحية عين عيسى، لا تبعد سوى عشرات الأمتار من نقطة روسية.

ويستخدم المحتل التركي ومرتزقته، في قصفهم هذه المناطق، كافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة منها، بالإضافة لعمليات القنص التي تستهدف حركة المدنيين على الطريق الدولي، وأطراف ناحية عين عيسى بهدف شل حركة السكان وترويعهم.

المحتل يخطط لإفراغ منازل المدنيين لاحتلالها

وبهذا الصدد، أكد مجلس تل أبيض العسكري خلال بيان أدلى به (السبت 15/ تشرين الأول الجاري) لوسائل الإعلام على لسان المتحدث باسمه “وسام العمر” على أن قوات مجلس تل أبيض العسكري على أهبة الاستعداد؛ لمواجهة الاعتداءات المستمرة للمحتل التركي على طول خطوط الجبهات في إطار الدفاع المشروع.

وحذر المتحدث العسكري خلال البيان من مخططات المحتل التركي، التي تهدف الى إفراغ المناطق المأهولة بالسكان عبر تقويض الأمن والاستقرار في تلك المناطق، وإجبار الأهالي على ترك منازلهم، وممتلكاتهم ليسهل على المحتل احتلالها، وجعلها بؤرة إرهابية جديدة تهدد الأمن والسلام الدوليين.

الانتقام من الأهالي بتصعيد العدوان…!

من جهته استهجن المواطن محمد عنيزان الصمت الدولي حيال استمرار قصف المنازل والقرى الآهلة بالسكان، َمعتبراً هذه السياسة امتداداً للتوطين، الذي تمارسه دولة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة.

وأضاف” القصف التركي مستمر، وبشكل شبه يومي، ويحاول المحتل من خلاله الانتقام من شعوبنا، بعد تجربته الناجحة التي حقق على إثرها إنجازات عظيمة على الميادين كافة، خلال السنوات المنصرمة التي شهدت انطلاق ثورة 19 تموز 2012″.

وشدد “العنيزان” في ختام حديثه إلى تكاتف الشعوب السورية وتضامنها للوقوف بوجه الهجمة التركية الشرسة، التي يحاول من خلالها كسر إرادة مقاومة الشعوب السورية، وتحقيق النصر على المحتل.

بدورها أكدت المواطنة فوزة محمد، على وجوب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل، ويقف مع الشعوب السورية لوقف المحتل التركي عند حده بعيداً عن المصالح الدولية، والمخططات التآمرية التي تسعى لها الدول المتواجدة على الأرض السورية”.

واختتمت المواطنة فوزة حديثها بالتأكيد على أن الدولة التركية والمرتزقة يواصلان اتباع النهج العدواني الذي تتبناها، على مرأى ومسمع من العالم، لذلك يجب أن يعلم العالم بأن هذه الدولة معتدية، ولا تفهم سوى لغة السلاح والقوة، ورهان الشعوب السورية هو المقاومة والتصدي، والتمسك بالأرض حتى الرمق الأخير.