قامت “نيفين أكغوندوز” مع بناتها الثمانية بتحويل مخزن التبن إلى فرن للخبز منذ ٢٠ عاماً، وتمكنت خلال عملها توفير جزء من مستلزمات العيش، الذي أثرت عليه الأزمة الاقتصادية، وبذلك كسرت الضغوط الاجتماعية.
“نيفين أكغوندوز” من منطقة بران بمدينة آمد في شمال كردستان “باكور كردستان”، تكسب قوت يومها من المخبز الذي افتتحته قبل 20 عاماً، حيث قامت بإفراغ مخزن التبن، وحولته إلى فرن مع بناتها الثمانية.
تقول نيفين: إن المجتمع لم يرحب بمشاركة المرأة في الحياة العملية في السنوات الأولى، التي فتحت فيها المتجر، لكنها قامت بمواجهة، وتحدي كل من واجهها، لتكون السبب في دخول العديد من النساء الحياة العملية في المنطقة، إن أبواب الفرن مفتوحة أمام جميع النساء، حيث أنه بإمكان النساء، اللواتي يصنعن العجين في المنزل إحضاره إلى الفرن، وخبزه.
وسيلة الرزق، التي استمرت لمدة ٢٠ عاماً من خلال التغلب على العديد من الصعوبات، الآن أصبحت تحت تأثير الأزمة الاقتصادية، كما أوضحت نيفين، لافتةً إلى أن الإنتاج قد انخفض مقارنةً بالماضي؛ بسبب زيادة أسعار الأخشاب والدقيق.
استغناء المرأة عن المعوّلين
وحول موقف المحيط من عملها أوضحت، أنها عندما فتحت المخبز لأول مرة، نظر الناس إليها بشكل مختلف، ولم يكن عملها جيداً في البداية، وأنها قطعت شوطاً طويلاً بدعم من بناتها: “عندي ثماني بنات، لم يكن بإمكانهن العمل خارج المنزل، فقلت ليتوقف هذا الوضع، ونهضت وقمت بافتتاح هذا الفرن، إن قيامي بهذا الأمر كان جيداً جداً، فبفضل هذا أعمل في هذا المخبز مع بناتي، وهذه هي الوسيلة، التي نعيش منها، بناتي متزوجات، ولكنهن مازلن يساعدنني في المخبز، نحن ننتج معاً، ونكسب معاً، لا أقول، إنه يجب على جميع النساء أن يصبحن خبازات، لكن يجب عليهن فعل كل شيء لأنفسهن بأنفسهن، وأن يحاولن جاهدات لتحقيقه، يجب أن يكن قادرات على كسب رزقهن، دون انتظار الدعم من أي شخص آخر، يجب ألا يحتجن إلى أي شخص”.
” مع مرور الوقت تغيرت وجهات نظر الناس”
نيفين أكغوندوز، التي تعرضت للعديد من الصعوبات من قبل المجتمع المحيط بها في بداية افتتاحها المخبز، تقول: “في المرة الأولى كانوا يقولون (ماذا تفعل المرأة في الفرن؟)”، لكن الكثير منهم قد تغيرت نظرتهم منذ ذلك الحين، أنا لم أترك عملي، بل هم من تركوا أفكارهم السلبية، هناك فرق كبير بين الزمن، الذي فتحت فيه هذا المخبز، والآن”.