في يوم الصحافة الكردية.. صحفيو كردستان لازالوا يعانون من سياسة الإبادة

الحسكة/ محمد حمود ـ

أكد عدد من الصحفيين في إقليم شمال وشرق سوريا، أن الصحافة الكردية في عامها السادس والعشرين بعد المائة، لازالت كما الشعب الكردي، تعاني من سياسة الإبادة الممارسة من الأنظمة المستبدة، كما تطرقوا إلى التجربة الإعلامية في شمال وشرق سوريا ومدى نضجها.

تحتفل الصحافة الكردية هذا العام بمرور 126 عاماً على يومها، الذي يصادف ذكرى إصدار أول صحيفة كردية “صحيفة كردستان”، فيما لازالت هذه الصحافة تواجه ما تواجهه القضية الكردية من تحديات تتمثل بالأطماع الاستعمارية في أرض كردستان التاريخية.

الصحافة الكردية ومواجهة التحديات

وفي السياق، أكد الإعلامي “ميرخان عمادي“، لصحيفتنا، بأن الصحافة الكردية تواجه العديد من التحديات في أجزاء كردستان الأربعة، ففي باكور كردستان تستمر الفاشية التركية بالتضييق على الصحفيين الكرد من خلال الاعتقالات المستمرة بحقه، والمحاولات الدؤوبة لإسكات كل صوت يسعى إلى إحقاق الحق من خلال التحدث عن حقوق الكرد، منوهاً، إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، تلاحق الصحافة الحرة بشكل عام، والصحفيين الكرد بشكل خاص.

وأما عن الصحافة الكردية في باشور كردستان، فأشار عمادي إلى أنها تعاني كذلك من ممارسات شبيهة بما يحصل في باكور كردستان، لأن ممارسات الحزب الديمقراطي هي امتداد للجرائم التي ترتكبها الفاشية التركية، حيث الاعتقالات والتضييق المستمر بحق الصحفيين الكرد من قبل سلطات هذا الحزب.

كما وتطرق عمادي إلى اعتقال وتغييب محرر وكالة روج نيوز “سليمان أحمد” من قبل سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني، مشيراً إلى أنه أحدث مثال على ما يمارسه هذا الحزب من تكميم للأفواه ومصادرة للأصوات بحق الصحفيين الكرد الأحرار الذين انتهجوا خط الدفاع عن القضية الكردية.

وعن الصحافة الكردية وواقعها المأساوي في روجهلات كردستان، فنوه إلى أنها لازالت منذ عدة عقود تخضع لأعتى الممارسات والجرائم البشعة من النظام الإيراني، إضافةً، إلى أن ملاحقة الصحفيين الكرد ومحاولات التضييق عليهم والاعتقالات التي طالتهم، ازدادت وتيرتها مع الثورة الأخيرة التي حملت شعار ” jin jiyana azadî” وتأثرت بفكر وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”.

وأشار أيضاً، إلى أن ثورة المرأة كانت دافعا قويا لانتعاش الصحافة الكردية في شرق كردستان خلال الأعوام الأخيرة في أعقاب استشهاد جينا أميني؛ وقيام المرأة بثورة كبرى زلزلت أركان النظام القمعي في إيران ولفتت الأنظار إلى حقوق الكرد في روجهلات.

تجربة الصحافة الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا

وعن تجربة الصحافة الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا (روج آفا) فقد أكد عمادي، إلى أن الصحفيين يتمتعون بكامل حقوقهم في المنطقة، بفضل النهج الذي اتبعته الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، والمستمد من فلسفة القائد “عبد الله أوجلان” وفكر الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب.

 ونوه، إلى أن التنظيم الذي تحظى به الصحافة والمؤسسات العلامية في إقليم شمال وشرق سوريا منقطع النظير، تكفله قوانين وأنظمة تحفظ للصحفيين حقوقهم وحريتهم، إضافةً إلى وجود اتحاد الإعلام الحر الذي يعمل بشكل دائم على تبني قضايا الصحفيين ويناقش مشاكلهم ويسعى بشكل دؤوب إلى وضع الحلول الناجعة لها.

واختتم الصحفي والإعلامي “ميرخان عمادي”، حديثه بالتأكيد على أن الصحافة الكردية شهدت تطوراً كبيراً منذ 126 عاماً، إلا أن هذا التطور شهد قفزة نوعية في الأعوام الأخيرة بالاستناد إلى فكر وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”، التي تبنت حرية الصحافة كإحدى منطلقاتها، كما كان للمرأة الكردية دور محوري في الصحافة ضمن فلسفة الأمة الديمقراطية، مستذكراً كذلك تضحية الصحفيين الشهداء الذين خطوا أولى الكلمات التي عبرت عن الضمير الكردي الجمعي ودعت إلى الحرية والاستقلال.

الصحافة الكردية ضحية حرب الإبادة

ومن جانبها أكدت الصحفية “سوزدا أحمد“، أن الصحافة الكردية كانت ضحية الحرب التي خيضت ضد الكرد في أجزاء كردستان الأربعة والمعتمدة على مبدأ الإبادة، من خلال الممارسات البشعة التي قامت بها الدول الاستعمارية بحق الشعب الكردي منذ سنين عديدة؛ مؤكدة أن هذه الصحافة نالت ما ناله الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة.

وأضافت: “ففي كل هذه الأجزاء لازالت السلطات المستبدة تمارس أبشع الوسائل في سبيل إسكات أصوات الصحفيين”، مستذكرة اعتقال الصحفي “سليمان أحمد”، من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، إضافةً إلى ما تعانيه الصحفيات النساء في روجهلات من قبل النظام الإيراني، ناهيك عن جرائم الفاشية التركية بحق الصحفيين سواء في باكور أو في بقية الأجزاء.

ونوهت الصحفية “سوزدا أحمد” في ختام حديثها، إلى أن الصحافة الكردية تطورت بشكل كبير في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث اعتمدت في بداية انطلاقتها على أدوات بسيطة، إلا أنها استطاعت أن تترك بصمتها على شعوب المنطقة، مضيفةً، بأنها هي من تقود الوعي الجمعي لكافة أبناء وشعوب الإقليم نحو الحرية والديمقراطية وتبني القضايا المحقة.