قامشلو/ رشا علي –
خلال الشهرين الماضيين، ازدادت حالات الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، والسحايا في مقاطعة قامشلو، فباتت تؤرق المواطنين، وتسبب أزمة طبية في المنطقة؛ ما يستدعي الالتزام بالوقاية الصحية في مواجهة هذا المرض.
مع بداية فصل الصيف، واشتداد موجات الحرارة لهذا العام على مناطق شمال وشرق سوريا، ظهرت إصابات بأمراض التهاب السحايا، والمعدة والأمعاء بشكل كبير، خاصة في مقاطعة قامشلو، واختلفت أعراض المصابين وتنوعت مصدر المرض، ومن العوامل المشتركة لهذه الأمراض هو الغثيان، القيء، الإسهال، آلام البطن والحمى وفقدان الشهية، وألم عضلي، حيث تظهر هذه الأعراض بعد عدة ساعات من الإصابة، وفي تقريرنا بيّنا بعض النقاط الأساسية، لإيضاح سبب انتشار المرض، وكيفية الوقاية منها.
الإصابات يومية
وحول زيادة عدد الحالات المصابة بأمراض التهاب السحايا، والتهاب المعدة، والأمعاء، التقت صحيفتنا “روناهي” رئيس قسم التمريض لاستقبال حالات الإسعاف في مشفى السلام بمدينة قامشلو “علي رمضان أحمد” وأشار إلى استقبالهم لأكثر من خمس حالات من الأطفال والكبار في اليوم، وبين أن الكثير من المرضى الكبار، يبقون تحت المراقبة لمدة ساعة واحدة، ثم يتم تخرجيهم من المشفى، وبأن الصغار يبقون لعدة أيام في المشفى تحت المراقبة. وحول تشابه الحالات، التي تم استقبالها في المشفى منذ بداية الشهر الجاري نوه أحمد بأن الحالات كلها “التهاب السحايا والمعدة والأمعاء” التي تم استقبالها في المشفى منذ بداية هذا الشهر، أعراضها متشابهة، وبأن معظم الأطفال، الذين راجعوا المشفى وبعد تشخيص حالتهم، تأكدت إصابتهم بالتهاب السحايا، وأما الكبار فالحالات عبارة عن التهاب معدة وأمعاء، حيث يظهر عليهم ارتفاع الحرارة، والإقياء، والإسهال، وآلام العضلات.
وأردف أحمد إلى أنهم يقومون بمساعدة ومتابعة المريض من خلال تعويضه لنسبة السوائل في جسمه، وإعطائه سيرومات، والأدوية المناسبة لمرضه، وذلك تحت مراقبة طبية من أطباء المشفى.
الأطفال أكثر تأثراً بالمرض
المواطنة “تركية محمد علي” من أهالي مدينة قامشلو، عانى طفلها كغيره من الأطفال من المرض، الذي ذكره رئيس قسم التمريض آنفاً، طفلها الصغير، والذي لم يتجاوز الأربع سنوات، أُصيب بهذا المرض بعد ظهور الكثير من الأعراض عليه من ارتفاع الحرارة، والإسهال، والإقياء، ولكن سرعان ما التجأت إلى الطبيب وإدخال طفلها إلى المشفى؛ لكيلا يتدهور وضعه الصحي أكثر “قبل ثلاثة أيام ظهرت على ابني أعراض المرض (إسهال، حرارة، غثيان، إقياء) ما دفعنا لإدخاله المشفى؛ لتلقي العلاج، ومن غير الممكن تلقي العلاج في المنزل، لأن الأطفال مناعتهم ضعيفة تجاه الأمراض، وغير قادرين على تحمل المرض، وأكثر ما كنت أخاف منه هو ارتفاع درجة حرارته”.
وفي متابعة حديثها أرجحت تركيا، أن سبب ظهور هذه الحالات هو الطقس المتقلب، والجو الملوث بالغازات الضارة، المنبعثة من السيارات والمولدات، بالإضافة إلى الغذاء والمقبلات، التي يتناولها الأطفال، والتي تسبب حالات التسمم الغذائي لدى الأطفال.
تمنيات بوجود خدمات أكثر
بينت تركيا، أن معالجة ابنها تم من خلال إعطائه السيرومات اللازمة، والأدوية الأخرى، التي وصفها لهم الطبيب في المشفى، وقالت: إن الطبيب صرح لهم، أن ابنها مصاب بالتهاب السحايا؛ نتيجة التغيرات الجوية وارتفاع درجات الحرارة، وأن هذا المرض انتشر بشكل كبير بين جميع الأطفال، والكبار أيضا.
وفي نهاية حديثها تمنت المواطنة تركيا، أن يعم الأمن والأمان والسلام في المنطقة، وتتوفر الخدمات كافة للمواطنين في فصل الصيف، لمساعدتهم في هذه الظروف الجوية القاسية، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير.
الرأي الطبي
وفي السياق ذاته، ولمعرفة المزيد عن سبب تزايد إصابة الأطفال، والكبار بمرض السحايا، والتهاب الأمعاء والمعدة، التقينا مع الدكتور “أحمد صالح حاج إبراهيم” اختصاص عصبية داخلية، والذي أشار في حديثه، إلى أن أحد أسباب التهاب السحايا، هو نتيجة التهابات مجاورات للدماغ، مثل التهاب الأذن، والبلعوم، واللوزات، وبأن السحايا هي الغشاء التي تحيط بالمخ، وهذا الغشاء عبارة عن ثلاثة أقسام، وهي الأم الجافية، والأم الحنون، والغشاء العنكبوتي، وزاد:![]()
“في الوقت الحاضر تزايد عدد إصابات التهاب البلعوم، واللوزتين، بين المواطنين، بالإضافة إلى الجفاف التي يعدّ من العوامل المسببة للسحايا”.
