عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
فرص العمل باتت” قليلة” للغاية، وتبدو صعبة المنال في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، التي يكابدها المهجرون في مخيم كري سبي، خاصة مع تقنين الحصص الغذائية المقدمة من قبل المنظمات، فيجبرون للبحث عن عمل خارج المخيم… وهذا ما تسعى إدارة المخيم لتسهيله خلال الفترة الحالية.
ووصل عدد المهجرين القاطنين بـ (مخيم مهجري تل أبيض/ كري سبي) إلى 6440 مهجراً، بعدد عوائل يفوق الـ 1200 عائلة، وتعتمد النسبة العظمى من العوائل على المساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم، والتي توزع بشكل شهري، بحيث توزع سلة (حصة غذائية) كل شهرين لكل عائلة، يتراوح عدد أفرادها بين (2ـ 4) أشخاص، وسلة كاملة (حصة) شهرياً لكل عائلة يتراوح عدد أفرادها بين (5ـ 8) أشخاص.
وسعت إدارة مخيم مهجري تل أبيض/ كري سبي، منذ تأسيس المخيم في 22 تشرين الثاني 2019، لتوفير فرص العمل لقاطنيه بالتنسيق، والتعاون مع المنظمات العاملة في المخيم عبر تنظيم لوائح بأسماء العاملين، وإتاحة الفرص للمستحقين بالتساوي لاستغلال فرص العمل لإعالة أسرهم، حيث وصل عدد فرص المتاحة 102 فرصة عمل شهرياً.
ويشكو العاملون المتواجدون في المخيم من قلة فرص العمل، التي توفرها المنظمات بحيث لا يُتاح لهم فرصة عمل أخرى إلا بعد سنة كاملة، بعد أن كانت تتاح لهم كل ستة أشهر.
فرص عمل محدودة…!
يقول المهجر محمد العلي مسلطاً الضوء على الواقع المعاش هناك: “بعد أشهر من الانتظار أتيحت لي الفرصة للعمل لدى إحدى المنظمات العاملة هنا، والتي تدعم أعمال النظافة في المخيم، الآن أنا أعمل كعامل لتنظيف قنوات تصريف المياه، ولكن هذه الفرصة تتاح لمدة محدودة (20) يوماً فقط، ومردودها قليل أيضاً، إذ لا يتجاوز الـ (500) ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ لا يُلبي الحاجات الأساسية، إذا ما كانت لفرصة واحدة، ولن تتكرر لسنة كاملة…!. في ظل قلة فرص العمل، يضطر الكثير من المهجرين إلى البحث عن العمل خارج المخيم، المهجر العلي: “سأضطر للعمل خارج المخيم بعد الانتهاء من فرصة عملي هذه، ولكن فرص العمل قليلة، وغير متوفرة دائماً…!، سأحاول البحث عن العمل لإعالة أسرتي، وخاصة مع عدم وجود خيارات أخرى بعد تقنين الحصص الغذائية من قبل المنظمات الداعمة في المخيم، وهذا الأمر مؤسف للغاية”.
استغلال الفرص لتوفير العمل
من جهتها تضطر المهجرة زهرة حسين (في بداية العقد الخامس من عمرها) إلى ملازمة القعود في خيمتها للاعتناء بأطفال ابنتها الصغار، بعد أن توجهت للعمل خارج المخيم في (ورش العمل الزراعي)، لتأمين قوتها وقوت عيالها، وتشتكي المهجرة زهرة من قلة فرص العمل المتاحة في المخيم، بعد أن كان العام المنصرم يحق لها العمل حسب نظام العمل المتبع… إلا أنها هذا العام لا يمكنها ذلك؛ بسبب تجاوزها العمر المحدد (50) عاماً. وتطالب المهجرة زهرة المنظمات الإنسانية، والجهات الأممية، والمحلية المعنية بتوفير فرص العمل، ودعم الحصص الغذائية للمهجرين القاطنين في المخيم، الذين اضطروا للجوء للمخيم؛ بسبب فقدانهم لمصادر أرزاقهم، وأراضيهم الزراعية التي هُجروا منها بفعل الاحتلال التركي، عقب العدوان الأخير على شمال وشرق سوريا في التاسع من تشرين الأول 2019.
“إمكانات محدودة” يقابلها سعي لتأمين فرص العمل
وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاء مع الرئيس المشترك لإدارة مخيم مهجري تل أبيض/ كري سبي محمد الشيخ، الذي بينَّ: أن ادارة المخيم تسعى بحسب الإمكانية المتوفرة، لفرص العمل لتأمينها لقاطني المخيم، والمهن محصورة بالمهجرين، وضمن لوائح وسجلات، بحيث يأخذ كل شخص مؤهل للعمل، فرصة أو فرصتين مع مراعاة الأوضاع الإنسانية للأسر، وحسب نظام التشغيل المعتمد من قبلها بعد التنسيق مع المنظمات العاملة في المخيم.