فوزة يوسف: الاحتلال التركي يستخدم الزلزال تحقيقاً لمصالحه

روناهي/ الدرباسية –

قالت عضوة مجلس عوائل الشهداء في الدرباسية، فوزة يوسف، إن دولة الاحتلال التركي تعمق جراح المنكوبين، من خلال استمرار استهدافها لمناطق شمال وشرق سوريا، رغم ما يعانيه الناس جراء آثار الزلزال المدمر.

حتى الكوارث الطبيعية، لم تردع دولة الاحتلال التركي عن شن هجماتها الوحشية على مناطق شمال وشرق سوريا، ففي الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالآثار المدمرة التي خلفها الزلزال يوم الاثنين 6/12/2023، فقد استهدفت طائرات دولة الاحتلال التركي مساء الأحد 12/2/2023، إحدى قرى مقاطعة كوباني، وأدت إلى استشهاد أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد يومين من استهدافها قرى مدينتي منبج وتل رفعت، مخلفة عدداً من الشهداء والجرحى.

هذه الهجمات وفي مثل هذه الظروف، جاءت تأكيدا لمدى وحشية دولة الاحتلال التركي، ونظامها القومي الفاشي، فحتى الكوارث الطبيعية انتهزتها فرصة لشن هجماتها الاحتلالية، فضلا عن منعها وصول المساعدات وفرق الإغاثة إلى المناطق المتضررة التي تحتلها، لا سيما ناحية جنديرس بريف مقاطعة عفرين المحتلة.

لا بدّ من وضع الخلافات السياسية جانباً

وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا عضوة مجلس عوائل الشهداء بالدرباسية، فوزة يوسف، التي تحدثت: “إن الزلزال الذي تعرضت له باكور كردستان وسوريا، يعد الأول من نوعه منذ قرن، وبالوقت الذي يفرض على الجميع تأجيل الخلافات السياسية والعسكرية، والتفرغ للجانب الإنساني، إلا أن دولة الاحتلال التركي، تستمر في شن هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، مخلفة الشهداء والجرحى، لتؤكد أن لا صوت يعلو صوت الحقد الكابت في صدور قادتها، فبدلا من التفكير في سبل وطرق مساعدة المتضررين من هذا الزلزال، تضيف دولة الاحتلال التركي مأساة جديدة إلى مأساتهم، وهذا يثبت، انه لا فرق بين هذا الزلزال وبين مسيرات دولة الاحتلال التركي، فكلاهما يسقطان ضحايا”.

وأضافت فوزة: “إن الكارثة الأخيرة التي حلت على المنطقة، أثبتت أن تركيا دولة تسخر كافة إمكاناتها لآلتها الحربية، في سبيل محاربة الشعوب والقضاء عليها، وذلك على حساب الشعوب والإنسانية، والمحتل التركي، كان من الواجب عليه حماية أرواح الآلاف من الضحايا، بدل صرف المبالغ الطائلة على الأسلحة المتطورة لمحاربة شعوب المنطقة، في حين كان عليها صرف هذه الأموال في عمليات البناء، والتأسيس الجيد لها، وخير دليل على ذلك انهيار هذا العدد الضخم من الأبنية، في أكثر من عشر ولايات في باكور كردستان، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على إن دولة الاحتلال التركي، وضعت الحرب على رأس أولوياتها، غير أبهة بالجوانب الإنسانية والخدمية”.

وأوضحت فوزة: “لم تكتفِ دولة الاحتلال التركي بما ارتكبت وترتكب من مجازر، فبالإضافة إلى كل ما سبق تقوم دولة الاحتلال التركي، بمنع المساعدات وفرق الإغاثة الوصول إلى المناطق المنكوبة، ولا سيما تلك المناطق، التي تقع تحت احتلالها كناحية جنديرس، حيث لا يزال قاطنو جنديرس تحت الأنقاض، دون أن تقدم لهم أي مساعدة، ودون أن يتم إزالة أي حجر من الدمار الحاصل، حيث لم توفر دولة الاحتلال التركي جهدا في زيادة معاناة أهالي تلك المنطقة”.

سياسات الأنظمة الفاشية تتشابه دائماً

وتابعت فوزة: إن “النظام التركي وحكومة دمشق، ينتهجان السياسة نفسها، في منع وصول المساعدات، التي أرسلتها الإدارة الذاتية إلى المناطق المنكوبة، فلا حكومة دمشق تسمح بإدخال المساعدات إلى الداخل السوري، كحلب واللاذقية، ولا دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، يسمحان بإدخال تلك المساعدات إلى مناطق شمال وغرب سوريا، كإدلب وعفرين وغيرها، وهذا دليل على إن الأنظمة لا تكترث لمصائب الشعوب، فهي تُبقي مصالحها فوق أي اعتبار آخر، وبغض النظر عما يعيشه الناس”.

وأشارت فوزة: “على الرغم من محاربة الأطراف كافة الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلا إن الإدارة سارعت إلى إيلاء الجانب الإنساني الاهتمام الأكبر، فقد أعلنت في اليوم الثاني من الكارثة، أنها أعدت قافلة من المساعدات التي تشمل المستلزمات المطلوبة، لإرسالها إلى المناطق السورية المنكوبة، فضلا عن حملة جمع التبرعات، التي أطلقتها الإدارة في مدن شمال وشرق سوريا، لإرسالها للمتضررين، ولكن الجانبين، التركي وحكومة دمشق، منعا هذه المساعدات من الوصول إلى المتضررين، وهذا يظهر جليا الفرق في تعامل كل طرف مع هذه الكارثة الإنسانية، حيث تسعى الإدارة الذاتية، لوضع الخلافات السياسية جانباً، والتعامل مع الكارثة الإنسانية من منطلق إنساني بحت، في حين تسعى الأطراف الأخرى لاستغلال هذه الكارثة للاستفادة منها في الصراعات القائمة”.

واختتمت عضوة مجلس عوائل الشهداء بالدرباسية فوزة يوسف، حديثها: “ما نعيشه اليوم هو فوق سياسة المصالح، اليوم هو امتحان لأخلاق وإنسانية كل طرف، وقد تبين من نجح في هذا الامتحان ومن فشل”.