فكر أوجلان.. إرساء للسلام ومناهضة للحرب

ناهض القائد عبد الله أوجلان الحرب وما تخلفه من دمار، وهلاك، وإبادة، ودعا في فلسفته إلى السلام لحلّ أزمات الشرق الأوسط، وحض على أخوة الشعوب؛ فغدا بحق رسول السلام؛ ينثر السلام ويزرع السلام ليحصد السلام، وهذا ما أكده أيضاً ممن التقوا بالقائد أوجلان قبل اعتقاله من قبل دولة الاحتلال التركي وفرض العزلة عليه في جزيرة إيمرالي…

 مركز الأخبار ـ وهب القائد عبد الله أوجلان نفسه لقضايا شعوب الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية، ودعا في فكره وفلسفته إلى السلام بين الشعوب والدول لحلّ أزمات المنطقة، وأكد في رسائله الأخيرة بأنّ الحرب لا يجلب سوى الدمار والهلاك والإبادة. وبهذا الصدد؛ التقت وكالة أنباء هاوار مع عدد من الأشخاص الذين تمكنوا من الالتقاء بالقائد عبد الله أوجلان قبل أن تعتقله السلطات التركية في مؤامرة دولية تواطئ المجتمع الدولي بكامله معها، إذ تحدث هؤلاء الأشخاص عما تبادلوه مع القائد أوجلان من أفكار وأحاديث.

وتحدث أحمد شيخ علي، وهو من أهالي قرية اليابسة غربي مدينة كري سبي (تل أبيض) عن لقاء جمعه مع أوجلان عام 1993، وقال في ذلك” “كان ذلك أول لقاء لي بالقائد, فور لقائي به؛ كشف لنا عن مشروع أخوة الشعوب، وأكد بأن سبب مجيئه إلى سوريا هو للمطالبة بحقوق جميع الشعوب؛ لأنه كان يرى بأن جميع الشعوب تُقمع في الشرق الأوسط”.

وتابع: “عندما قدم القائد من باكور كردستان إلى سوريا، عمل ليس فقط لأجل القضية الكردية وإنما لخدمة قضايا شعوب المنطقة عامة. وكان يقول لنا “إذا استطعت أن أطالب بحق الشعب الكردي يجب أن أطالب بحق جميع الشعوب؛ لأن الظلم يمارس بحق هؤلاء جميعاً دون استثناء””.

وأوضح شيخ علي أنه استمد من ذلك اللقاء الهمة والمعنويات العالية، والعمل وفق نهج صائب أكثر. وأشار إلى أن آراء وتوجيهات القائد أوجلان تطبّق في مشروع الإدارة الذاتية، إذ تضم الإدارة جميع الشعوب دون أية تفرقة ويسود بينهم التكاتف, لافتاً إلى أن شعوب المنطقة وصلوا لنتيجة بأن أوجلان لا يمثل الشعب الكردي فقط، بل يمثل الشعوب المضطهدة كافة.

وأكّد أحمد شيخ علي: “بنى القائد مشروع أخوة الشعوب بتمازج دماء أبناء هذه المناطق في جبهات القتال، وهذا دليل على تماسكنا، إذ لا يمكن لأحد أن يفرق هذا النسيج, فمقابر الشهداء دليل على ذلك ليعلم العدو ذلك جيداً”.

وقال المواطن أحمد حسن وهو من أهالي قرية اليابسة والتقى بالقائد عبد الله أوجلان لأكثر من مرة، متحدثاً عن ذلك: “كانت توجيهات القائد تصلنا دون أن نستطيع اللقاء به. ولكن؛ بعد أن التقيت به حدثت تغييرات جذرية في نمط تفكيري سواء من الجانب العائلي أو العشائري، لقد جعلنا نرتبط بشكل أكبر بالثورة والنضال في سبيل خدمة القضية الكردية”.

وذكر أحمد حسن أنه التقى أوجلان عام 1992 خلال مؤتمر أُقيم في لبنان، وكان ذلك أول لقاء له مع القائد أوجلان.

وأضاف متحدثاً عن تفاصيل اللقاء: “في المخيم جلست برفقته مرتين, كل ما كان يقوله آنذاك يطبق الآن، لقد قال لنا حينها “سيأتي يوم تدافعون فيه عن مناطقكم وتديرونها بأنفسكم, يجب أن يعلم الجميع كيفية استعمال السلاح ويخضع للتدريب”.

وشدّد أحمد حسن على ضرورة أن يعمل أبناء المنطقة على صون المكتسبات التي تحققت بفضل فكر أوجلان والجهود التي بذلها، وحالة الأمن والسلام التي تنعم بها المنطقة بفضله.

وفيما يخص رسائل أوجلان الأخيرة والتي دعا فيها إلى إرسال السلام عوضاً عن الحرب وانتهاج سياسة الحوار لحل المشاكل والقضايا العالقة في المنطقة، قال أحمد حسن: “منذ البداية لم يكن القائد أوجلان مع خيار الحرب، وطيلة أعوام النضال أوقف الحرب مراراً وتكراراً. لكن؛ العدو كان يجبره على حمل السلاح، مع كل ذلك نرى أن القائد في رسالته الأخيرة يدعو إلى الحوار والجلوس حتى مع العدو؛ لأن القائد ما زال ضد فكرة الحرب”.