روناهي/ الدرباسية –
رأت الإدارية في مؤتمر ستار في الدرباسية، فاطمة كلش، أن الخامس والعشرين من تشرين الثاني يعدّ يوم اليقظة فيما يتعلق بالمرأة، حيث كان يوم الانتفاض في وجه الظلم.
إن قدم نضال المرأة هو بقدم الظلم، الذي يمارس بحقها من قمع، واضطهاد، وسلب للإرادة، وتعود جذور هذا الظلم لأكثر من خمسة آلاف عام، ومنذ ذلك الحين لم يظهر مشروع حقيقي قادر على تنظيم صفوف المرأة، وتعريفها بحقيقتها، ووضع نضالها على السكة الصحيحة.
ولكن مع انطلاق ثورة روج آفا، بدأت نضالات المرأة في هذه الجغرافيا تأخذ طابعاً أكثر جدية، وأكثر تنظيماً، كما بات يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني، ذات معنى حقيقي، بين شعوب المنطقة.
“يجب اقتلاع جذور فكرة التبعية للرجل“
وحول أهمية هذا اليوم لشمال وشرق سوريا التقت صحيفتنا مع الإدارية في مؤتمر ستار في ناحية الدرباسية، فاطمة كلش، حيث قالت: “أن أصل اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي يصادف في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول، يعود إلى المناضلة ميرابال وأخواتها الثلاث، اللواتي رفضن الانصياع لظلم الدكتاتور تريخيلو، وذلك قبل أكثر من خمسة آلاف عام، حيث كان تريخيلو شهيراً بمعاداته للمرأة وباضطهادها، الأمر الذي لم تتحمله المناضلات الثلاث، فقررن الانتفاض في وجهه، وعلى أثر هذه الانتفاضة قام باعتقال الأخوات الثلاث، ومن ثم قتلهن، وبعد ذلك قُتل تريخيلو وتخلص أهالي تلك الإمبراطورية من شره، وقد صادف مقتله في الخامس والعشرين من تشرين الثاني، لذلك تم اعتماد هذا اليوم يوماً عالمياً؛ لمناهضة العنف ضد المرأة”.
وأضافت، أنه منذ الأزل تتعرض المرأة للعنف بمختلف الأشكال، سواءً عن طريق القتل، أو الضرب، أو السيطرة، ومنذ الأزل تطالب المرأة بحريتها وتسعى للوصول لهذه الحرية، ولكن حتى الآن لم تثمر هذه النضالات الشكل المطلوب من تحرر المرأة، فلا تزال المرأة تتعرض للعنف والقتل والتعذيب المتعدد الأوجه، وهذا يرمي على عاتق المرأة ضرورة النضال من أجل تغيير الذهنية الذكورية المسيطرة على المجتمع، وهذا التغيير لن يكون في عقل الرجل فقط، بل حتى في عقل المرأة، فيجب اقتلاع جذور فكرة التبعية للرجل، وهذا ما أكد عليه القائد عبد الله أوجلان مراراً، حيث شدد على ضرورة تغيير الذهنية السائدة، سواء لدى الرجل، أو حتى المرأة.
انتفاضة روجهلات شرارة النضال
فاطمة تابعت حديثها مشيرةً إلى أن الانتفاضة، التي اندلعت أيضاً في روجهلات كردستان وإيران، كانت شراراتها المرأة وهي الشهيدة جينا أميني، وهذه الانتفاضة يمكن عدها استكمالاً لنضالات المرأة على مر العصور، فبعض خصلات شعر امرأة أشعلت ثورة شعبية ضد الظلم، والقمع الممارس هناك، ليتأكد مرة أخرى، أن المرأة ثائرة كما الرجل، ولا تقل عنه بشيء، ويثبت مرة أخرى أن العنف الذي يمارس ضد المرأة تاريخياً لم يعد مقبولاً، ويجب الوقوف في وجهه؛ انطلاقاً من ذلك، يجب الوصول إلى النساء أينما كنَّ، لتوعيتهن وتعريفهن بحقيقة المرأة، كي يتحولن إلى ثائرات يرفضن العنف الموجه ضدهن، حيث أن العديد من النساء لا يتفوهن بأي كلمة بوجه الظلم الذي يتعرضن له، وذلك تحت مسمى العادات والتقاليد، لذلك، يجب تغيير نمط تفكير هؤلاء النسوة، وتعريفهن أن ما يسمى بالعادات والتقاليد، ليست إلا أدوات لإخضاعهن والسيطرة على عقولهن، ومحاولة حبس أنفاسهن.
ثورة المرأة
فاطمة أكملت بالقول: إن الثورة، التي انطلقت في شمال وشرق سوريا منذ أكثر من عقد، أُطلق عليها اسم ثورة المرأة، وذلك لكون هذه الثورة، هي الأولى التي تدافع بشكل جدي عن حقوق المرأة، وقد أتاحت للمرأة فرصة الانتفاض في وجه الظلم الممارس بحقها. وقد تجلى ذلك من خلال الشهيدات الرائدات، اللاتي ضحين بأنفسهن في سبيل هذه الثورة، مثل الشهيدة آرين ميركان، والشهيدة هفرين خلف، وغيرهما الآلاف من الشهيدات، اللاتي أصبحن قياديات يُحتذى بهن وبنضالاتهن، ضد الأعداء وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، إلى جانب ذلك، فقد أثبتت المرأة في ظل ثورة روج آفا، قدرتها على الخوض في مجالات الحياة كافة، بدءاً من المجال السياسي مرورا بالدبلوماسي، وصولاً إلى العسكري، في هذه المجالات كانت المرأة مكملاً للرجل، ولم تكن تابعة له، أي أن هذه الثورة أثبتت أن المرأة إنسان ذو إرادة قوية، وصلبة قادر على الانتفاض، وخلق الثورات.
الإدارية في مؤتمر ستار في الدرباسية، فاطمة كلش، اختتمت بالقول: “فيما يتعلق بنا نحن نساء شمال وشرق سوريا، نعدّ ثورة روج آفا فرصة تاريخية لتصعيد نضالنا في وجه الظلم الممارس في حق المرأة؛ لذلك علينا أن نستغل هذه الفرصة بالشكل المطلوب، لأنها إذا ضاعت يصعب علينا إيجاد فرصة أخرى، وبالتالي النضالات كلها، التي قدمناها على مر التاريخ ستذهب سدىً”.
