غياب المحروقات وندرتها في المحطات، وانتعاش أسعارها في السوق السوداء

الشدادي/ حسام دخيل ـ

تشهد مناطق الريف الجنوبي لمقاطعة الحسكة، منذ بداية الشهر الحالي، شحّاً بالمحروقات بشكلٍ عام؛ ما تسبّب برفع أسعارها بالسوق السوداء، حيث وصل سعر الليتر الواحد من البنزين إلى /2500/ ليرة سورية، وتجاوز ليتر المازوت حاجز الـ /1500/ ليرة سورية.

ودفع ارتفاع سعر المحروقات إلى رفع أسعار أجور النقل، وتكاسي الأجرة بمعدل ارتفاع وصل إلى أكثر من 75%، بالإضافة إلى رفع سعر مياه الشرب، حيث وصل سعر المتر المكعب من المياه إلى /15000/ ليرة سورية.

وأثار نقص المحروقات، وتوقف غالبية محطات المحروقات عن العمل، استياء الأهالي في جنوب الحسكة، لما له من تأثيرات سلبية تثقل كاهلهم في ظل الأزمة الاقتصادية، التي تعاني منها المنطقة بشكل عام.

الحمد لله خلصنا من الطوابير

“الحمد لله خلصنا من الطوابير، لأن ما ظل بنزين بالكازيات”; بهذه الكلمات بدأ المواطن وضاح الحمد حديثه لصحيفتنا مستغرباً من غياب البنزين عن محطات المحروقات.

ويضيف الحمد “أنا أعمل على تكسي أجرة، واضطر حالياً لتعبئة البنزين من السوق السوداء بسعر /2500/، وقد يزيد إلى الـ /3000/ في بعض المناطق، ما يضطرني إلى رفع أجرتي، فاذا ما بقينا على الأسعار القديمة، سيكون عملي عبارة عن خسارة كبيرة، وليس لدي مصدر رزق آخر غير سيارتي التي أعمل عليها”.

وعن نسبة رفع الأجور أجاب الحمد: “نسبة ارتفاع الأجور تخطت الـ /50/%، ووصلت ربما إلى 75% من الأسعار السابقة، حيث ارتفع سعر البنزين إلى الضعف، وأقل من هذه الأسعار، يكون العمل خسارة بخسارة”.

مشيراً إلى أن الخاسر الأكبر من الارتفاع في هذه الحالة، هو المواطن، الذي يجبر على دفع الأجرة مضاعفة لقاء أي توصيلة.

المواطن ضحية ارتفاع أسعار المحروقات

ويقول المواطن أحمد الإبراهيم لصحيفتنا “روناهي”: “إن المواطن، هو الضحية في رفع أسعار المحروقات من النواحي كلها، لعدة أسباب أهمها، إن غالبية سكان ريف الحسكة الجنوبي يعتمدون في تنقلاتهم على الدراجات النارية؛ بسبب غياب باصات للنقل الداخلي، وفي هذه الحالة يضطر المواطن إلى شراء البنزين لدراجته النارية بشكل يومي ما يصل إلى ثلاثة لترات؛ ليؤمن تنقلاته، ولشراء حاجياته، وثانياً ارتفاع أجور النقل عبر تكاسي الأجرة والسيارات الخاصة، حيث أصبحت أقل توصيلة بـ /10000/ ليرة سورية، هذه من جهة، ومن جهة أخرى ارتفعت أجرة النقل إلى مدينة الحسكة عبر السيارات الخاصة، إلى أكثر من /60000/ ليرة سورية، أي أن في حال حدوث أي طارئ، وأراد أحد أبناء الشدادي الوصول إلى الحسكة، فإنه مجبر على دفع هذا المبلغ الطائل؛ لقاء توصيلة، لا تزيد عن 60 كيلومتر”.

بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مياه الشرب، ووصول خزان المياه سعة المتر مكعب واحد إلى 15000 ليرة سورية، وتوقفت الصهاريج المتعاقدة مع البلدية عن العمل؛ نتيجة عدم تزويدها بالوقود، وتوقف المولدات المغذية للأحياء بالكهرباء، ورفع أسعار قوالب الثلج، والفروج، والمواد التموينية؛ بسبب إضافة سعر الوقود على سيارات الشحن والنقل.

وتوقفت صهاريج المياه المتعاقدة مع بلدية الشدادي، والبالغ عددها خمسة وعشرين صهريجاً، عن العمل، بسبب عدم تزويدهم بمخصصاتهم من المازوت المدعوم، وتحول أصحاب هذه الصهاريج للبيع الحر، بعدما استعانوا بالسوق السوداء؛ لتعبئة المازوت، بسعر تجاوز 1500 ليرة للتر الواحد.

ويبلغ ثمن متر المياه المكعب 15000 ليرة، بينما كان يوزع بمبلغ 6000 ليرة عن طريق البلدية.

ويتواجد في حقلي كبيبة، والجبسة النفطيين التابعين لمدينة الشدادي أكثر من ثلاثمائة بئر نفطي، بالإضافة إلى وجود ثلاث مصافٍ لتكرير النفط الخام.