عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
يضطر مزارعون بريف الرقة الشمالي، تقنين كميات المكننة الزراعية؛ لدعم محاصيلهم الصيفية لهذا الموسم، لعدة أسباب… فيما أضحت تكاليف الزراعات الصيفية للمزارعين “ثقيلة” مع بداية النشاط الزراعي الصيفي الحالي.
ويضطر أغلب المزارعين على ادخار جزء من منتوج “محاصيلهم الشتوية” في توفير مقومات مزروعاتهم الصيفية… إلى جانب صرف القسم الآخر لإعالة أسرهم في ظل الغلاء الكبير، واستغلال “تجار الأزمات” للأوضاع الحالية.
وعليه اضطر البعض إلى التقليل من الدعم الزراعي، وتقنين المواد الأساسية المهمة لإنجاح مواسمهم. وارتفعت التكاليف الزراعية من (أسمدة ـ بذور ـ فلاحة) بشكل كبير مع بداية الزراعات الصيفية (الخضروات ـ الذرة الصفراء…. الخ)، بسبب “محدودية” الدعم المقدم من قبل الجهات المعنية، واقتصاره على بعض المواد المتوفرة لديها بحسب إمكاناتها المتوفرة (سماد – مازوت)، فيما يواجه المزارعون هذه الهوة وغلاء مواد الزراعة، والتسميد التي تحكم بها تجار السوق السوداء، والذين يتذرعون بدورهم بارتفاع أسعارها عالمياً، وارتباطها بالعملة الصعبة (الدولار الأمريكي).
“التكاليف الباهظة” أرهقتنا…!
وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاء مع المزارع أسعد المهيدي الذي قال: “أسعار المستلزمات الزراعية لهذا العام مرتفعة، وباهظة للغاية بالمقارنة مع السنة الماضية، حيث وصل سعر السماد الترابي (سوبر فوسفات) ٢٥٠ ألف ليرة سورية للكيس الواحد، بينما يتراوح سعر سماد (يوريا) بين 150ـ 175 ألف ليرة سورية بحسب النوعية المتوفرة في الأسواق، والأمر مرتبط أيضاً بالاحتكار من قبل التجار، حيث تتفاجأ بارتفاع أسعار مواد “الدعم الزراعي” بين ليلة وضحاها…. وبنسب كبيرة…. وخاصة مع بداية الموسم”.
وأضاف “ما جنيناه من المحصول الشتوي (القمح) نقوم الآن بصرفه لتمويل الزراعات الصيفية (كالذرة الصفراء) وغيرها، عدا عن مصاريف المعيشة اليومية لأسرنا، وخاصة مع ارتفاع المواد الغذائية أيضاً، لذلك الوضع ينحدر إلى الأسوء بالنسبة لنا كمزارعين”.
التوجه لاستخدام “الوسائل التقليدية”
في حين توجه المزارع إبراهيم الكراد إلى الاستعاضة عن الأسمدة الكيميائية بأساليب بدائية، واستخدام الأسمدة العضوية والمركبة، وبالرغم من الفائدة “طويلة المدى” لهذه الأسمدة إلا أن “الكراد” لم يلقَ بُدّاً من جمع روث الحيوانات، والعمل على جمعها، وإضافتها كبديل لإنجاح حقله، الذي بادر إلى زراعته بالذرة الصفراء، والذي يحتاج إلى تربة زراعية مخصبة بالمواد اللازمة لذلك.
ولفت المزارع “الكراد”: إلى أن الأجور الباهظة للفلاحة، واليد العاملة، والمواد الزراعية دفعته إلى التقليل من المساحة، التي خطط لزراعتها، ودفعته لزراعة نصف أرضه (هكتارين فقط).
وطالب المزارعان أسعد وابراهيم الجهات المعنية، بتقديم الدعم للمزارعين، وخاصة في المواسم الصيفية، التي تحتاج إلى دعم كبير لإنجاح الموسم، وبالتالي استمرار المزارعين في الإنتاج الزراعي، وإعالة أسرهم، ودعم اقتصاد المنطقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
