المراهق والحب والوصول إلى دائرة الإنتاج

د. هاجار عبد الفتاح_

من الحالات الحساسة، والمفصلية التي يمر بها المراهق، هو الحب، الذي يؤثر على نفسيته، وفي بناء شخصيته العاطفية في المستقبل.

في بداية هذا الموضوع أحب أن أنوه، بأن الإنسان يستطيع تمييز مشاعر الحب الحقيقية بعد سن العشرين من عمره، وما قبل ذلك لا يعد حباً بل يعتبر إعجابا وشعوراً، رومانسيا مشبعاً بالإحساس والطمأنينة، وتختلف حالة الحب بين الفتى والفتاة، فإن حالة الحب عند الذكر في هذا العمر في أغلب حالاتها تكون لغاية جنسية، أي غرائزية، بمعنى إنها تميل إلى رغبة جنسية أكثر منها كميل عاطفي، أو اي شيء اخر.

بينما عند الفتاة يطغى عليها روح المشاعر والتخيل في بناء مستقبل، على أساس تكوين أسرة مثالية، ويكون خيالها نشطا وواسعا جدا في هذه الحالة، والحب في هذه المرحلة فوائد وأضرار وهي كالتالي:

١-الحب من طرف واحد: الفتيات أكثر عرضة لهذه الحالة من الشباب، حيث تصل بهم الحالة إلى حد الولع بفتى جميل، وإلى درجة الهوس المرضي، وبالتالي يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والبدنية.

٢ـ الحب لشخصية اعتبارية “عامة” (مثل المدرس.. الممثل…..) هذه أيضا من المشاكل، التي يقع بها المراهق، ويصل به الحالة إلى التأثير والتعلق، ولكن دون جدوى ويشكل صدمة للمراهق.

3ـ الحب والتعلق بشخص يبادرهم بكلام لطيف، ويقع المراهق بهذه الحالة عندما يفتقد الحنان والعطف من أسرته. وإذا كان فاقدا لأحد والديه.

فوائد الحب في هذه المرحلة:

إذا عاش المراهق هذه الحالة بطريقة سليمة وسوية، بدون حرمان أو إنكار، أو كبت، يخرج منها أكثر نضجا ووعيا.

إدراك نقاط القوة والضعف والميول الجنسية، والاحتياجات العاطفية، وقانون الاخلاص، كل هذا يشكل معرفة الذات.

زيادة القدرة على الاختيار والتعامل مع الجنس الآخر، استكشاف عالم الجنس تدريجيا بدون خوف أو تهور. بدء العلاقات العاطفية في اتخاذ شكل أكثر واقعية.

قد يستغرب بعض القراء عن علاقة هذا الموضوع بالاقتصاد؛ كما نعلم جميعا، إن العلوم كلها مترابطة، وخاصة في تحديد طريقة تفكيرنا، وتوجهاتنا، لذلك من المهم الانتباه لتطلعات فئة الشباب والمراهقين، في هذه المرحلة المفصلية، وتعليمهم كيفية التعامل مع المواقف، والانعطافات الجديدة، وخلق توازن فكري، وهذا بحد ذاته يعزز مفهوم الإنسان المنتمي إلى دائرة الإنتاج المعرفي، والفكري، ويتحول من شخص متأثر إلى مؤثر.

وتكون المحصلة (شخصاً سليماً فكريا، يعني شخصاً منتمياً إلى دائرة الإنتاج، وهذا هو الاقتصاد بعينه).