غلاء الأسعار يلهب جيوب المواطنين

قامشلو/ دعاء يوسف –

أبدى مواطنو قامشلو استياءهم من شبح الغلاء، الذي يتربّص بهم بعد إغلاق المعابر الحدودية بين مناطق الإدارة الذاتية، والمناطق المجاورة لها، والتي كان آخرها إغلاق قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني لمعبر سيمالكا؛ ما أدى لاحتكار التجار للمواد الغذائية.

في ظل استمرار إغلاق المعابر التي تربط مناطق شمال وشرق سوريا مع المناطق المجاورة، تعاني المنطقة من حصار خانق اقتصادياً، حيث أدى إغلاق معبر سيمالكا الذي يعد الشريان النابض للمنطقة إلى ارتفاع أسعار السلع، والبضائع المكدسة لدى التجار بشكل حاد، وسط تذمر وامتعاض من قبل المواطنين، الذين يواجهون هذا الغلاء في ظروف معيشية واقتصادية صعبة.

شبح انعدام الأمن الغذائي

متابعة للأوضاع الاستثنائية في المطقة كان لصحيفتنا لقاءات مع عدد من المواطنين، لرصد واقع الحال ومنهم المواطنة فضة محمد الوكاع التي حدثتنا عن ارتفاع الاسعار: “إن الغلاء زاد عن حده فما عاد بمقدورنا تأمين مستلزمات المنزل، تأمين المستلزمات الأساسية أصبح مشقة على المواطنين”.

وبينت لنا فضة أن ارتفاع الاسعار يختلف من محل إلى آخر: “نجد أن كل محل أو مركز بيع له سعر مختلف عن الآخر، فإن كانت أبسط متطلبات العيش في ارتفاع، فماذا سيفعل المواطن من أجل أن يحصل على لقمة عيشه، يعمل ليلاً نهاراً وثم يأتي ويفرغ ما جناه لأجل بعض من مادة السكر أو القليل من الخبز ذي العديم الجودة، أليس لنا الحق في العيش بعيداً عن الحرمان والغلاء الكبير”.

وأطلعتنا فضة على الأسباب التي يخبر بها البائع عند سؤالها عن ارتفاع سعر أحد المواد: “يربطون كل شيء بالدولار ويبرون ارتفاع الأسعار بهبوط الليرة السورية، وشراؤهم المواد بالدولار، والآن بعد إغلاق آخر معبر يصلنا بالعالم زاد الوضع سوءًا فقد اختفى السكر من الأسواق، وإن وُجد يُباع بأسعار خيالية لا تناسب قدرتنا الشرائية”.

وعزت المواطنة فضه هذا الغلاء، إلى محاولة العديد من التجار استغلال هذه الظروف من أجل تعويض خسائرهم الناجمة عن العدوان، فهناك العديد من السلع متوفرة بكميات كبيرة، ولكن أصحاب الشركات والمحال يقومون بإخفائها واحتكارها لزيادة أسعارها على المواطنين.

“خلق الأزمات”

وما زاد الأزمة سوءاً جشع التجار أصحاب النفوس الضعيفة، الذين يستغلون الوضع، وإغلاق المعبر في 15 كانون الأول ليمارسوا أقسى أنواع الجشع والنهب على جيوب المواطنين الذين عجزوا عن تلبية مستلزماتهم الأساسية؛ وهذا ما نوهت إليها المواطنة فوزه محمد بحديثها فقالت: “نعيش ظروف معيشية صعبة جراء استغلال التجار للسوق، والتحكم بالسلع التي يكثر الطلب عليها كالمواد الأساسية ومنها السكر والزيت”.

وأكدت فوزه على لعب التجار الدور الأكبر في خلق هذه الأزمات الاقتصادية فقالت: “استغل التجار والشخصيات المرتبطة بهم الملقبون (بتجار الأزمات) إغلاق معبر سيمالكا لزيادة أرباحهم على حساب حياة المواطنين، فقد اختفى السكر بعد إغلاق المعبر مباشرة وهذا دليل على احتكار التجار للمواد كثيرة الطلب وسعيهم لبيعها بأسعار باهظة أضعاف أضعاف سعرها الأصلي”.

وتابعت فوزه: إن إغلاق معبر سيمالكا يزيد الحصار على المناطق: “تسَبب إغلاق المعبر خلق أزمات اقتصادية جديدة في المنطقة، فقد زاد الحمل على كاهل المواطنين، ألم يكفهم إغلاق المعابر من جهة النظام ودولة الاحتلال التركية”.

واختتمت فوزه حديثها: “هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق المعبر الحدودي بين الجانبين، ولكن هذه المرة تم إغلاقه أمام المواطنين والتجارة، لخلق أزمة اقتصادية في المنطقة”.