غريب حسو: “شعوب شمال وشرق سوريا شعارهم المقاومة والصمود”

تقرير/ إيفا ابراهيم-

أجرت صحيفتنا لقاء مع الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو؛ حول الهدف من زيارة المجلس الوطني الكردي لتركيا ولقائهم بوزير الخارجية التركي شاويش أوغلو، وبخاصة أن المرحلة حساسة تتطلب وحدة الصف الكردي حيث قال: “نحن في حركة المجتمع الديمقراطي لم نتفاجأ بالعلاقات بين المجلس الوطني الكردي ودولة الاحتلال التركي. والمجلس الوطني له علاقات استراتيجية مع الدولة التركية، وكل ذلك على حساب المصالح العليا للشعب الكردي”.

 المجلس الوطني علاقته وثيقة بتركيا

وحول اللقاء الذي جرى بين وفد من المجلس الوطني الكردي ووزير الخارجية التركي جاويش أوغلو؛ حدثنا حسو بالقول: “إن لقاء وفد من المجلس الوطني الكردي مع وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو لم يكن مفاجئاً لنا، فالمجلس الوطني الكردي على علاقة وثيقة واستراتيجية مع دولة الاحتلال التركي”.

وتابع: “كانت هناك مبادرات من المؤتمر الوطني الكردستاني وبعض الشخصيات المستقلة. ولكن؛ مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كان لها التأثير الأكبر؛ وذلك بعقد عدة لقاءات مع المجلس الوطني الكردي الذين أبدوا رأيهم ولكن كانت هناك شروط في هذا الصدد، وللدولة للفاشية التركية دور كبير بمحاربة وحدة الصف الكردي، كي يتم التفرد بهم”.

وأردف حسو قائلاً: “نحنُ كحركة المجتمع الديمقراطي نعمل لبناء أرضية لوحدة الصف الكردي، والمرحلة أيضاً تحتاج إلى تكاتف ووحدة بين الكرد. ولكن؛ ما نحن متخوفون منه هو أن تكون هناك سياسات تكتيكية تؤثر على وحدة الصف الكردي، المجلس الوطني الكردي له علاقات مع الدولة التركية المحتلة، وهذا ما يترك لدينا علامات استفهام كثيرة. والدولة التركية ارتكبت العديد من المجازر بحق الشعب الكردي. لذا؛ علينا أن نتفهم هذا الواقع الذي تعيشه تركيا في مواجهة الشعوب الأخرى في المنطقة”.

 العدالة والتنمية يُعادي جميع الكُرد

وبخصوص التأثيرات التي تتركها مثل هذه الزيارات على مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ أكد حسو بالقول: “يبدو أن هدف المجلس الوطني الكردي بعد مبادرة القائد مظلوم عبدي هو فتح المكاتب، فالمجلس لم يلتقِ بأي حزب أو شخصية لها دور في تقارب وحدة الصف الكردي، وهدفهم كان الإسراع في فتح المكاتب وتسرعوا في ذلك. من الناحية التنظيمية لم يكن بالمستوى المطلوب، والمجلس سيقوم بالتحضير لمخطط آخر في المستقبل؛ كون الوضع التركي متأزم على خلفية ما يجري في منطقة إدلب السورية، بهذه الزيارة واللقاء مع جاويش أوغلو يضع الوحدة الكردية في خطر، وأوضح مثال على ذلك احتلال جيش المحتل التركي ومرتزقته لعدة مناطق في شمال وشرق سوريا، ناهيك عن القصف العشوائي المستمر في عدة مناطق”.

وأضاف: “بالرغم من معاداة العدالة والتنمية للشعب الكردي، إلا أنه لن يستسلم لهذه المشاريع والمخططات التركية، والخطوات التي يقوم بها المجلس الوطني تعيق وحدة الصف الكردي، فعندما نجد الائتلاف الإخواني موجود في تركيا والمجلس الوطني الكردي موجود ضمن الائتلاف، هذا يعني أنهم أدوات تستخدمهم تركيا متى ما تشاء”.

وتابع: “أعتقد أن جميع شعوب شمال وشرق سوريا بخاصة الشعب الكردي وجميع الأحزاب والمنظمات والمؤسسات الموجودة في شمال وشرق سوريا، على دراية بما يقوم به المجلس الوطني الكردي، وهو الذي يعرقل وحدة الصف الكردي والمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، كما أن عدم تواجدهم لا يعني أن الوحدة الكردية مصيرها الفشل، وهناك حوالي 27 حزباً كردياً يناضلون من أجل توحيد الصف الكردي، ولديهم مواقف مشرفة في مساندة المشروع الديمقراطي، والمساهمة في بناء الحوار السوري ـ السوري بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والنظام السوري في دمشق”. 

“مهمتنا الآن توحيد الخطاب الكردي”

وفي سياق العقبات التي تقف في وجه وحدة الصف الكردي تحدث حسو بالقول: “قامت الدولة التركية المحتلة باحتلال عدة مناطق في شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة كمدينتي سري كانيه/ رأس العين، وكري سبي /تل أبيض. ولكن؛ شعوب شمال وشرق سوريا لم يستسلموا وكان شعارهم المقاومة. ومن الهام المحافظة على هذه المكتسبات والإنجازات لتحقيق وحدة الصف الكردي، وهذه المرحلة تفرض علينا توحيد وحدة الصف الكردي، وحتى المراحل السابقة، وهنالك أطراف تتحرك بشكل مزدوج، فمرة تبحث عن مخرج من أجل الوحدة، وفي الأخرى تتهرب من المسؤوليات، ومنها المجلس الوطني الكردي”.

ونوه حسو بقوله: “الوحدة الكردية هامة لتوحيد الخطاب السياسي الكردي، وعندما نتوحد سيعقد المؤتمر الوطني الكردستاني، الذي يمثل أطياف المجتمع الكردستاني كافة، وإن تحققت الوحدة الكردية لن تكون عفرين وغيرها من المناطق محتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها. لذا؛ الوضع يتطلب توحيد الشعب الكردي، فالتعاون بين الأحزاب في الأجزاء الكردستانية الأخرى يعرقل جهود كل من يحاول عقد وحدة الصف الكردي”.

واختتم الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو حديثه بالقول: “نحنُ شعب لا نخشى الخوف وتجربة شمال وشرق سوريا دليل على ذلك؛ كوننا قاومنا ثاني أقوى دولة في حلف الناتو وهي تركيا، فنحن لم نبحث عن مصالحنا، بل نبحث عن الإنسانية ومصلحة شعوبنا”.