علموا أولادكم أن الانتحار فشل والمواجهة قوة

الحسكة/ كولي مصطفى ـ

ازدادت حالات الانتحار في سوريا بشكل عام، وفي الآونة الأخيرة حدثت حالات انتحار في دمشق, وتلتها أيضاً حالات في شمال وشرق سوريا, ويقع على عاتق الأسرة المسؤولية للحد من هذه الظاهرة من خلال التوعية.

كونوا أصدقاء لهم

عيسى العلي من مدينة الحسكة يعبر عن رأيه لصحيفتنا قائلاً: “مهما كانت الأسباب قوية تدفع شباب جيلنا للانتحار, إلا أن اللوم كله يقع على عاتق الأهل، لأن العائلة هي المحيط الأول الذي ينشأ ويترعرع فيه الإنسان منذ بداية ولادته, التوعية من قبل العائلة مهمة، ولو كانت العوائل مقربة من أبنائها تشاركهم كل تفاصيل حياتهم, لما حدثت حالات انتحار في أي بقعة من الأرض”.

الحلول برأيه لتوقيف ظاهرة الانتحار والحد من انتشارها هي: “أن تكون العائلة هي الصديق الأول لأولادها, نشر دورات توعية وتثقيفية للحد من انتشار هذه الظاهرة, فالانتحار لم يكن فقط لدى فئة الفتيات بل أيضاً لدى فئة الشباب كما حصل في مدينة دمشق, يجب على المجتمع أن يأخذ الموضوع بجدية أكثر”، وتوجه بكلمة إلى العوائل: “علموهم القوة وكونوا أصدقاء لهم”.

الطموح والإيمان يحدان من الانتحار

رند حسين من مدينة الحسكة والتي تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً تتحدث لصحيفتنا قائلة: “رغم صغر سني إلا أنه لم تراودني فكرة الانتحار, سوريا منذ سنوات وهي تعيش حالة حرب وانهيار اقتصادي ولا ننسى أحلام جيلنا التي أغلبها تحطمت, لكن هذا لا يعني أن نفكر بالانتحار، يجب أن يكون لدينا طموح وقوة لمواجهة الحياة، فالقادم أجمل”.

وتطرقت رند إلى أنها في كل مرة تسمع بحالة انتحار شابة تشعر بالذعر، وتتمنى لو كانت بجانبها لتمنحها القوة.

برأي رند الحلول تكمن في: “التوعية عامل هام في الحد من الانتحار، يجب توعية فئة المراهقين لأنهم الفئة الأكثر تضرراً في هذه الظروف”.

وتختتم حديثها بكلمات توجهها للشابات والشبان: “مهما اشتدت عليكم الأيام لا تفكروا بالانتحار, الله وحده من ينزع الروح منا، والحياة جميلة، يجب أن نكون أقوياء ولا نقف عند أي مطب يعترض حياتنا”.

بدورنا سنسهم للحد من تفاقم هذه الظاهرة

رجاء عيسى عضوة منظمة سارة  تتحدث لصحيفتنا عن أسباب الانتحار, قالت “هناك أسباب كثيرة للانتحار، ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي, وأيضاً هناك بعض الصفحات على الفيس بوك تنشر أخباراً عن حالات الانتحار, وهذا يعتبر ترويجاً للانتحار. إننا بمنظمة سارة نقوم بدورنا لمساعدة المجتمع للحد من تفاقم هذه الظاهرة”.

وتتابع رجاء: “انتشار تعاطي المخدرات بين أطفال المدارس سبب من أسباب الانتحار وموضوع العادات والتقاليد عند بعض العائلات حطمت من شخصية الفتاة وجعلتها أسيرة هذه العادات البالية”.

وبدورها لفتت لنا رجاء إلى أن “السبب الرئيسي للانتحار في سوريا كافة هو “الحرب” وتحطم أحلام أجيالنا وحرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي, هناك البعض من الفئة الشابة لديهم الوعي ولا يختارون الانتحار كوسيلة للخلاص من واقعهم، بل سلاحهم هو المواجهة والصبر والإيمان في مواجهة واقعهم”.

معاً للحد من حالات الانتحار

وبدورها قامت منظمة سارة بحملة العام الفائت على مستوى شمال وشرق سوريا، بتشكيل لجنة من المنظمة ذاتها، بمشاركة أعضاء من مؤسسات وجمعيات أخرى, وزاروا عدة مناطق كالطبقة والرقة، وأعطوا محاضرات توعية بإشراف أخصائيين نفسيين واجتماعيين هناك, فالمختصون يدعمون الأشخاص الذين كانت لديهم نية للانتحار, ومنظمة سارة بدورها الفعال سخرت خط ساخن على الفيس بوك وذلك لتقليل من حالات الانتحار.

وفي الوقت الراهن تقوم منظمة سارة بدراسة موضوع حملة تعرض على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، وشاشات العرض في الشوارع, وتتضمن هذه الحملة عرض سنفزيون عن حالات الانتحار وكيفية الحد منها, وسيبدؤون قريباً بإعطاء دورات تثقيفية ووضع خطة وآلية عمل لكيفييه الحد من حالات الانتحار.