أزمة صحية في كوباني جراء غلاء الأدوية والمعاينات

كوباني/ سلافا أحمد ـ

تزامناً مع ارتفاع أسعار المعاينات يصرف الأهالي “وصفات أدويتهم” بأنفسهم، إلا أن بعض الصيادلة يستغلون هذه الظاهرة ويوظفونها لمصالحهم الشخصية.

نتيجة ارتفاع أسعار المعاينات الطبية في كوباني، وتفاوت أسعار الأدوية وغلائها الشديد، وسوء أوضاع المعيشية للأهالي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة نتيجة تدني الليرة السورية أمام العملات الأجنبية بشكل كبير، انتشرت ظاهرة استخدام الأدوية بدون إرشادات طبية بين المواطنين، واستخدامها بشكل عشوائي مما شكلت أزمة صحية في المنطقة.

ارتفاع كبير بالأسعار

وارتفعت في الفترة الأخيرة أسعار الأدوية بشكل كبير في المنطقة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المعاينات الطبية أيضاً، نظراً لتدني الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، مما شكل مشكلة كبيرة لدى الأهالي.

حيث ارتفعت أسعار المعاينة الطبية في كوباني إلى 6000 ل.س إضافة إلى عدم وجود تساوي بين المعاينات الطبية هناك، البعض يعاين بـ 4000 ل. س، والبعض يعاين بـ 5000 ل. س، والبعض يتقاضى أجرة معاينته 3000 ل. س، يعود ذلك إلى الطبيب وإحساسه بالأهالي وأوضاعهم المعيشية..

ويشتكي المواطنون في مقاطعة كوباني من ارتفاع أسعار الأدوية وعدم تساويها في الصيدليات، إضافة إلى ارتفاع أسعار المعاينات أيضاً، مما زادت من أعباء الأهالي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة.

ويقول المواطن خليل أحمد: “لم يعد بإمكاننا مراجعة أي طبيب بسبب غلاء معاينات الطبية والغلاء الشديد في الأسعار، فقد ارتفعت المعاينة عند الطبيب إلى 6000 ل.س، والوصفة الذي يصفونها لمريض تقدر بأكثر من 20000 ل.س، فكيف سنتدبر أوضاعنا في ظل هذا الغلاء.. لا نعلم”!

وأضاف قائلاً: “إذا واجهنا أي مشكلة صحية لا نتوجه للطبيب بسبب غلاء أجورهم وأسعار أدويتهم، لذا نتوجه إلى صيدلية قريبة نشرح الحالة له ونجلب الدواء الذي يراه مناسباً لحالتنا”.

فيما انتقد المواطن خليل أحمد هيئة الصحة في المقاطعة، ولجنة المراقبة عدم وجود أي مراقبة على الأطباء والصيادلة، مطالباً تلك الجهات بالعمل على تساوي معاينات الطبية، إضافة إلى مراعاة أوضاع الأهالي، علاوة على تشديد المراقبة على الصيادلة ووضع حد لتحكم الصيادلة بالأهالي في أسعار الأدوية.

كارثة إنسانية

وقال الصيدلي محمود عثمان: “المواطنون يستخدمون الأدوية بشكل عشوائي دون اعتماد على المناعة الذاتية أو مراجعة مختص، وهذه الظاهرة كارثة بحق صحة الإنسان”.

مشيراً إلى أن بعض الأهالي يفرطون في استخدام الأدوية لعدم وجود وعي صحي بين الأهالي، “والبعض الآخر يتوجه إلينا كصيادلة لعدم إمكانهم الذهاب إلى الأطباء بسبب غلاء معاينتهم وارتفاع أسعار الأدوية. يضطرون للتوجه إلينا وتدبير أوضاعهم ببعض الأدوية الخفيفة التي نصفها لهم حسب حالتهم الصحية”.

ويعبر المرشد الاجتماعي “خليل مسلم عبو” عن هذه الظاهرة بقوله: “إن الأهالي في المنطقة يفتقرون للوعي والإدراك الصحي، مما يفاقم المشاكل التي تكون سلبية بينهم”.

إفراط باستهلاك الأدوية

مشيراً إلى أنه يقع على عاتق الهيئات الصحية والاجتماعية العمل على نشر الوعي بين المواطنين، عبر حملات التوعية والبروشورات، إضافة إلى إلقاء محاضرات صحية لإرشاد الناس ليسلكوا الطريق الآمن والصائب بدلاً من توجه إلى الصيادلة لاستخدام الأدوية وغيرها، يجب الاهتمام بالصحة والحفاظ عليها من خلال اتباع النصاح التي تقدم من قبل المختصين وتطبيقها.

والجدير بالذكر أنه في الآونة الأخيرة ارتفعت نسبة الإفراط باستهلاك الأدوية دون إرشادات طبية، وبالأخص الأدوية المخصصة للعصب والمهدئات, مما يقع على عاتق الصيادية والأطباء عدم الإسراف بإعطاء الأدوية.