حلبجة هولوكوست التاريخ الحديث

قامشلو/ ليلاف أحمد –

هجوم حلبجة من الأحداث التاريخية التي لا ينساها الكرد، فقد كان جزءاً من الممارسات غير المشروعة بحق المدنيين، حيث تعرض الشعب لأبشع مجزرة تاريخية عام 1988، تم استهداف الكرد من قبل نظام البعث بأمر من صدام حسين؛ كان الهجوم الكيميائي على المنطقة إبادة الجماعية، حيث لقي الآلاف بعد ذلك مصرعهم، أغلبهم من النساء والأطفال بسبب المضاعفات الناجمة عن استخدام السلاح الكيميائي كان من بينها غاز الخردل والسارين، هذه الأفعال الشنيعة بحق الإنسانية لا زالت تتكرر على يد الدول الاستعمارية والمهيمنة على المناطق الكردية، كما في مدن مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الدول المتآمرة وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي.

وفي السياق تحدث “ج.س” عن المجزرة التي طالت مدينة حلبجة بقوله: “كلنا نعلم ما هي المجزرة المروعة التي هي وصمة عار على جبين الإنسانية بأحداثها المؤلمة والمروعة، إنها هولوكوست العصر الحديث بحق الكرد، ولم تحرك الدول الكبرى إزاء ذلك بسبب المصالح والأجندات الدولية والإقليمية ساكناً”.

وأشار من خلال حديثه إلى أن التاريخ يعيد نفسه اليوم، كما حدث لأبناء شمال وشرق سوريا على يد الأتراك العثمانيين ومرتزقتها من إبادة جماعية وتهجير قسري وتغيير ديمغرافي.

عدم احترام الحقوق

وأوضح “ج.س” أن مجزرة حلبجة دليل على عدم وجود الرادع الأخلاقي والسياسي للأنظمة الحاكمة تجاه شعوبها، وأيضاً عدم احترام الدول الكبرى للمواثيق والمبادئ الصادرة من المجلس الأمن وحقوق الإنسان، وذلك بتصدير الأسلحة إلى الدول المستبدة التي لا تراعي الحقوق والمبادئ.

المطالبة بالوحدة

ودعا “ج.س” إلى الخلاص من ستار العبودية عبر الوحدة بقوله: “نطالب الشعب الكردي والحركة السياسية بالوحدة ولا سيما في هذا الوضع الراهن والحساس، ونأمل أن يستمر الحوار الكردي، وأن نتقدم بخطوات نحو الحرية والخلاص” كما ودعا إلى تنازل القوى الكردية عن أجنداتها ومصالحها الفردية والتمسك بالوحدة الوطنية الكردية.

في ذات السياق تحدثت الإدارية في دار المرأة بشمال وشرق  سوريا بهية مراد عن سبب استهداف الدول للكرد بقولها: “استُهدف الكرد في مدينة حلبجة، وهي مدينة صغيرة، بحجة الخلاف الذي وقع بين إيران والعراق، تلك الفاجعة الكبرى التي ألمت بالشعب الكردي ولم يسلم منهم أي أحد”.

أشارت في حديثها إلى أن استهداف الكرد والقمع الممنهج بحقهم مستمر إلى يومنا هذا من قبل الدول الاستعمارية، كما حصل في مدينة عفرين وسري كانيه، تلك الهجمات التي شنتها الدولة التركية ومرتزقتها؛ مشابهة لما حلّ بمدينة حلبجة باستخدام أسلحة محرمة دولياً، ولا زالت تلتزم الدول الصمت حيال ذلك، بسبب المصالح المشتركة بينهم وحتى اليوم تتزايد الأطماع باحتلال المزيد.

أوضحت الإدارية في دار المرأة بشمال وشرق سوريا بهية مراد في ختام حديثها أن السبب التاريخي وراء استهداف الدول المستعمرة للكرد هو خوفهم من قيام الدولة الكردية والاعتراف بقوميتهم، وأردفت قائلة: “نرى في مناطق روج آفا خوف الدولة التركية من انتشار فكر القائد عبد الله أوجلان التحرري والديمقراطي الذي ينص على التحرر من القيود، ليس فقط في شمال وشرق سوريا، إنما في الأجزاء الأربعة من كردستان وجميع دول العالم التي تفتقر للحرية والديمقراطية”.