عربات الجر وسيلة تراثية للنقل لا تستغني عنها النساء في قرية أبو حردوب

تنتشر في بلدة” أبو حردوب” بريف دير الزور الشرقي بشمال وشرق سوريا، عربات تجرها البغال، والحمير، وتستخدم كوسيلة لنقل الحمولات داخل البلدة في ظل ارتفاع أجور النقل.

عند زيارتك لقرية” أبو حردوب” الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، من الطبيعي أن تشاهد العربات المصنوعة من الأخشاب، وقطع البراميل، التي تجرها الحمير، والبغال.

تتصف قرية” أبو حردوب” مثل القرى، التي تقع في منطقة الميادين في دير الزور، بشمال وشرق سوريا، ببساطة عمرانها، وكذلك ببساطة العيش، تقول، سعدية الأحمد، من نساء بلدة” أبو حردوب”: إن العربات المعروفة في القرية باسم العربجي، تلقى إقبالاً من الجميع، بالرغم أنها وسيلة نقل تقليدية.

وبيَّنت أنه: “نحن نعتمد على الزراعة، ونستخدم عربات الجر؛ لنقل التبن، وعلف المواشي، والحشائش وغيرها من الاحتياجات الأخرى، فنعتمد على هذه العربة منذ زمن أمهاتنا، وجداتنا، ولا زلنا نحافظ عليها”، وترى سعدية الأحمد، أنه يمكن الاستفادة من الحيوانات في النقل، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب: “العديد من الأسر غير قادرة على دفع تكاليف النقل؛ لذلك نلجأ لاستخدام العربجي”.

الأعمال جميعها للمرأة

تخرج سعدية الأحمد في ساعات الصباح الباكر، كحال نساء القرية؛ للعمل في الأراضي الزراعية: “نقوم بتحميل الحطب، والتبن، وجميع ما نحتاجه على العربة، فهي لا تحتاج وقوداً، ويمكننا تصليح أعطالها بأنفسنا”.

تقول: إن جميع الأعمال في القرية تقع على عاتق النساء؛ لذلك فهن يستخدمن العربة أكثر من الرجال، وتعد بالنسبة لهن وسيلة مهمة لمساعدتهن في تحمل الأعمال الشاقة، مشيرةً إلى أنهن يبقين محافظات على هذا التراث، وأن تطورت القرية. يعمل الرجال المسنون في القرية على صناعة العربجي، حيث تصنع من أدوات متوفرة كالبراميل، التي يتم فتحها؛ لتصبح مسطحة الشكل، والأخشاب، إضافة لدواليب السيارات.

أما صبحة الحمادي، فتشير إلى أن استخدام هذه العربات، لا يقتصر على أعمال الزراعة: “ننقل الطحين، والحطب، والسماد، إضافةً للمحاصيل الزراعية كالسمسم والقطن، ونستخدم العربة أيضاً؛ للذهاب بها إلى زيارة أقاربنا في القرى المجاورة”.

وترى صبحة الحمادي، أن العربجي أفضل من السيارة: “لا تكلفنا مالاً، ولا تحتاج إلى مازوت، ولا زيت، ولا صيانة، أينما نريد نذهب بها، يكفي أن نقدم بعض التبن، والشعير للحيوان، الذي يجرها”.

وكالة أنباء المرأة