الأردنية حنان أبو عثمان تنفرد بلقب أول خريجة برتبة “ربّان أعالي البحار”

من مركز العقبة للتعليم والتدريب البحري بجامعة البلقاء التطبيقية، تمكنت الثلاثينية حنان عزمي، أبو عثمان من تسجل اسمها كأول أردنية تحصل على أعلى شهادة بحرية “ربان أعالي البحار” في المملكة.

التحقت الربان حنان بالأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية عام 2011؛ من أجل تلقي الدراسات الأساسية للملاحة البحرية، تخرجت عام 2013، وتابعت التدريب على متن مراكب شركة الجسر العربي للملاحة، بإدارة الشركة العربية لإدارة السفن. تقول: “أكملت تدريبي البحري طالبة متدربة لمدة 12 شهراً، ومن ثم أكملت دراساتي التأهيلية، بما يتخللها من سنين عمل على متن المراكب، بخطوط سير مختلفة مثل: العقبة – نويبع – إسبانيا -المغرب، حتى تمكنت من إنهاء دراستي، وحصولي على شهادة ربان أعالي البحار من جامعة البلقاء التطبيقية، مركز العقبة للتدريب والتعليم البحري عام 2022”.

لا أرى نفسي في مكان أو في مجال آخر

ونادراً ما نرى الفتاة تتجه لدراسة هذا المجال، إلا أن هدف الربان حنان، كان واضحاً منذ البداية بقولها: “اخترت هذه الدراسة؛ لتفردي وأسبقيتي وتميزي، بأنني سأكون أول سيدة أردنية تحصل على رتبة ربان أعالي البحار في الأردن، وقد أعجبني التخصص، والعمل بهذا المجال، ولا أرى نفسي في أي مكان أو مجال آخر”.

وعن دعم الأهل والزوج، تقول حنان الأم لطفلين: “في بداية دراستي وعملي في المجال البحري، كانت عائلتي هي الداعم الأساسي لي، ومن ثم تزوجت خلال فترة عملي من ربان بحري، والجميل أنه وبسبب طبيعة عملنا، كان من الداعمين لي؛ لاستكمال الدراسة والعمل في هذا المجال”.

قائدة وعصامية

وتقول الربان حنان: “العمل بهذا المجال من التجارب، التي تعمل على صقل الشخصية وتقويتها، وقد جعلت مني قائدة وعصامية، وكما هو متعارف عن المجال البحري، أنه كان حكرا على الرجال، وتعاملي مع الزملاء الرجال جعل تجربتي تحمل طابع التحدي الدائم، بأنني سأستطيع الاستمرار في مجالي كضابط بحري”.

وتضيف: “واجهت صعوبات كثيرة، وتحديات، ورهانات؛ بأنني لن أستطيع الاستمرار، ولكن بحمد الله واصلت عملي على أكمل وجه، بشهادة رؤسائي وزملائي، وأستحق هذا التميز والنجاح”.

الدراسة النظرية والعملية

ومن خلال دراستها بمعاهد الدراسات البحرية، حصلت حنان على جميع المعلومات البحرية اللازمة، وتم تدريبها نظرياً بكافة السبل، وتأهيلها بما ستقوم به خلال فترة تطبيقها للجانب العملي.

وتقول حنان: “أشكر كل من ساهم بتعليمي نظرياً وعملياً من أساتذة، ومشرفين وربانين، ومهندسين، وجعل مني أقوى في استكمال طريقي في المجال البحري”.

تقول حنان: “أنا من أول الداعمين لتمكين المرأة في أي مجال كان، وللتنويه هذا المجال والتخصص بحاجة إلى فتيات ذوات شخصيات قوية، يستطعن إثبات، وإبراز أنفسهن كفتيات، يواجهن مصاعب وضغوطات العمل، والسفر والبعد عن الأهل والحياة الاجتماعية”.

وتضيف: “أرجو أن يكون هناك دعم أكبر من قبل الجهات المعنية بتمكين المرأة، وإعطاؤها فرصة؛ لتكون بارزة بجانب الرجل، فقط فرصة متساوية، وعادلة دون تحيز”.

وتقول: “بدأت خطتي منذ بداية تسجيلي لدراسة هذا التخصص عام 2011، وعملت على متن معظم المراكب، واكتسبت خبرة في الميدان العملي لإدارة السفن، حيث إنني مطلعة على كل صغيرة وكبيرة بمعظم المراكب، وما زلت مستمرة بالعمل بهذا المجال”.

وتكمل: “أنا الآن أحاضر في مركز العقبة للتدريب والتعليم البحري لطلبة مادة الملاحة الفلكية، وأحاول نقل ما اكتسبته من خبرات إلى زملائي؛ ليكونوا دائماً من الأشخاص المميزين، ولن تقف طموحاتي إن شاء الله، وسأستمر دائماً”.

“إنجاز الربان حنان فخر للأردن“

وقد رعى رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني، حفل تخريج حنان أول أردنية “ربان أعالي البحار” بحضور أسرة مركز العقبة للتعليم، والتدريب البحري.

يقول الدكتور حسان رافع شاهين عميد كلية العقبة الجامعية، ومدير مركز العقبة للتعليم، والتدريب البحري: “هذا الإنجاز فخر للأردن، ولمحافظة العقبة، بأنها تخرج كابتن أعالي البحار فتاة، ونفتخر بهذا الإنجاز”.

ويضيف: “إقبال الطالبات على الدراسة في المركز البحري جيد، وهناك طالبتان على مقاعد الدراسة بذات التخصص، ونشجع جميع الفتيات على دراسته، وله فرص عمل، حتى إن لم يكن على متن البواخر، فممكن أن يكون في شركات الملاحة المختصة بهذا المجال”.

الشغف والإرادة

من جانبه، قال رئيس هيئة المديرين للائتلاف البحري الاستشاري الكابتن يوسف السرحان: “بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في المجال البحري، فإن مركز العقبة للتعليم والتدريب البحري، يفتخر بتخرج الربان حنان أبو عثمان كأول سيدة أردنية، برتبة ربان أعالي البحار، أعلى شهادة بحرية، التي امتلكت الشغف والإرادة وحب التميز، وتحدت الصعاب، واقتحمت مجالاً كان محصوراً على الشباب، وتفوقت في مراحلها الدراسية، كما تتميز شخصيتها بالانضباط والإصرار والمثابرة”.

وبين السرحان، أنه عام 2013 تم استحداث قسم العلوم البحرية في جامعة البلقاء التطبيقية بكلية العقبة الجامعية، وتخرج أول فوج عام 2017 في تخصص، ومميز، كما التحقت عدد من الفتيات الأردنيات؛ لدراسة تخصص تكنولوجيا النقل البحري، وهن على مقاعد الدراسة حالياً “ومن المتميزات بين طلابنا”.

ويكمل السرحان، أن التعليم والتدريب المناسبين هما مفتاح المستقبل، وحجر الزاوية، لتقدم الدول وازدهارها، لافتاً لاهتمام الملك عبد الله الثاني وزيارته إلى كلية العقبة في شباط 2020، وحينها افتتح مركز العقبة للتعليم والتدريب البحري، وأعطى توجيهاته بتحويله إلى كلية بحرية مميزة على مستوى الإقليم.