عبد الله المضحي: “نناشد أبناء العشائر بألا يكونوا وقوداً للنار التركية التي تُريد إحراق المنطقة بها”

تقرير/ مصطفى الخليل

أكد الناطق باسم مجلس صلح العشائر في الطبقة عبد الله المضحي أن العشائر العربية ترفض العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا ومخططاته التوسعية، وناشد أبناء العشائر العربية بعدم الانخراط في المشروع التركي.

ترفض العشائر في منطقة الطبقة العدوان التركي الذي يستهدف الشعوب كافة في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث احتلت عدة مدن في المنطقة بمشاركة مجاميع من مرتزقة ما يسمى بالجيش الوطني السوري، وبقايا جبهة النصرة لاحتلال شمال وشرق سوريا وتهجير السكان الأصليين وضرب مشروع الإدارة الذاتية التي حمت المنطقة من الإرهاب.

رفض العدوان والمخططات التركية

هذه المواضيع؛ كانت محور اللقاء الذي أجرته صحيفتنا مع الناطق الرسمي باسم مجلس صلح العشائر في منطقة الطبقة عبد الله المضحي الذي أكد أن العدوان التركي يساهم في عودة الإرهاب، ويهيأ لعودة داعش بلباس آخر تلبسه تركيا. وأشار إلى رفض العشائر العربية في المنطقة هذا العدوان؛ قائلاً: “موقفنا واضح وصريح منذ البداية نرفض العدوان التركي على الأراضي السورية، وتركيا تحاول القضاء على تطلعات الشعب السوري في الديمقراطية والحرية. العدوان التركي يشجع على تنامي دور الجماعات الإرهابية التي تهدد العالم”.

وتابع المضحي: “على تركيا حل مشاكلها الداخلية بعيداً عن التدخل في الشأن السوري، والعالم كله بات يدرك بما لا يدع مجالاً للشك، بأن دولة الاحتلال التركي تُشكّل خطراً على المنطقة برمتها، فهي الدولة الأكثر دعماً للجماعات المتطرفة والإرهابيين، حيث فتحت حدودها لدخول المرتزقة إلى سوريا، ثم تدخّلت بشكل سافر في سوريا وهي تحتل أراضٍ سورية ممتدة من جرابلس إلى إدلب مروراً بالباب وإعزاز وعفرين، وصولاً لسري كانييه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، والتدخل التركي يقود سوريا إلى نفق مُظلم وستؤدي لتقسيم سوريا وخلق كيانات تابعة لها تحت حكم الجماعات السلفية المتطرفة التي كان لها الدور الأكبر في تدمير البلاد”.

من مسببات العدوان عودة داعش

وتابع المضحي حديثه قائلاً: “إننا شيوخ ووجهاء العشائر العربية في منطقة الطبقة نُدين هذه التدخلات التركية السافرة في الشأن السوري، ونؤكد بأن التمدد التركي في المنطقة ودعمها للجماعات المتطرفة سيؤدي إلى تنامي دور هذه الجماعات على مستوى العالم وستُشكل هذه الكيانات خطراً على الإنسانية وستعود داعش من جديد إلى الواجهة، وربما بوجه آخر تلبسه تركيا. فعلى شعوب العالم أن تدرك بأن هنالك خطراً كبيراً يهدد أمنها في حال تم احتلال الشمال السوري من قبل دولة الاحتلال التركي وسيعود المتطرفون ومرتزقة داعش إلى بلدانهم الأوروبية ليزعزعوا استقرارها وأمنها”.

على الجميع المشاركة في التصدي للعدوان

وأشار المضحي إلى أنّ على المجتمع الدولي ألا يقف متفرجاً أمام التصرفات التركية في المنطقة، ودعا للتدخل الفوري لإيقاف العدوان وقال: “على المجتمع الدولي ألا يقف موقف المتفرج أمام هذه التهديدات التركية، وعليه التدخل بشكلٍ عاجل للحيلولة دون أية اعتداءات قد تطال المنطقة، والضغط على تركيا لإنهاء احتلالها لسوريا والخروج من أراضيها، فقد ضحى أبناءنا بدمائهم لتحرير هذه الأرض من إرهاب داعش والقضاء عليه وبذلك كانوا شهداء الإنسانية جمعاء. واليوم على تلك الشعوب ألا تبقى صامتة أمام التهديدات التركية، وقد حان الوقت كي تتكاتف الشعوب وتقف في وجه الأنظمة الدكتاتورية التي تحاول زرع الفوضى واستثمار الإرهاب لصالحها”.

لا للتغيير الديمغرافي والتهجير القسري

كما دعا المضحي أبناء العشائر لعدم الوقوف إلى جانب دولة الاحتلال التركي في تنفيذ مخططاتها على الأراضي السورية بالقول: “نتوجه بندائنا إلى إخوتنا من أبناء العشائر السورية في تركيا وريف حلب الشمالي، بألا يكونوا وقوداً للنار التي تريد تركيا إحراق المنطقة بها، ونحن أخوة وأبناء عمومة وأخوال ندعوكم إلى العقلانية والتعاون معنا على إطفاء هذه النار التي ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة، إن لم يتم وضع حد لها. واليوم ندعوكم لنحمي هذه الأرض معاً وأن نعمل لإنهاء الصراع الذي يفتك بدماء أبناء سوريا الحبيبة، كما أننا نهيب بكافة الوطنيين السوريين والغيارى في كل سوريا بالوقوف صفاً واحداً ضد مطامع العثمانية الجديدة المتمثلة بأردوغان وحزبه الفاشي، والتحرك لدعم مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وأخوّة الشعوب وأمن واستقرار شمال وشرق سوريا، ودعم قوات سوريا الديمقراطية التي وضعت على عاتقها بأنها القوة المدافعة عن الأرض والشعب السوري. كما ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم باتخاذ مواقف عملية وسريعة إزاء الخطر المُحدِق بالمنطقة”.

واختتم الناطق باسم مجلس العشائر في الطبقة عبدالله المضحي حديثه بالقول: “التغيير الديمغرافي هو التحويل من حالة إلى أخرى، حيث يطرأ على المجتمع الإنساني ومشكلاته وتغيراتها، ويختص بمسائل السكان وعوامل نموهم وتوازنهم النوعي والكمي، وتتأثر مفاهيمه بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تشهدها المجتمعات الإنسانية المعاصرة، فضلاً عن أنه يدخل في قياس خصائص معينة للسكان مثل حجم السكان وتوزيعهم حسب العمل والصناعة والتوطن والانتماء السياسي والديني والقومي. ومخطط التغيير الديمغرافي في مناطق شمال وشرق سوريا يقوم على توطين لاجئين عرب الذين جاؤوا نتيجة المصالحات وتوطينهم بشمال وشرق سوريا في المدن والمناطق المحتلة، لتكون بؤرة  للتطرف والإرهاب. بالتأكيد الأتراك يعملون على التغيير الديمغرافي في مناطقنا كما حدث في عفرين. لذا؛ يجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ورفض التغيير الديمغرافي والسكاني رفضاً قاطعاً، ملتزمين بالتمسك بسيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية”.