حاوره/ رفيق إبراهيم_
قال نائب الرئاسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطية طيب تمل: “باعتقادي الناخب الكردي سيكون له دور البطولة المطلقة في حلقة الانتخابات القادمة، لما له من ثقل كبير، ودور بارز فيمن سيفوز بالرئاسة والبرلمان وتشكيل الحكومة القادمة، فإن انتخب الناخب الكردي لأردوغان ولحزبه سيفوز حتماً، أما إن انتخب للمعارضة فبالتأكيد سيكون نهاية حقبة أردوغان وحزبه، والموالين له، وهذا ما هو متوقع حسب مراقبين، ومحللين، واستطلاعات الرأي”. وأشار إلى أن الانتخابات التركية لم يبقَ لانطلاقتها سوى أسابيع قليلة، وأضاف: “ونحن جميعاً ننتظر بدء ساعة الصفر في حسم معركتها، فلمن ستكون الغلبة يوم الرابع عشر من أيار القادم”.
الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية، باتت على الأبواب، ولكل من الحكومة الحالية والمعارضة هدفهما وبرنامجهما للفوز بهذه الانتخابات، التي وصفت بالهامة والمصيرية، والتاريخية، نظراً للمرحلة الحساسة، التي تمر بها تركيا والمنطقة، وخاصة أن تركيا تعيش أزمة داخلية عاصفة، سواء إن كان على المستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة، والأهم من هذا وذاك إيجاد الحل للقضية الكردية، التي هي أساس أي حل قادم في تركيا.
حول ذلك، أكد نائب الرئاسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطية، طيب تمل، في حوار أجرته صحيفتنا معه، أن انتخابات الرابع عشر من أيار القادم، سيكون لها تأثير كبير على باكور كردستان وتركيا خاصة، وعلى روج آفا وباشور كردستان والمنطقة عامة، وأشار، إلى أن الهدف الأساسي لهم كمعارضة، هو إسقاط حكومة العدالة والتنمية وأردوغان، وفتح صفحة جديدة بما يخدم الشعب الكردي، والشعوب التركية، وأوضح، “أن حزب الخضر اليساري اختار الخط الثالث، وهو خط المعارضة الحقيقية، وهو يتوافق مع نهجنا ولديه إمكانية تحقيق الحرية والديمقراطية في تركيا وخاصة حل القضية الكردية”، وشدد، إلى أن حزب الخضر اليساري، يعتمد على الدور البارز للمرأة والشباب، لأنهم الأكثر فعالية ونضالاً في إنجاح خطنا السياسي.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
-لم يبقَ للانتخابات التركية سوى القليل من الوقت، حسب رؤيتكم، كيف تسير الأمور، وما توقعاتكم للنتائج؟
الانتخابات، التي ستُجرى في الرابع عشر من أيار المقبل، سيكون لها تأثير كبير على تركيا بشكل عام وباكور كردستان خاصة، وسيكون لها نتائج على الأصعدة في الداخل والمنطقة، هذه الانتخابات تختلف عن الانتخابات السابقة بشكل جذري، لأن هناك أموراً تؤثر عليها، بدءًا من المرشحين، ووصولاً إلى الكتل الانتخابية، والاتفاقات، والتحالفات، التي حدثت بين القوى السياسية.
نحن حزب نقوم بعملنا، وتحضيراتنا لأهمية الانتخابات القادمة التي نعول عليها في مناطق باكور كردستان وتركيا، حيث نقوم بكل ما يقع على عاتقنا في تلك المناطق، وقمنا بفتح مكاتبنا، ومراكزنا في كل مكان، وحتى الآن قمنا بفتح المئات من المكاتب، والمراكز الانتخابية.
كما إنه، وحتى الآن عرضنا أسماء مرشحينا، وتم تعريفهم للشعب في كل مكان، ولاحظنا من خلال ذلك، أن هناك تجاوباً شعبياً منقطع النظير في التفافه حول برامجنا، وعندما تُفتح مراكزنا، فسيكون هنا إقبال جماهيري كبير لتصبح ساحات المراكز ساحات للاحتفالات، وهذا دليل على ارتباط الشعب وقيامه بمسؤولياته، لأنه بات يعلم الهدف من الانتخابات جيداً، وكما نحن جاهزون للانتخابات كما أن شعبنا أيضاً جاهز لخوض الانتخابات.
الانتخابات القادمة لها أهمية كبرى لنا، فهي انتخابات رئاسية، ومن أجل بقائنا سياسياً نتخذ من نتائج هذه الانتخابات خطاً استراتيجياً لنا، وفيما يخص البرلمان سنحاول الحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، وباعتقادي، إننا سنحصل على ما يقرب مائة مقعد، لذلك نحن على تواصل دائم مع جمهورنا، لتحقيق ما نريد.
أما بشأن انتخابات الرئاسة، فنحن نعلم مدى أهمية ذلك لنا، لذلك فإنه من أولوياتنا إسقاط حكومة أردوغان الحالية، وهو هدفنا نحن المعارضة، لذا سننتخب كمال كليشدار أوغلو، وهدفنا هو الوصول لمرحلة جديدة، وكما قلنا هدفنا الأساس، هو إسقاط النظام الحالي، والبدء بمرحلة جديدة.
-هناك آراء، تقول، إن انتخابات الرابع عشر من أيار لها أهمية بالغة داخلياً وخارجياً، كيف تفسرون ذلك؟
تمر تركيا الآن بمرحلة تاريخية، وهي تذهب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، على الصعيد الداخلي، والخارجي، والإقليمي، من إيجة وحتى البحر المتوسط وصولاً لروج آفا وسوريا، وباشور كردستان والعراق، ومن قفقاسيا وحتى ليبيا وأوكرانيا، فإن حكومة العدالة والتنمية تعتمد على الاحتلال، والحروب، وخلق المشاكل؛ ما ساهمت في التأثير السلبي الكبير على استقرار وأمان المنطقة برمتها.
كما أنه في تركيا هناك مشاكل كبيرة من جميع النواحي، فالمؤسسات وضعت سياساتها من أجل خدمة حزب العدالة، والتنمية، والموالين لها، تعلمون أنه قبل شهرين ونيف حدث زلزال، وعلى الرغم من حجم الكارثة، لكنها كشفت الوجه الحقيقي للحكومة التركية، ولمؤسساتها، والأضرار الجسيمة التي حدثت هي مسؤولة عنها كاملةً، لذا فإن الانتخابات القادمة ستكون فرصة كبيرة لهزيمة النظام التركي الحالي، وفتح صفحة جديدة لمستقبل تركيا.
نحن نعلم مدى أهمية هذه الانتخابات، ونعي تماماً بأن المشاكل في تركيا معقدة، ومنذ زمن نعاني منها، ومن أجل الحل سنسعى لجعل نتائج الانتخابات الفرصة للتخلص منها، خسارة العدالة والتنمية ستكون الأساس للبدء بإصلاح ما تم تخريبه، وهدفنا هو إسقاط هذه الحكومة أولاً.
-حزب الخضر اليساري له دور بارز في احتضان الشعوب المختلفة، وهو يمثل الحرية والديمقراطية، والكل يراقبه، برأيكم هل ستكون نهاية أردوغان وحزبه في الانتخابات القادمة؟
حزب الخضر اليساري اختار خط المعارضة الحقيقية، وهو النهج، الذي نسير عليه في حزب الشعوب الديمقراطية، ولسد الطريق أمام التهديدات بإغلاق حزبنا، قررنا التحالف مع حزب الخضر اليساري لخوض الانتخابات.
حزب الخضر اليساري يتبع نهج الخط الثالث، لذلك سيصبح صوت الشعوب الحرة، التي تطالب بالتغيير والحرية، وصوت المرأة، والشباب، والشعوب، وبإمكانه تحقيق تطلعات الشعوب في تركيا، ومن بينها الشعب الكردي، الذي يناضل من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية في تركيا بشكل عام، والحصول على حقوقه المشروعة.
أردوغان، وحزبه الحاكم يعلمان تماماً نهجنا السياسي، لذلك يفعلون ما بوسعهم من أجل إفشالنا، ومنذ التسعينات، وحتى الآن لم تتغير سياسة الاقصاء والتهميش بحق الكرد في تركيا، وهي مستمرة بهدف إبادة الكرد، وحزب العدالة والتنمية اليوم يسعى بكل ثقله باستمرار سياسة القمع، والظلم والعدوان، وسياسة الكذب على الشعب لإطالة عمره السياسي، ونحن نعمل بكل جهدنا على إسقاط هذه الحكومة في الانتخابات برلمانياً، ورئاسياً، وينتظرنا الكثير لتحقيق ما نصبو إليه، وإسقاط حكومة العدالة والتنمية، ومساعينا كلها تصب في هذا الاتجاه.
-المرشحون للانتخابات من المرأة والشباب في حزب الخضر اليساري أكثر من الأحزاب الأخرى، ما قولكم حيال ذلك؟
حزب الخضر اليساري أُسِّس على الاعتماد على المجتمع وعلى دوره، والمرأة والشباب لهم الدور الأبرز في المجتمع، وهما يمثلان الشعوب، ومن المرشحين للانتخابات في الحزب، هناك نسبة 40 بالمائة من النساء، وأيضاً هناك عدد كبير من المرشحين الشباب، ومسألة الشباب والمرأة لها أهمية بالغة لنا، من أجل نجاح نهجنا السياسي، وإعطاء المرأة، والشباب الفرصة في هذه الانتخابات لم يأتِ من فراغ، فنحن نقف إلى جانب المرأة، ونحمي مكتسباتها السياسية والمجتمعية، كما أننا نفتح الطريق أمام ترشح الشباب، لأن المرأة والشباب هما الأكثر فعالية في نجاح خطنا السياسي، والمرأة نجحت في خوض ثورتها الخاصة بها، ونحن نقف إلى جانبها بكل قوة للحصول على حقوقها كاملةً.
-إن بقي العدالة والتنمية في الحكم فإلى أين ستتجه تركيا، وعلى العكس إن فازت المعارضة مع حزب الخضر اليساري، فما المأمول من هذا الفوز؟
في هذه الانتخابات التاريخية، إن بقي العدالة والتنمية أو رحل، سيكون هناك تغييرات على الأرض، لأن ما يجري الآن في تركيا سببه السياسة الخاطئة للحزب الحاكم، ولذلك بخسارة العدالة والتنمية سيتغير الكثير من الأمور، وسيكون السبب في وضع الحلول للمشاكل في تركيا، إن بقي العدالة والتنمية على سدة الحكم في تركيا، ستتطور الأمور وسيكون لها نتائج سلبية على تركيا والمنطقة، وطريق الحل سيصل إلى طريق مسدود.
حزب العدالة والتنمية عند فوزه ستثبت الفاشية بشكل أكبر، وما يترتب على ذلك زيادة العداء للكرد، وجميع الشعوب التركية الأخرى، كما إن فوز أردوغان وحزبه سيؤثر على المنطقة وبخاصة على روج آفا وسوريا، وباشور كردستان والعراق، وعلى الخارج بشكل عام.
أما المعارضة، إن فازت بالانتخابات فليس لديها المشروع، الذي سيحل المشاكل في تركيا، وخاصة حل القضية الكردية، وفي بعض المواضيع، فإن أحزاب المعارضة أيضاً لا يختلفون عن العدالة والتنمية، وليس لديهم برنامج واضح أو خارطة طريق لحل المشاكل الداخلية والخارجية في تركيا، لذلك فإن نهج الخط الثالث سيكون الرد الأنسب لتقوية حزب الخضر اليساري.
وبين هذا وذاك، نحن في حزب الشعوب الديمقراطية، نرى أن فوز حزب الخضر اليساري في الانتخابات المقبلة، مسألة استراتيجية وتاريخية لنا، ونحن متأكدون أن حزب الخضر اليساري، سيحاول قدر الإمكان السعي لحل المسائل العالقة مع المعارضة، ونهج الخط الثالث سيكون له دور بارز في الوصول للحلول المنطقية، وخاصة إن فاز مرشحو الحزب بمقاعد برلمانية كثيرة، ما يؤدي حتماً لتغيير سياسة تركيا بشكل عام، ويؤثر بشكل إيجابي في حل القضية الكردية سياسياً، وعلى قضايا المنطقة جمعاء.
