سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

طعم العلاج أصبح مراً.. صدمة ارتفاع أسعار الأدوية تفاقم أوجاع المرضى

قامشلو/ دعاء يوسف –

بين ألم المرض، وصعوبة تأمين تكاليف العلاج، يتخبط المرضى، وهم يجوبون الصيدليات بحثاً عن أسعار الدواء المعقولة، فمع الارتفاع الجديد للأدوية، يقف المرضى، الذين ينفقون أكثر من نصف دخلهم على العلاج مكتوفي الأيدي، أمام أبواب الصيدليات؛ ليرووا لنا معاناتهم الجديدة مع تجار الأدوية.
رفعت وزارة الصحة في سوريا التابعة لحكومة دمشق أسعار الأدوية بعد مد وجزر، ودراسات ومؤتمرات وجلسات ومناقشات، ليجد الشارع نفسه أمام هذ القرار، فجأةً كما جرت العادات الحكومية في حل المشكلة بأخرى أكبر منها، صار الحدث أمراً واقعاً، وخلّف صدمة كبيرة تضاف إلى مجموعة الصدمات، التي يتلقاها المواطن، ولا زالت هذه الصدمة تلف الشارع السوري.
ويؤكد الكثير من المواطنين، أن عدداً كبيراً من الصيدليات أغلقت أبوابها، ريثما يرتفع سعر بضاعتها، في خطوة احتكارية غير إنسانية لا تقل شأناً عن أفعال التجار المتكررة خلال الحرب، ليصدر الصيادلة أنفسهم، تجاراً أشداء على جيوب المواطنين المغلوبين على أمرهم.
“ما عاد بمقدورنا تأمين الدواء”
الدواء، الذي ارتفع سعره بنسبة تراوحت بين 40 إلى 50 في المائة، يشكل عبئاً إضافياً على المواطنين فوق مرضهم، واحتياجهم للدواء، ويرى المرضى ممن ينفقون أكثر من نصف دخلهم على تداويهم، “ًأنهم يفضلون المرض وتحمله على سعر الدواء والعلاج المكلف، الذي لا يحتمل”، وعبر عدد من المواطنين في مدينة قامشلو لصحيفتنا “روناهي” عن تكيفهم مع المرض في مجابهة أسعار الدواء المرتفعة.
“لقد تخليت عن نصف الأدوية، بالرغم من حاجة طفلتي ذات الاحتياجات الخاصة إليها”، بهذه الكلمات علقت المواطنة “سلام أحمد” على ارتفاع أسعار أدوية طفلتها، البالغة من العمر ست سنوات، حيث أنه لا يوجد لديها معيل، لتقف مكتوفة الأيدي أمام أبواب الصيدليات، وهي ترى أن كل ما تملك من مال لم يكفِ لسعر نصف الأدوية، التي تحتاجها الطفلة.
وأضافت: “أشتري الدواء من الصيدليات، أو من تجار الدواء بثمن مرتفع جداً، ويصل ثمن علبة الدواء الواحدة إلى 15 ألف ل. س، ومع ارتفاع سعر الدواء بشكل عام أصبح الوصفة الطبية، التي كنت أخذها بـ 45 ألف تصل إلى 120 ألف ل. س، وقد لا تكفي جميع أصناف الدواء لكامل الشهر”.
وعن توفر جميع الأدوية قالت سلام: “قبل ارتفاع سعر الدواء، بحثت بأكثر من صيدلية عن نوع من أنواع الأدوية، إلا أنني لم أجده، وبعد قرار ارتفاع سعره وجدته بأضعاف سعره الطبيعي في الصيدليات نفسها، لقد احتكروه، لتزيد أرباحهم من آلامنا”.
كما تملك سلام خمسة من الأطفال، غير ريم طفلتها من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع تقلب أجواء الطقس المستمر، يتعرض هؤلاء الأطفال إلى أمراض الزكام وغيرها، لتتطرق إلى الأمر: “إذ مرض أحد أطفالي، أصبحت ألجأ إلى الطب البديل، وهو الأعشاب كالنعناع والليمون فسعرها أقل من أدوية الزكام، ربما لا تكون نافعة جداً، ولكن ما باليد حيلة”.
وتابعت حديثها: “لقد عشنا مع تجار الأزمات الذين يستغلون البشر، إلا أن تكيفنا معهم لتنتقل العدوى إلى الصيدليات، ومستودعات الأدوية والمعامل، فظهر نوع جديد من التجارة (تجارة الدواء)”.
واختتمت المواطنة “سلام أحمد” حديثها: “من لا حيلة له سيموت من ألم المرض، ولن يلجأ للدواء، وأتمنى أن يتواجد حل لخفض سعر الدواء، فالوضع لم يعد يحتمل”.

علاج مكلف جداً
ولا يختلف الحال مع المواطنة “مهديا شيخموس” كثيراً، امرأة ناهزت الـ 80 عاماً، تجلس عاجزةً على أرصفة الطريق، تنظر إلى عدد الحبوب المتبقية في علب الدواء، وهي تعاني من أمراض مختلفة “كالضغط، والدوار الدهليزي، وآلام المفاصل”، والعديد من الأمراض، التي ترافق كبار العمر، لتتعدد أصناف وأنواع الأدوية في كيسها الصغير.
وقد عدت مهديا أن ارتفاع أسعار الأدوية بالمصيبة غير المحسوب لها: “لقد كنت أشعر بالحزن على ولدي، الذي يحضر لي جرعات الدواء قبل رفع سعره، والتي كانت فيما سبق تتجاوز 170 ألف ليرة سورية، فكيف الآن يستطيع توفير ثمنه لي، وهو مجرد عامل بأجر يومي”.
وبينت اختلاف سعر الأدوية الكبير عن الأسعار السابقة قائلةً: “دواء الضغط (أملودبين) تجاوز الـ 15 ألف ل.س، وهذا الدواء لا يكفي لعشرة أيام، وهناك أنواع أخرى غيره، فأنا أخذ نوعين من الحبوب بـ 50 ألف ل. س تحوي كل علبة ست حبات فقط، ولذلك أنا بحاجة أسبوعياً إلى علبة جديدة”.
كما ذكرت مهديا، أن وصفتها الطبية من الدواء، أصبحت قيمتها تتجاوز الـ 200 ألف ل.س، لا تكفيها شهراً كاملاً، فيما عدا حاجتها الذهاب إلى الطبيب بين فترة وأخرى.
ونوهت مهديا في تكملة حديثها إلى عجزها، فهي غير قادرة على الوقوف، بدون مساعدة العجلات المتحركة، والأدوية العصبية، مضيفةً: “الدواء قد أثقل كاهلي وقلبي على ولدي، الذي يملك عائلة بحاجة لأن يعيلها، فشراء الدواء أصبح يؤلم أكثر من آلام المرض، فطعم العلاج أصبح مراً بواقع المعيشة الصعب، الذي نعيشه حالاً، وأني أتحمل آلام مرضي بدل أن أذهب إلى الطبيب، أو الصيدلي”.
واختتمت المواطنة “مهديا شيخموس” حديثها: “بعد هذا الارتفاع سيرفع بائع الخضار، والسمان والجزار، والميكانيكي الأسعار، وكذلك كل أصحاب المهن، لأنّ الجميع بحاجة للدواء باستثناء الموظف، وأصحاب الدخل المحدود، الذين لا يملكون إلّا أن يرفعوا يديهم بالدعاء”.

التكيف مع المرض
وكان لصحيفتنا جولة في صيدليات مدينة قامشلو، والتي رصدت أحد المواطنات، التي تنازلت عن شراء علبة الدواء كاملةً بشراء ظرف واحد فقط، بعد معرفتها سعرها الجديد، وعلق الصيدلي “محمد حمد خلف” على الأمر: “لقد ارتفعت أسعار الأدوية بشكل عام، متجاوزة الخمسين بالمائة”.
وأعطى خلف مثالاً على تقلص حركة المواطنين لشراء الأدوية: “أدوية الضغط، التي كانت تباع بالعلبة، وقد يأخذ المريض أكثر من علبة خوفاً من انقطاعه في السابق، أما اليوم أصبح يأخذ ظرفاً واحداً فقط، ولو بمقدور المريض أخذ الدواء بالحبة لأخذه”.
هذا ورفعت وزارة الصحة التابعة لحكومة دمشق سعر 12 ألف نوع دوائي، بنسبة 50% بعد تهديدات من أصحاب معامل الأدوية بالتوقف عن العمل، وذلك بناءً على ارتفاع سعر الصرف، وفق نشرة المصرف المركزي الصادرة بتاريخ 2/1/2023، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف حوامل الطاقة، معللة الأمر، أن هذا الارتفاع سيكون ضمان استمرار الأدوية في السوق.
وبين خلف، أن هذا الارتفاع كان كبيراً جداً على قدرة المواطن الشرائية، حيث أنه زاد عن نسبة 50%: “ارتفع الدواء من 28 بالمائة إلى 65 بالمائة، وهناك أدوية كانت نسبة الزيادة 100 بالمائة، فأدوية الهيثم كمثال زاد سعرها، من سعر لا يتجاوز الأربعة آلاف إلى تسعة آلاف ل.س”.
وأشار خلف إلى أن المواطنين عادةً ما يلجؤون للصيدليات، حتى لو أشتد عليهم المرض، لأجل أخذ ظرف من الدواء، وحتى لو انتهى الدواء قبل تحسنه، حتى لا يعود لأخذ المزيد، وكأنه يتكيف مع المرض، ويتحمله في مجابهة أسعار الأدوية المرتفعة.
وكشف الصيدلي محمد حمد الخلف عن بعض أسعار الأدوية سابقاً والآن: “أدوية خافض الحرارة من 2500 ل.س وصلت 6000 ل.س، وأدوية الأفاميل التي كانت بعشرة آلاف، أصبح المبيع بـ 16 ألف ل. س، والأدوية المزمنة تجاوزت الثلاثين ألف ل. س”.
واختتم الصيدلي “محمد حمد خلف” حديثه: “إن ارتفاع الأسعار قد زاد عن حدها المعقول، وأن شركات الدواء لا تقدر المقدرة الشرائية للمواطن وحاجته للدواء”.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle