طرق التدفئة التقليدية لا تزال حاضرة في تل كوجر 

تل كوجر/ مثنى المحمود ـ

بعض الطرق التقليدية القديمة للتدفئة لا تزال تفرض نفسها على سكان الأرياف في تل كوجر رغم توفر مادة المازوت إلى حدٍ ما.

يستمر أهالي أرياف بلدة تل كوجر، باللجوء إلى طرق قديمة استخدمت منذ زمن بعيد رغم توفر طرق حديثة مثل الوقود، والكهرباء إلا أن بعض الأساليب البدائية تلاقي رواجاً لدى أبناء القرى فكلٍّ له أسبابه في استخدام هذه الطرق. 

العائلة كبيرة والمازوت لا يكفي

يقول المواطن عبد الله الحاج من أبناء قرية تل مشحن، أنه يلجأ إلى استخدام طرق بديلة عن المحروقات مثل استخدام الأخشاب، كما يضيف الحاج إن عائلته كبيرة وعدد أطفاله وإخوته كبير لذلك مخصصات الوقود الممنوحة له من قبل المحروقات لا تكفي لذلك يجد نفسه مضطراً للبحث عن أساليب بديلة ونظراً لارتفاع سعر المحروقات في السوق السوداء فهو الآن مضطر للاعتماد الكلي على بقايا الأخشاب التي لا يمكن الاستفادة منها داخل المنشرة، كما أنه يضطر أحياناً للبحث عن الأخشاب من بقايا الأشجار في بعض البساتين المجاورة والاستفادة منها في فصل الشتاء، كما أنه يعمل صيفاً على تأمين الخشب خوفاً من انقطاع مادة المازوت لذا فهو يعوّل كثيراً على الأخشاب التي تشكل حلاً إضافياً لمسألة التدفئة الشتوية. 

عادة متوارثة 

في جميع أنحاء ريف تل كوجر، يوجد مادة أساسية يستخدمها أبناء الريف في التدفئة الشتوية، هذا المادة هي روث الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز حيث يعمل أبناء القرى على خلط روث الحيوانات مع التبن أو القش وعمل خلطة تُشكل على شكل قوالب دائرية يتم تنشيفها على أشعة الشمس في الصيف ثم تنقل إلى مكان مغطى من أجل الحفاظ عليها في  الشتاء من الأمطار، تخبرنا أم علي عن هذه المادة التي تسمى في الريف بـ “الجلة”، تقول أم علي أنها تجمع الجلة في الصيف منذ عشرين عاماً، وتعد الجلة مادة أساسية في التدفئة الشتوية لدى أبناء الريف كما تشير إلى أنها تستخدمها في أمور اخرى مثل تسخين المياه وإعداد التنور.

 أم علي تضيف أن هذه العملية هي عادة متوارثة تعود إلى مئات السنوات فهي مثلاً ورثتها عن أمها وجدتها، إذاً لا علاقة لمسألة توفر الوقود من عدمها إلا أنها تنصب في خانة العادات وأسلوب الحياة الذي يسير عليه جل أهالي الريف. 

طرق بديلة 

لا تقتصر التدفئة في الأرياف ومعظم مناطق إقليم الجزيرة فقط على المحروقات إنما يجد الأهالي أنفسهم أمام تحدي التدفئة الشتوية في كل عام، منهم من يلجأ إلى استغلال ساعات توفير الكهرباء واستخدام التدفئة على الكهرباء، أما البعض الآخر فهو يلجأ إلى جمع الكرتون والبلاستيك وما يمكن حرقه ويستخدمه بهدف توفير المحروقات لأغراض أخرى، في ذات السياق يدخل الخشب كمادة أساسية في الشتاء، حيث يجمع أبناء بلدة تل كوجر الأخشاب من البساتين وأيضاً من بقايا حقول القطن التي تساعد في تأمين التدفئة في الشتاء، يضاف إلى كل ما سبق الجلة ومخلفات الحيوانات الأليفة التي يمكن الاستفادة منها، رغم أن مادة المحروقات مادة تعتبر حالياً مؤمنة وفي متناول المواطن إلا أن نمط معيشة أبناء الريف يظل يفرض نفسه في جميع الأحوال وتبقى بعض طرق التدفئة ثوابت في حياة المواطن الريفي البسيط.