سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ضغوطات وتحديات تواجه المرأة العاملة

هيفيدار خالد_

تواجه النساء العاملات يومياً ضغوطاتٍ نفسيةً واجتماعيةً عديدة، لعواملَ وأسبابٍ مرتبطة بمجموعةٍ من المسؤوليات، التي فُرضت عليهن عنوةً، حيث يتطلّب منهن القيام بها بكامل تفاصيلها سواءٌ في البيت أو حتى في مكان العمل.
وضع المرأة في دائرةٍ ضيقة لا تتعدّى أفق بيتها؛ وقف حائلاً أمام طموحاتها ورغباتها الأساسية في الحياة، وخلق لديها حالةً من الاستسلام والرضوخ في بعض الأوقات أمام الظروف، التي تعترض طريقها، وهو ما دفعها للتخلّي عن العديد من الأهداف والأحلام، التي ما فتِئت تسعى لتحقيقها، بعيداً عن المنزل والأعمال التي كبَّلت طموحاتها، وأحبطت كلَّ ما من شأنه النهوض بها من مستنقع العادات والتقاليد البالية، التي طُبِّقت على المرأة دون سواها.
الضغوطات النفسية وجدت مرتعاً في قلب المرأة العاملة من باب أنها قد تقصِّر بحقّ أطفالها ولا تقدِّم لهم الرعاية المطلوبة، ومن ثم تفكيرها المتواصل بأسرتها وكيفية الاهتمام بها والحفاظ عليها، وذلك التفكير الذي لازم المرأةَ منذ نشأتها الأولى، إنما ينبع من هيكلية المرأة وفيزيولوجيتها المشبعة بالمحبة والرحمة والعطف والحنان، وهو ما استقله الرجل وبنى عليه لتحقيق مآربه كافة على حساب المرأة وفق مفاهيمَ وأطروحاتٍ خاطِئة، وكأن المرأة الوحيدة المسؤولة عن الأسرة دون أي علاقةٍ للرجل سوى عمله خارج المنزل.
وإذا ما كانت المرأة عاملةً في مجتمعاتنا فإنّها تواجه في معظم الأوقات صعوباتٍ في العمل تمنعها من القيام بواجبها الوظيفي بشكلٍ تام، فهي غالباً ما تتعرَّض لمضايقاتٍ من قبل الموظفين العاملين معها في مكان العمل، أو في أثناء الذهاب والعودة من عملها إضافةً إلى صعوبة المواصلات، إنْ وجدت، في كثيرٍ من الأحيان والعديد من المشاكل والقضايا الأخرى كمسألة الأجور والفروقات بينها وبين الرجل العامل، حتى وإن كانا يعملان العمل نفسه، وغيرها من الظروف الصعبة التي تواجهها داخل بيئة العمل وخارجه.
نعم هو ذا حال المرأة العاملة في مجتمعاتنا بيد أنها ليست مقصوصة الجناح فهي قادرةٌ على الانتفاضة في وجه التحديات والضغوطات، التي تواجهها في أماكن العمل عبر خوض ورشات عملٍ تعزِّز مفهوم التوعية في مجال عمل المرأة العاملة دون أي استثناء، وذلك إذا ما أرادت القضاء على الدور النمطي للمرأة في الحياة العامة، واستبعادها عن العديد من المهمات، التي تستطيع القيام بها أكثر من الرجل نفسه، ومواجهة العادات والمفاهيم التي تصعّد من الضغوطات النفسية والاجتماعية لديها.
المرأة قادرة على تغيير تلك الظروف المأساوية، التي أُجبرت على التعايش معها زمناً وتحقيق كافة طموحاتها في الحياة بشرط تنظيم صفوفها وتوحيد إرادتها وتعزيز العمل المشترك في كافة مجالات الحياة المختلفة، نعم المرأة قادرةٌ على تغيير الأنماط والأدوار، التي فُرضت عليها عنوةً دون إرادتها، فهي وحدها ووحدها فقط من يمتلك القدرة والقابلية لمواجهة كلِّ ذلك بالتوعية والنضال المتواصل والسعي الدؤوب.