المرأة والعمل أساسا الاقتصاد المحلي وتنمية المجتمع

جل آغا/ أمل محمد –

تساهم المرأة بشكل فعال في دعم الاقتصاد، فكانت ولا تزال منبعاً للخبرة في العديد من المجالات.

نظراً للوضع الاقتصادي المتذبذب، الذي تشهده المنطقة، تلجأ العديد من النساء في مناطق شمال وشرق سوريا إلى سوق العمل، أو بشكل أوضح، تعتمد على مهاراتها وخبراتها في فتح مشاريع صغيرة تساعد في حصولها على مردود مادي، وإن كان بالقليل.

استغلال الأفكار والمهارات

وعن هذه المشاريع الصغيرة، وعمل المرأة على وجه الخصوص، التقت صحيفتنا عدداً من النساء، اللواتي لجأن إلى العمل، وإنشاء مشاريع صغيرة تكفيهن سبل العيش الكريم، مستندات إلى الأفكار والمهارات، التي يتمتعن بها، “سناء موسى” من قرية كرزيارت جولي “طويبة” استغلت وقت فراغها ومعرفتها في مجال التسويق كمشروع بسيط في تخفيف مصاريف العيش، وعن هذا حدثتنا: “أنا معلمة ولكن مسؤوليتي كربة منزل لم تسعفني في إكمال عملي، لدي واجبات والتزامات، أقوم بها فأنا ربة منزل وأم لأطفال، وهذا يتطلب مني عملا واهتماما بهم، ومن هنا تركت العمل وتوجهت إلى التسويق عن طريق الإنترنت”.

وتتابع سناء: “نعيش في زمن السرعة، أصبح العالم قرية صغيرة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، أقوم بشراء المستلزمات من ملابس وغيرها، وأعرضها في صفحاتي، ومواقعي الشخصية، العمل في مجال التسويق سهل، ولكن يحتاج للكثير من المتابعة، هذا العمل يوفر لي دخلاً، وأنا في منزلي، ولا يحتاج لرأس مال كبير”.

الثقة وإرادة المرأة

وفي السياق ذاته التقينا “نور علي“، وهي امرأة في عقدها الرابع من العمر من بلدة رميلان، تعمل في مجال تحضير وإنتاج المخلل، استضافتنا وحدثتنا: “كانت لدي خبرة في مجال الطهي، وصناعة أنواع عديدة من المأكولات، ومنها المخلل، لذا وضعت خبرتي ودرايتي في تحضير المخلل، هدفا أعمل عليه في تسويق المخلل بأنواع عديدة بمهارة فائقة”.

وتزيد نور: “أنا أم والوضع الاقتصادي ليس بجيد، وقد سعيت لأعين عائلتي بمردود يكفيني نوعا ما، لذلك علينا الاعتماد على مهاراتنا، وخبراتنا والاستفادة منها، والثقة بأنه يمكننا النجاح”.

مهارة المرأة في تنمية الاقتصاد

وفي قرية قاصطبان التابعة لناحية جل آغا تدير “بيريفان سعيد” محل السمانة برفقة زوجها: “كانت القرية تفتقر لوجود محلات للسمانة، لذا افتتحت أنا وزوجي المحل منذ عدة أعوام، بسبب وضعنا المادي السيء، وهو غرفة صغيرة في منزلنا، أدير العمل كما أني أوفق بين عملي كأم وربة منزل، وعملي في المحل”.

وتحدثت بيريفان عن عمل المرأة: “المرأة يمكنها إدارة الأعمال والمشاريع، كما بات معروفاً أن الرجل هو من يتحمل مسؤولية المنزل على هذا الأساس نشأنا، ولكن هذا الشيء يقلل من مكانة المرأة؛ لأنها تمتلك قدرات يمكنها النجاح في أي مجال، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة مشاريع للمرأة، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنها نجحت في ذلك، وأثبتت بأن المرأة يمكنها أن تعمل وتنجح في الوقت ذاته، وفي الكثير من الأعمال”.