سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ضد الحرب….دفاعاً عن همومنا الصغيرة

أحمد ديبو (شاعر وكاتب)_

لا يستطيع المرء أن يفهم كيفية الحرب من أجل المستقبل، ربما يكون لها غد، لكن هذا الغد ليس مستقبلاً، فالمستقبل: هو أن يرى المرء أولاده، وقد أصبحوا ذوي شأن، يساهمون في بناء وطنهم، كما يليق بوطنهم البناء، فالمستقبل أن يحمل أحدنا باقة ورد لوالده، الذي يتعافى في المستشفى جراء عارض صحي، أمّا صناعة الموت، والتفنن في توسيع سبله ليست مستقبلاً على الإطلاق، قد يعقبها غد، لكنّه على الأرجح غدٌ قاتم ومقيت.
يفرغ القادرون من ترتيب المستقبل، الذي يخصهم، في الأثناء ثمة أيام معدودات، وربما شهور يجب علينا أن نعيشها تحت وابل جحيمهم، إنها عقوبة لجريمة، أن تولد في مكان من العالم، محدّد الصفات في الجغرافيا والتاريخ، جريمة أن تولد في الجحيم، وأن تموت تحت الأنقاض، ليس موتاً هادئاً ومفاجئاً، كالذي ننتظره دوماً بل موتاً محسوباً بدقة الصواريخ الحديثة، موتاً يأتي بأوان معلوم، أو عن طريق الخطأ، وأنت تعرف أن هذا المتربّص، يصيب، ويفتك، وتجهد في تجنب الفتك والإصابة، أسباب كثيرة قد تؤدي إلى الموت، تراها بعينيك الكليلتين، وبعجز يديك، أيها المنتظر مأوى بدون سرير، وأغطية تقيك طعنات البرد، وأنت في انتظار الموت.
أنت أيها الراغب في العيش لا تعد العدة لموتك، ولا تستقبله بتسليم المؤمن الورع، أيها المنتظر فراغ السماء من قسوتها، ونضوب المدافع من ذخائرها، انتظارك سيطول، ولكن عليك أن تتعلّم أن المنفى ليس بيتك، ولا الطرق الممتدة هي عنوانك، قد تكون من مواليد الملاجئ، وجبهات الحروب، التي لم تزل نيرانها مسلطة على حياتك، وليس ثمة غيرها قادرًا في هذه البلاد على العيش، وعلى التجدد وعلى الصمود، أنت أيها العاري من السلاح المعتدي الغاشم، الواقف على شرفة الوطن، ما الذي تريده من المستقبل؟ عقود مقبلة من الرخاء أم سنوات من عمى الصواريخ؟ والقذائف؟ مجرد النجاة أم الحلم بمستقبل بديع؟ ما الذي تمنيته بالضبط حتى جاءك هذا الموت كلّه؟! العيش بكرامة وحرية؟ بيوتٌ ظليلة بالحب ومياهٌ نظيفةٌ؟ شوارع جميلة وحدائق آمنة حيث تستطيع أن تجلس فيها دون أنى يستوقفك أحد، أو يتجرأ أحد على التدخل بشؤونك لأمر ديني، أو عرفي، أو أمني؟ ما الذي تمنيته أيها السوري من كرد، وعرب، حتى جرى لك ما جرى، ويجري وسيجرى إلى ما شاء أولو الحرب؟
 نحن يا أسياد الحروب الخاسرة، أيها المتمنطقون بالنياشين والعمامات، اهتماماتنا تقع بالضبط في باب إدمان الحياة، تقع في تعلّم تقنيات النجاة، بحبال قليلة، وطعام شحيح، نريد أن نعرف كيف ننجو منكم، في الخروج من لولب جهنم، الذي دخلتم، وأدخلتمونا فيه قسراً، راكبين على أكتافنا، نريد ذلك، ونرجوه لأننا نريد أن نتعلّم كيف نحافظ على حيواتنا أيضاً، وسط هذا الدمار، نريد أن نتعلّم فن تأليف النكات المرّة، أن نسعى للضحك بعد أن جعلتموه مطلباً عزيز المنال، نريد ونرجو أن لا نعاقب على جريمة ولادتنا في هذه الجغرافيا الهائجة، نريد ذلك كله، لأننا نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، كما حفظناها عن محمود درويش.
في وسع أمراء الحرب، ومن لف لفيفهم، وسادتهم أن يتحدثوا عن المستقبل المشرق، لمعابد، وأعمدة تدمر وقوس نصرها، من فرط ما أوغلتم في نحرها ودمارها؟! وفي وسع الأيديولوجيين ونظرياتهم، ومعهم الكهنة وأصحاب الفتاوى، أن يتحدثوا عن عقود قادمة مشرقة تعقب هذا الجحيم.
لكننا نريد أن نقول لهم: نحن نريد يومنا هذا، فثمة أطفالٌ نريد تطعيمهم في هذا اليوم بالضبط ضد شلل الأطفال، وضد وباء كورونا، نريد لهم أن يرتادوا مدارسهم، التي حرمتموهم منها، وأن يلعبوا، وأن نشتري لهم ثياباً جديدة، وأقلاماً، وكتباً، ودفاتر وحلوى أيضاً، وثمة نقصٌ في خزائن مطابخنا، نريد أن نشتري أرزاً وبطاطا، وثوماً، وبصلاً، وأن نطهو لأولادنا طبخة رائعة يحبونها.
وبصراحة، ثمة عشاق يريدون أن يلتقوا اليوم في الحدائق العامة، وعلى نواصي الشوارع، ومراهقون يريدون التسكع في الشوارع، والتجمّع تحت أعمدة النور لـ”تلطيش” المراهقات، لو سمحتم نريد يومنا هادئاً وهانئاً بما يجعله يمضي من دون أن نشعر بهول الوقت الأسود “وقتكم”.
أمّا المستقبل، الذي تحاربون لأجله، فله شأن لاحق، ويسعنا ترتيبه بالتي هي أحسن، مستقبلنا الذي هو بالتعريف ضد الحرب، لأن حربكم، هي التي دمّرت حاضرنا، ورجعت بنا عشرات السنين إلى الوراء، حربكم التي أردتموها اختباراً لحنكة السماء، السماء المجردة التي ليست أكثر من غيوم، ونجوم، وكواكب ومجرات، ولون بديع لشدة ما هو لونٌ وحسب، نتأمل فيها، ونحن نتحدث عن الحياة الرغيدة، التي ترفل فيها الشعوب المتحضّرة، نتأمل، وننتظر فربما ننجو منكم، نريد أن نستعيد يومنا، ومستقبلنا من براثنكم وأنيابكم المكشّرة، نريد أن نقلّب في المحطات التلفزيونية، فلربما عثرنا على “شارلو” بعكازه، وهو يعتصر روحه كي يقدّم لنا البهجة المفكرة، أو ربما نعثر على فيلم لـ “كيروساوا” أو”فيليني” أو “روسي ليني”، أو “سكور سيزي” أو “يلماز غوني” أو ربما ل “تاركوفسكي”، نريد استعادة أصدقائنا، الذين هجرتموهم، أنتم كي نعقد معهم حلقات صخبنا، ونقاشاتنا، التي لا تنتهي، نريد أن نحتسي معهم البيرة، ونستمع معهم للموسيقى الكوبية الشابة، ونرقص بجنون على إيقاعاتها الآسرة.
يا أمراء الحرب وجنرالاته، اخرجوا من وطننا، من ثورتنا، من أحلامنا، من ضحكاتنا، ومن مستقبلنا.
مَن أتى بالجولاني، وبالبغدادي، و”بأبو عمشة” والنمر الوردي، وغيرهم من حثالات الحروب؟!
أنتم حققتم ما قاله فرانز كافكا: “بعد حياة كهذه، ما الذي سيتبقى من أرواحنا لتحترق في الجحيم”؟.
لا نريد حاضرنا معكم، ولا ذلك المستقبل الذي تحدثونا عنه، أعيدوا لنا نهاراتنا الهادئة، والوادعة، والسخيفة واذهبوا عنّا، أمّا لكافكا؛ فهناك حديث آخر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle