سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صفحات من التاريخ الإسلامي  ـ11ـ “معركة عين جالوت”

د. محمد فتحي عبدالعال (كاتب وباحث مصري)_

وصلت رسل المغول إلى مصر حاملة رسالة من هولاكو، يقول فيها “من ملك الملوك شرقًا وغربًا القان الأعظم، يعلم الملك المظفر قطز، وسائر أمراء دولته، إنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه. فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وأسلموا لنا أمركم، قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن اشتكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب، فأي أرض تأويكم، وأي طريق تنجيكم، وأي بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفون عند كلام، وخنتم العهود والأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان…”.
فرد قطز: “قل: اللهم على كل شيء قدير والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي، على كتاب ورد فجرا عن الحضرة الخاقانية، والسدة السلطانية نصر الله أسدّها، وجعل الصحيح مقبولا عندها، وبان أنكم مخلوقون من سخطه، مسلطون على من حلّ عليه غضبه، ولا ترقون لشاكٍ، ولا ترحمون عبرة باكٍ، وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم، وذلك من أكبر عيوبكم، كفى بهذه الشهادة لكم واعظا، وبما وصفتم به أنفسكم ناهيا وآمرا، قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، ففي كل كتاب لعنتم، وبكل قبيح وصفتم، وعلى لسان كل رسول ذكرتم، وعندنا خبركم من حيث خلقتم وأنتم الكفرة كما زعمتم ألا لعنة الله على الكافرين”..
المتتبع لرسائل هولاكو للسلاطين المسلمين يجدها مجتمعة على استخدام الأسلوب البلاغي والترهيب السجعي، والاستشهاد القرآني فيها في موضعه أحيانا وفي غير معناه أيضا في أحيان أخرى على الرغم من أن المغول لم يكونوا أهل كتاب ولم تكن الدعاية الدينية على أجندتهم العسكرية، لكن الواضح أنهم انتدبوا لهذه المهمة عرباً موالين لهم يعرفون كيف يخاطبون الشعوب الإسلامية مستخدمين الدعاية الدينية ومستحثين حمية الخلاص من الظلم لدى المستضعفين من هذه الشعوب، أما رد قطز فأشكك في صحته لكثرة السجال المنطقي فيه ومقارعة الحجج ببعضها، والذي حتما لن يفهمه المغول ولو ترجم إليهم بلغتهم مئات المرات علاوة على سؤال مشروع كيف أرسل قطز هذا الرد؟ وقد قتل رسل المغول كما سنرى فيما بعد! أم كان ردا ارتجاليا وهو أمر أيضا غير ممكن.
قرر قطز أن يستعد للمعركة بتأمين الجبهة الداخلية فعزل الملك المنصور نور الدين علي بن أيبك، وكان طفلا وهو نائبا عنه، واعتلى مقعد السلطنة، وحتى يطمئن الأمراء المماليك قال لهم: “إني ما قصدت إلا أن نجتمع على قتال التتر ولا يأتي ذلك بغير ملك، فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو فالأمر لكم أقيموا في السلطة من شئتم” كما أصدر عفوا عاما وشاملا عن المماليك البحرية، الذين فروا إلى الشام بعد مقتل زعيمهم فارس الدين أقطاي ومنهم بيبرس.
كانت تحديات الإعداد لهذه المعركة المصيرية من حول قطز كبيرة فالأمراء المماليك لا يريدون الحرب لقد خلدوا للراحة واختاروا الدعة وأخبار المغول، الذين لم يهزموا في معركة قط جعلتهم في يقين حول نتيجة المعركة سلفا وخاطرهم يميل للمهادنة والاستسلام فاجتمع بهم قطز وخاطبهم بنبرة حادة قائلا: “يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين” فأجاب البعض دعوته للجهاد وتردد آخرون فأردف قائلا : “أنا ألقى التتار بنفسي” فلما رأى الأمراء المتخاذلون منه هذا الإقدام  مضوا معه على كره. وحتى يقطع الطريق أمام المتخاذلين وكل من يهاب المعركة بأن المواجهة باتت لا رجعة فيها، ولا سبيل للتفاوض بشأنها أو المراجعة وحتى يلهب حماس الناس في الشوارع في الوقت نفسه، فقد أمر بضرب أعناق رسل التتار الأربعة بعد تشاور مع بيبرس، وهي مسألة غير أخلاقية، إذ لابد وأن يبقى السفراء في مهامهم الدبلوماسية في معزل عن وتيرة الخلافات، وشهوة الانتقام، وساحات المعارك، والدعايات السياسية المخضبة بالدماء، ولكنها في النهاية تقاليد سادت هذه العصور في الحشد الجماهيري وشاعت في إظهار التحدي بين الممالك قاطبة وعلقت الرؤوس على امتداد مصر  في الريدانية وباب النصر وباب زويلة وسوق الخيل حتى تكون على مرأى من الناس جميعا.
من التحديات الأخرى كان تدبير المال اللازم للمعركة فتم حجب ومنع الكثير من مظاهر الرفاهية عن الأمراء المماليك، ومصادرة  بعض أموالهم، ونفائسهم وبيعها لاستيفاء الشق الشرعي، بفتوى الشيخ العز بن عبد السلام  من أنه: “إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وبشرط أن يؤخذ كل ما لدى السلطان والأمراء من أموال وذهب وجواهر وحُليّ، ويقتصر الجند على سلاحهم ومركوبهم، ويتساووا والعامة…” ثم كان التحول بعدها لأخذ الأموال من العامة  ففرضت ضرائب عقارية وأخذ ثلث الزكاة مقدما كما كان الاضطرار لفرض ضريبة على الأنفس وقدرها دينار على كل شخص فتجمع لديه ستمائة ألف دينار مصرية كما صادر أموال الأيوبيين الفارين من الشام.
امتازت إدارة عين جالوت بالحكمة والاستفادة بكل ما هو ممكن ومتاح والأخذ بالأسباب إلى أبعد مدى  ففتح باب التطوع أمام الناس فانضم للواء الجيش المصري الإسلامي بعض القبائل العربية بقيادة أمير العرب شرف الدين عيسى بن مهني بن مانع، وكذلك عناصر الجيش الشامي الفارين على اختلاف تركيبتهم العرقية من كرد وتركمان وقيمرية وشهرزورية كما استفاد قطز من المعلومات، التي كانت ترسلها بعض العناصر العربية المندسة في جيش المغول، والتي كانت تظهر التحالف معهم وفي قلوبهم وفاءا مع أبناء جلدتهم  مثل صارم الدين أزبك بن عبد الله الأشرفي.
زود صارم قطز عبر رسوله بثلاثة أمور مهمة الأولى أن هولاكو قد غادر ومعه عددا كبيرا من جيشه، وأن ميمنة التتار أقوى من الميسرة وأن على الجيش الإسلامي أن يستغل هذه الثغرة ويقوى من الميسرة وأن الأشرف الأيوبي أمير حمص منخرط في جيش التتار على كره وسينهزم بين يدي المسلمين، فأخذ قطز المعلومات ووضعها في الاعتبار مع شيء من التوجس لعدم معرفته بصارم الدين من قبل وخشيته من أن تكون حيلة مغولية خبيثة.
كما نجح قطز في تحييد جبهة الصليبيين في الشام لتكون بعيدة عن المعركة المقبلة، وقد حافظ الصليبيون على هذا العهد لعدة اعتبارات سياسية ودينية ومنها رفض بابا الفاتيكان للتحالف مع المغول علاوة على خشية الصليبين من نوايا المغول بعد استيلائهم على صيدا أحد معاقلهم، فساروا على قاعدة “عدو نعرفه” وهم المسلمين خير من “عدو نجهله ونجهل مطامعه” وقد يكون أعظم خطرا وأشد وطأة ألا وهم المغول.
كما اتفق بيبرس وقطز على الالتجاء للحيلة والايقاع بالعدو بين فكي كماشة في ساحة القتال حيث هاجمت مقدمة الجيش الإسلامي بقيادة بيبرس جموع المغول ثم تظاهرت بالانسحاب ليحاول المغول تتبع فلول الجيش الإسلامي فيما كان قطز قد أعد هجوما مضادا، يعاونه الخيالة الفرسان فوق الوادي، وتم تطويق جيش المغول وهجم “كتبغا” بعنف شديد لكسر الحصار، مما أدى إلى خلل في جناح ميسرة المسلمين واضطراب في جموعهم فيما ثبتت الميمنة والقلب وهنا ألقى قطز بخوذته إلى الأرض وكان جواده قد قتل فترجل وقد خشى أن تدور الدائرة على جيشه وصاح بأعلى صوته “وا إسلاماه” وحمل بنفسه ومن معه على المغول بشيء لا يخلو من التهور الشديد فاضطربت صفوفهم، وألقى الله في قلوبهم الرعب  فيما عاد للمسلمين حماسهم وكانت هذه الصيحة مفتاح النصر وقتل “كتبغا” بيد جمال الدين آقوش الشمسي، وهو من مماليك الناصر يوسف الأيوبي أمير دمشق  كما حرر المسلمون الشام.
الطريف في موقعة عين جالوت أنه استخدم فيها ولأول مرة سلاح المدفعية والبارود وكان مسحوق أو معجون البارود يتكون من نترات البوتاس والفحم والكبريت إلا أن صراعا بين المؤرخين قد نشب فالبعض يرى أن الأسبقية في ذلك كانت للمغول وليس للمماليك.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle