شلاش: السلاح الكيميائي هو المفضل لدى أردوغان

روناهي/ الدرباسية –

أكد المحامي علي شلاش أن الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، تُعيد إلى الأذهان تلك الهجمات التي كانت تشنها إمبراطورية الاحتلال العثماني على شعوب المنطقة على مدى أربعة قرون، ولكن هجمات اليوم تتم بشكل أكثر وحشية.

تعتبر دولة الاحتلال التركي أي مبادرة لا تتوافق مع أطماعها التوسعية في المنطقة بأنها “خطر على أمنها القومي”. وبناءً عليه، يحق لها –من وجهة نظرها- ملاحقة هذه المبادرة ومحاولة القضاء عليها حتى لو كانت تلك المبادرة خارج حدودها.

في هذ الإطار تندرج كل الهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، إضافة إلى احتلالها لبعض المدن والبلدات.

هذا الخلف لذاك السلف

حول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا “روناهي” مع المحامي علي شلاش الذي قال: “السياسية العدائية التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي ليست بسياسة جديدة، فهي عملياً ورثت هذه السياسة عن السلف العثماني القائم على دماء الشعوب. إن رؤية الاحتلال التركي لمشروع ديمقراطي قائم على مبدأ الأمة الديمقراطية مثل مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لا بد أن يكون سبباً في أن تكشر دولة الاحتلال عن أنيابها فتقوم بشن أشرس الهجمات، وهذا ما نشهده اليوم في مناطق شمال وشرق سوريا”.

وأضاف شلاش: “إن وحشية دولة الاحتلال التركي وصلت بها حد الهيستيرية الجنونية، الأمر الذي دفعها إلى استخدام أكثر صنوف الأسلحة فتكاً، إضافة إلى تلك الأسلحة المحرّمة دولياً كالفوسفور الأبيض. الأمر الذي يوضح جلياً وحشية هذا الاحتلال”.

مَنْ يقف وراء أردوغان؟

وحول تقاعس وسكوت الرأي العام الدولي بل وغيابه الكامل في الكثير من الأحيان، تابع علي شلاش حديثه بالقول: “لا بد أن نوسع دائرة النظر قليلاً، فأردوغان لا يمكن له أن يقوم بكل هذه الانتهاكات دون حاضنة دولية تمنحه الضوء الأخضر في كل المجازر التي يرتكبها. فحرق الأطفال بالفوسفور الأبيض كما حدث في سرى كانيه دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي، لهو دليل صارخ على تواطئ هذا الأخير مع الاحتلال التركي. حيث أن مواقف المجتمع الدولي اقتصرت على بعض بيانات الإدانة الخجولة، دون أي خطوة عملية يكون من شأنها وضع حد لعنجهية النظام التركي”.

العقلية القومية الشوفينية

شلاش أضاف إلى حديثه بالقول: “طبيعة الأنظمة المستعمرة في منطقتنا قائمة على القومية الشوفينية، وخير مثال نستطيع أن نأخذه هو نظام أردوغان اليوم، ضف إلى ذلك نظام صدام حسين الذي كان في الأمس، حيث أن المجازر التي يرتكبها أردوغان اليوم، لا تختلف عن المجازر التي ارتكبها صدام حسين ضد الكرد، حيث أن العقليتين قائمتين على إبادة الكرد، ولم تكن صدفة عندما استخدم النظامان الأسلحة المُحرمة دولياً في سعيهم للوصول إلى الهدف المنشود ألا وهو إبادة الكرد”.

الضغط على المجتمع الدولي

علي شلاش بيّن في حديثه الدور الهام للمجتمع الدولي الذي ما زال غائباً وأكمل حديثه قائلاً: “دون ضغط من قبل المجتمع الدولي لا يمكن لأردوغان أن يكف عن وحشيته، ولكن ضغط المجتمع الدولي على أردوغان لا يمكن أن يكون دون ضغطاً يمارس على ذلك المجتمع نفسه، والسبيل الوحيد للضغط على المجتمع الدولي يمر حكماً عبر وحدة الصف الكردي، حيث أن الكرد بوحدتهم سيكون لصوتهم صدىً أوسع على الساحة الدولية، وبغير هذه الوحدة لا يمكننا أن ننتزع اعترافاً دولياً حقيقياً يكون من شأنه ردع هجمات الفاشية التركية على مناطقنا”.

المحامي علي شلاش اختتم حديثه بالقول: “يبدو بأن عدونا يجيد اللعب على نقاط الضعف لدينا، وأكبر نقاط ضعفنا اليوم تتجلى بحالة التشرذم المصاب بها الصف الكردي. ومع الأسف نقطة الضعف هذه هي واضحة للعيان ولا يمكن التستر عليها. لذلك يجب علينا أن نعمل على التخلص من نقاط ضعفنا. وذلك من خلال وحدة حقيقية نابعة من المصالح العميقة للشعب الكردي”.