سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شعرنة النثر… القول الشعري في النقد العربي

د. وليد إبراهيم القصّاب/ السعودية_

كثر الكلام في أدبنا، ونقدنا الحديثين عن (شعرنة النّثر)، حتى ظنّ قوم أنّ هذا المصطلح، أو هذا التعبير هو من بدع العصر، وهو لون من ألوان ما يطلق عليه (تداخل الأجناس).
والحقّ أنّ (شعرنة النّثر) التي تمخّض عنها ما يسمّى الآن خطأً (قصيدة النثر)؛ لم تكن شيئاً جديداً على تراثنا الأدبيّ، فقد عرفت العرب -على مستوى الإبداع، والتنظير-نوعاً راقياً من النصوص النثرية، تميّزت -كالشعر-بلغة أنيقة، وصور فنية خلابة، ولكنها افترقت عنه في أنها لم تلتزم أوزان الشعر، بل ورد الكلام فيها مرسلاً إرسالاً، لا ينضبط بالعروض المعروف، وقد أطلق النقاد العرب على هذا النوع من النثر المستعير خصائص الشعر، اسما يميِّزه من النثر العاديّ ومن الشعر، وهذا الاسم هو (القول الشعريّ).
يقول الفارابيّ: (القول إذا كان مؤلفاً مما يحاكي الشيء، ولم يكن موزونا بإيقاع؛ فليس يعدّ شعراً، ولكن يقال: هو قول شعريّ، فإذا وزن -مع ذلك-وقسم أجزاء صار شعراً، فقوام الشعر وجوهره عند القدماء، أن يكون مؤلفاً ممّا يحاكي الأمر، وأن يكون مقسوماً بأجزاء يُنطق بها في أزمنة متساوية، ثم سائر ما فيه فليس بضروريّ في قوام الشعر وجوهره، وإنما هي أشياء يصير بها الشعر أفضل، وأعظم هذين في قوام الشعر هو المحاكاة، وعلم الأشياء التي بها المحاكاة وأصغرها الوزن).
وإذا كان الشعر الحقيقيّ الذي يستحق -عن جدارة-هذا الاسم، هو ما جمع بين الخارج والداخل، أي بين الوزن والتخييل أو المحاكاة؛ فإن بعض النقاد اختلفوا في تقديم أحدهما على الآخر، الوزن ألصق بالشعر، وأهم فيه أم التخييل والمحاكاة؟ إنّ الوزن عند ابن رشيق هو الأهمّ، إنه (أعظم أركان حدِّ الشعر، وأولاها به خصوصية).
أي إن الوزن عند ابن رشيق مقدَّم على غيره من العناصر، ولكنه عند الفارابيّ أقلّ قيمة، وأصغر شأناً من العناصر الأخرى، لكنّ الناقدين كليهما، متفقان على أن الكلام لا يكون شعراً إلا بالوزن.
ولم ينفِ الفارابيّ أن الوزن شرط من شروط الشعر، كما ذهب إلى ذلك بعض الدارسين المعاصرين، ولا عدّ (القول الشعري) شعراً؛ بل هو يسميه بالنص الواضح -كما هو مثبت-(القول الشعري) ويقول: إنه لا يعدّ شعراً.
وأوضح ابن سينا هذه المسألة إيضاحاً لا مزيد عليه، فذكر أن خاصية التخييل -التي يتمسك بها بعضهم ليجعل النثر، الذي استوفاها شعراً -هي حظّ مشترك بين الجنسين الأدبيين كليهما: الشعر، والنثر، بل قد تحضر هذه الخاصية في النثر، وتغيب في الشّعر، بل قد يكون حضورها في النثر أقوى، ولذلك فهي ليست مَعْلماً فارقاً بين الشعر، والنثر، فالشعر الحقيقيّ لا يتحقق إلا بالوزن والتخييل معاً.
يقول ابن سينا: (قد تكون أقاويل منثورة مخيّلة، وقد تكون أوزان غير مخيّلة؛ لأنها ساذجة بلا قول، وإنما يوصف الشعر: أن يجتمع فيه القول المخيِّل والوزن).
التخييل إذن قد يوجد في الشعر، والنثر معاً، ولكن حضوره في أيّ كلام غير موزون -مهما كان حظّ هذا الحضور-لا يجعله شعراً، بل هو قول شعريّ، ومن ثمَّ فلا صحة لما زعمه بعض الباحثين من إنكار العرب احتواء النثر على أي ملمح شعريّ.
ويضرب الفارابيّ مثلاً بالخطابة الفنية، التي تستعمل حظاً من (المحاكاة) أو(التخييل)، ولكن ذلك لا يجعل الخطابة شعراً، بل هي نثر نحا منحى الشّعر.
يقول الفارابي: (والخطابة قد تستعمل شيئاً من المحاكاة يسيراً، وهو ما كان قريباً جداً واضحاً مشهوراً عند الجميع، وربما غلط كثير من الخطباء، الذين لهم من طبائعهم قوة على الأقاويل الشعرية، فيستعمل المحاكاة أزيد مما شأنُ الخطابة أن تستعمله، غير أنه لا يوثق به، فيكون قوله عند كثير من الناس خطبة بليغة، وإنما هو في الحقيقة-قول شعريّ قد عُدل به عن طريق الخطابة إلى طريق الشعر).
ويستعمل ابن رشد كذلك مصطلح (القول الشعري) ليطلقه على القول المخيل غير الموزون. والقول المخيّل، هو القول الذي غُيِّر عن الحقيقة، أي حصل فيه عدول أو انزياح كما نقول بلغة النقد المعاصر، وهذا القول المغير هو الذي يستحق أن يسمى شعراً، أو قولاً شعرياً: الأول لما كان موزوناً، والثاني لما لم يكن موزوناً.
يقول ابن رشد: والقول إنما يكون مختلفاً، أي مغيّراً عن القول الحقيقي من حيث توضع فيه الأسماء متوافقة في الموازنة والمقدار، وبالأسماء الغريبة، وبغير ذلك من أنواع التغيير.
وقد يستدل على أن القول الشعري، هو المغيَّر أنه إذا غُيِّر القول الحقيقيّ سمِّي شعراً، أو قولاً شعريّاً، ووجد له فعل الشعر، مثال ذلك قول القائل:
ـ ولما قضينا من منى كلَّ حاجةٍ
ومسَّح بالأركانِ من هو ماسحُ
ـ أخذنا بأطرافِ الأحاديثِ بيننا
وسالتْ بأعناق المطيِّ الأباطحُ
إنما صار شعراً من قبل أنه استعمل قوله:
ـ أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا
وسالت بأعناق المطيِّ الأباطحُ
بدل قول تحدثنا، ومشينا…
وذلك أن ابن رشد -متفقاً في ذلك مع أرسطو-يرى أن الشعر ينبغي أن يتحقق له التخييل والوزن، وأن الأول منهما لا يتحقق له المراد إلا بالثاني، أي لا يكون شعراً حقيقياً حتى يجتمعا.
يقول ابن رشد: (قال -يعني أرسطو: والشاعر لا يحصل مقصوده على التمام من التخييل إلا بالوزن، وهذا الذي قاله (أرسطو) هو حسب عاداتهم في الشعر، الذي يشبه أن يكون هو الأمر الطبيعي للأمم الطبيعية).
ويقول في موضع آخر: (وكثيراً ما يوجد من الأقاويل، التي تسمى أشعاراً ما ليس فيها من معنى الشعرية إلا الوزن فقط، ولذلك ليس ينبغي أن يسمى شعراً بالحقيقة إلا ما جمع هذين).
ويستعمل حازم القرطاجني كذلك مصطلح (القول الشعري)؛ ليطلقه على الأقاويل النثرية الفنية التي اجتمع لها تخييل الشعر، وصوره، يقول: (فما كان من الأقاويل القياسيّة مبنيّاً على تخييل، موجود فيه المحاكاة؛ فهو يعدّ قولاً شعريّاً)، ويدخل في ذلك -عند حازم-كثير من الأمثال يقول: (كثير من الأمثال أيضاً يكون قولاً شعرياً) ولعلّ ذلك لكونها صورة تخييلية.
وهكذا يبدو واضحاً، أنّ تراث العرب النّقديّ عرف ما يسمّى (شعرنة النّثر)، أي استفادة النّثر من فنيّات الشعر وتِقاناته المختلفة، ولكنه لم يتطرّف في الرأي -تقليداً لنزعة موجودة في الشّعر الغربيّ-ليسمّي مثل هذا النّثر شعراً، أو قصيدة كما هو حاصل الآن عند بعض الأدباء، والنّقّاد المقلّدين لكلّ بدعة تأتي من الآخر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle