إعداد/ مثنى المحمود_
شهد العالم مؤخرا ثلاثة اكتشافات أثرية هامة، الأول في الإمارات العربية المتحدة، والثاني في فلسطين، أما الاكتشاف الثالث فهو في كرواتيا.
نظرا لأهمية الإرث التاريخي، والأثري لدى البلدان في العالم كله، نجد تسابقاً ملحوظاً في الاعلان عن الاكتشافات الأثريّة الجديدة، التي تؤثر ايجابا على المخزون الثقافي للبلد، التي توجد على أرضه الاكتشافات الأثريّة، كما يضيف للبلد المكتشف داخله مزايا تزيد من نسبة السياح، الذين يعشقون السياحة الأثرية، ويبحثون عن كل ما هو جديد.
فسيفساء رومانية
تم الكشف مؤخرا عن مجموعة من الفسيفساء الرومانية في شوارع ستاريجراد في جزيرة هفار في كرواتيا، حيث تمتد الحفريات لمسافة حوالي عشرة أمتار على طول الشارع، وفي المنازل المحيطة، لـ “فيلا أوربانا” في وسط المدينة القديمة بجزيرة هفار، يعود تاريخ هذه الفسيفساء إلى القرن الثاني من زمن فاريا الرومانية، تم افتتاح الفسيفساء الواقعة في سريدنيا كولا (الشارع الأوسط) في وسط المدينة القديمة، حيث كان الموقع تحت حماية اليونسكو منذ عام 2008، بعد التنقيب الأول تمت تغطية الفسيفساء، التي تقع على عمق ستين سم تحت مستوى الشارع، واليوم بات سكان جزيرة هفار ينامون على بقايا الفرسان الإغريق وفاريا الرومانية، وتراث العصور الوسطى، وقد تم حاليًا إنشاء أربعة عشر مجسًا أثريًا في الشوارع المحيطة، لتحليل قطعة من التربة، في كل منها للعثور على فسيفساء أخرى.
في الإمارات مكتشفات أقدم من الإهرامات!
الإمارات تكتشف مباني أثرية عمرها أكثر من 8500 عام، أقدم من الإهرامات في السودان ومصر، فعثر خبراء الآثار على مجموعة بُنى أثرية في جزيرة غاغا غرب مدينة أبوظبي، يعود تاريخها إلى أكثر من 8500 عامٍ، وقدمت هذه المكتشفات دليلاً جديداً، أنّ تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة بأكملها أقدم مما كان يُعتقد، وخضعت لتحليلات علمية، حيث أجرى الخبراء تحليل الكربون الرابع عشر لشظايا الفحم، أظهر أن عمر البناء لا يقل عن 8500 عام، متجاوزةً بذلك الرقم القياسي السابق، لأقدم مبان معروفة تم اكتشافها في دولة الإمارات؛ في جزيرة مروح المجاورة على وجه التحديد، وقالت الدائرة «كان يُعتقد سابقاً أن طول طرق التجارة البحرية حفز الناس على الاستيطان في المنطقة، والتي تطورت خلال العصر الحجري الحديث، لكن الاكتشافات الأخيرة، تثبت أن مستوطنات العصر الحجري الحديث كانت موجودة قبل بدء الحركة التجارية، أي أن الظروف الاقتصادية والبيئية المحلية شجعت وجود أول مستوطنة بشرية في المنطقة، فيما يُعرف اليوم بدولة الإمارات العربية المتحدة، والجزر التي ظُن سابقاً أنها أرض قاحلة لا تصلح للعيش، كانت ساحلاً خصباً»، وأضافت الدائرة: إن هذا دليل يغير الصورة المرسومة عن جزر أبوظبي في التاريخ الثقافي للمنطقة عموماً، وتشير المكتشفات الجديدة في غاغا، إلى جانب مكتشفات مروح، أن جزر أبوظبي كانت نقطة محورية للابتكار، والاستيطان البشري خلال العصر الحجري الحديث- العصر الذي شهد تغييرات جوهرية في معظم أنحاء العالم، والمباني المُكتشفة عبارة عن غرف دائرية بسيطة، بجدران مصنوعة من الحجر، وبارتفاع واحد يصل إلى المتر تقريباً، وكانت هذه الغرف على الأرجح منازل لمجتمع صغير استوطن في ابوظبي بشكلٍ دائم على مدار العام، تم أيضا العثور على مئات القطع الأثرية داخل الغرف، بما في ذلك رؤوس سهام حجرية دقيقة الصنع، ربما تم استخدامها للصيد، كما تؤكد اكتشافات اعتماد هذا المجتمع على موارد البحر الغنية، وليس معلوماً حتى الآن زمن استمرار وجود المستوطنة، وقد عُثر على شخص مدفون في أنقاض البُنى، منذ ما يقارب خمسة آلاف عام، وهي من المدافن القليلة، التي تعود لهذه الفترة المعروفة من تاريخ جزر أبوظبي.