سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“شركة الشعب” تجربة رائدة لتطوير القطاع الزراعي

روناهي/ قامشلو-

تعد “شركة الشعب” التي تسعى لتطوير الزراعة من خلال تحسين نوعية البذور وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المنطقة، تجربة رائدة في مناطق شمال وشرق سوريا من أجل خدمة الشعب.
أثرت الأزمة السورية على الزراعة تأثيرا خاصاً؛ لأن القطاع الزراعي، هو مورد الدخل الرئيسي لنسبة كبيرة من السكان، فوفقاً لخبراء زراعيين في الأمم المتحدة، يرتبط 40% من سبل العيش في سورية بالزراعة، بشكل أو بآخر، أما في شمال وشرق سوريا تبلغ نسبة المعتمدين بشكل أساسي على القطاع الزراعي 80 % من نسبة السكان.
فأدت الهجمات المستمرة للاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وقطع المحتل لمياه نهر الفرات، واستهدافها لقنوات الري، وأبراج الكهرباء، إلى تضاؤل رقعة الأراضي المزروعة، وبالتالي تدني الإنتاج الزراعي بشكل عام.
في السنوات الأخيرة شهد القطاع الزراعي في شمال وشرق سوريا، تحسناً ملحوظاً، وذلك بعد الدعم، الذي قدمته الإدارة الذاتية للمزارعين، بالإضافة إلى تأسيس بعض الجمعيات الزراعية والشركات الأهلية، التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وخدمة المجتمع.
هدف افتتاح الشركة
ومن بين الشركات الزراعية الخاصة، التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير القطاع الزراعي “شركة الشعب” التي تأسست من قبل ثلاث خبراء زراعيين في الشهر التاسع عام ٢٠٢١ في مدينة قامشلو، وافتتح فرعاً لها في مدينة ديرك، وذلك بهدف تطوير الزراعة من ناحية زيادة الإنتاج، وتحسين صنف البذور في مناطق شمال وشرق سوريا.
50%نسبة النساء
يعمل في الشركة ١٤٠ عاملاً وعاملة، وعشرة مهندسين، وثلاثة خبراء زراعيين موزعين على فرعي الشركة في قامشلو وديرك، ويبدأ العمل الإداري في الشركة من الساعة الثامنة صباحاً وينتهي الساعة الخامسة عصراً، يقوم كل شخص بالعمل الموكل إليه (عمال، سائقون، سقاة، مهندسون). وتبلغ نسبة النساء اللواتي يعملن في الشركة ٥٠ بالمائة.
تم تسليم الشركة ١٤ ألف دونم من الأراضي الزراعية التابعة للإدارة الذاتية، بموجب عقد يمتد لعشر سنوات، وفي الجهة المقابلة تسلم الشركة إنتاجها من المحاصيل الزراعية إلى الإدارة الذاتية بشكل مجاني، ويبلغ مساحة الأرض، التي زرعتها الشركة ١٢ ألف دونم في ديرك، وألفي دونم في قامشلو، وتهدف الشركة إلى تحقيق اكتفاء ذاتي للبذور والمحاصيل الزراعية في شمال وشرق سوريا، من خلال زيادة الإنتاج الزراعي، وتحسين نوعية البذور.
وأنواع المحاصيل، التي زرعتها الشركة هي “زهرة دوار الشمس، وفول الصويا، والقمح، والذرة، والقطن”.

 

 

 

 

 

 

 

جولات استطلاعية للكشف على المحاصيل الزراعية 
ولمعرفة آلية عمل “شركة الشعب” التقت صحيفتنا “روناهي” مع المهندسة الزراعية “أهين خليل” حيث أشارت في حديثها إلى قيامهم بجولات استطلاعية في الصباح الباكر للكشف على المحاصيل المزروعة واحتياجاتها، وقالت: “يقوم المهندسون بأجراء جولة استطلاعية، من أجل معرفة ما إذا كانت المزروعات بحاجة إلى السقاية أم لا، بالإضافة إلى فحص طول المزروعات، كما يقوم المهندس بفحص التربة”.
فيما لفتت أهين، إلى أن زراعتهم لفول الصويا كانت كتجربة أولية من أجل معرفة نسبة نجاح زراعتها في المنطقة: “نسبة زراعة فول الصويا في شمال وشرق سوريا كانت ضئيلة، وتزرع بشكل خاص في المناطق الساحلية السورية، من خلال زراعتها تبين بأن نسبة نجاحها كبيرة جداً في منطقتنا”.

إجراء التجارب
وأضافت: “تقوم الشركة بأجراء التجارب على الحبوب، وتخصص قسم من الأراضي لأجراء التجارب، في هذه السنة تم زراعة ٤٠٠ صنف من القمح، وذلك لمعرفة الصنف الأكثر نجاحاً في المنطقة، كما تم زراعة ١٢ صنف من نبتة القطن، حيث يتم ري المزروعات عن طريق الرش بالرذاذات، والهدف الأساسي للشركة هو تطوير القطاع الزراعي، وتحسين البذور، وفي المستقبل ستحاول الشركة توسيع نطاق عملها لتشمل مناطق شمال وشرق سوريا كافة”.
وعن الصعوبات والمعوقات، التي تواجههم أكدت أهين: “فيما يتعلق بالصعوبات، التي تواجهنا هي قلة عدد الخبراء الزراعيين، وصعوبة توفير مادة المازوت للآبار وآليات الشركة”.
اختتمت المهندسة الزراعية “أهين خليل” حديثها: نسعى من خلال تطوير الزراعة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وخدمة المجتمع”.