الإمارات/ غزال العمر ـ
وجد في فكر القائد عبد الله أوجلان ضالته ليتعمق في بحثه، عمَا تعايشه القائد، وكافح من أجله، سليم الأحمد شاب عربي، يجد أن إنسانية القائد أوجلان؛ جعلت الشعوب ملتفة حوله أكثر، وبالتالي نشر فكره في أنحاء العالم كافة.
القائد عبد الله أوجلان ليس شخصاً عاديا، ولا سياسياً مغامراً، هو شخص يعدّ قديساً فيما يتعلق بالشعب الكردي، الذي يرى فيه، وفي أفكاره الأب، والقائد، والملهم، ورفيق الكفاح المرير؛ لتحقيق الحلم المنشود، فقد التفت حوله شعوب أخرى، فأصبحت له شعبية كبيرة في أنحاء العالم كافة، نظراً لفكره، الذي نادى به من أجل الشعوب المضطهدة كلها.
منهجه الفلسفي جعله من أبرز المفكرين عالمياً؛ إنسانيته، التي نرى بذورها بقلب كلِّ مواطنٍ، مؤمن بهذا الرجل وبمبادئه، التي تستحق أنّ تُدرس في الجامعات، وتؤرخ في الكتب.
“القائد الإنسان”
“القائد الإنسان” بهذه الجملة يختصر حديثه الشاب سليم الأحمد (ثلاثة وثلاثون عاماً)، والذي سرقته دروب الغربة عن مدينته قامشلو منذ سبع سنوات، ليستقر به المطاف في هولندا، ويحصل على جواز سفرٍ أوروبي، لم يمنعه ذلك من التعمق، والغوص بتفاصيل رجلٍ سياسي، يَكِنُ له الاحترام لشدة الحبّ المتبادل، بينه كقائد، وبين شعبٍ يحلم بأنّ يُفك أسره كلّ يوم.
يصف الأحمد نفسه بالعاشق للفكر الفلسفي للقائد الفذ عبد الله أوجلان، الذي يروي بفكره عطش الإنسانية المفقودة في هذا الزمن كما يعبر عنه الشاب.
يتحدث الأحمد عن مدى تمسكه بنهج القائد، رغم قصر المدة، التي واكبها في ظل الإدارة الذاتية “كنت أُعجب بالشباب الكُرد منذ أيام المدرسة، كانوا متمردين عنيدين ولديهم وفاء وصدق”.
كان يتمنى في قرارة نفسه، لو يستطيع التقرب منهم، وتعلم لغتهم، والتعمق بتاريخهم، ودراسة ثقافتهم، لكن أوضاع البلاد لم تكن تسمح بذلك الأمر، وكان يُصنف من يفعل هذا بـ “العميل الخائن”.
يقول الأحمد: أكثر ما لفت انتباهه بفكر القائد هو إنسانيته، وفهمه الراقي لأخوة الشعوب، ونظرة التقديس للمرأة والطفل والطبيعة: “قرأت عن زواج أخته، بعمرٍ صغير، وكيف سرد ذلك بطريقةٍ تحارب الفكر الذكوري السلطوي، وكيفية شعوره بدميةٍ، تركتها أخته وحيدةً في أرض البيت، لتدفن طفولتها بأحضان رجلٍ يكبرها بسنين”.
وعن أكثر ما يعجبه بفكر القائد، يقول: “إنّ الشخص الذي يرى في المرأة شيئاً عظيماً، ويعطيها حقها، هو مفكر عظيم لأنّه يؤمن بقدسية المرأة، وبرسالتها السامية في الحياة، رأيناها في المجالات كلها، وناجحة بالأصعدة كافة، ما يؤكد كسبه للرهان، ونصره لقضيتها، التي يراهن عليّها”.
يقول الشاب المتعمق والمتشبع بفكر القائد “آبو” إنّه لم يتمالك نفسه، عندما بدأ بقراءة أول كتابٍ يسرد تفاصيل حياته، وكيف دمعت عيناه، عندما وصل للمؤامرة، التي حيكت ضده من قبل دولة الاحتلال التركي والدول المتآمرة معها: “لم أقرأ كتاباً يتعلق به إلاّ وشعرت بالصدق، وبالحماس حول ما كُتِبَ بحقه؛ هو بالفعل قائدٌ أُممي”.