سيدات الآساييش نموذج في عشق كرة السلة وحفظها من الاندثار

قامشلو/ جوان محمد ـ

مازالت سيدات الآساييش لكرة السلة بمقاطعة الجزيرة يخرجنَ للتدريبات باستمرار، ولم يشعرنَ باليأس ولا بنقص شغفهن تجاه هذه اللعبة، رغم مرور عدة سنوات بدون تنظيم أيّة بطولة رسمية لهن بالمقاطعة حتى الآن.

ولعبة كرة السلة أبصرت النور في العام 2017 عبر بطولة على صعيد المدن، وحققت لاعبات مدينة قامشلو اللقب وقتها، وفي العام 2018 تقرر أن تقام أول بطولة رسمية للأندية من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي سابقاً المجلس الرياضي حالياً.

وغابت البطولات الرسمية منذ العام 2021 وإلى الآن، علماً أن الآساييش هو الفريق الوحيد الذي واظب منذ سنوات على تنشيط لعبة كرة السلة، والذي استطاع الحفاظ على بقائها، وعدم وصولها للاندثار مثل العديد من الألعاب الأخرى، وأهم خطوة اتخذها بعد الإبقاء على فريقه للسيدات والرجال، كان بافتتاح مدرسة للعبة كرة السلة لتعليم أساسيات اللعبة للفئات العمرية ولكلا الجنسين بالعام 2020.

وهذه المدرسة مازالت مستمرة إلى الآن، وتخرّج سنوياً أكثر من مئة متدربة ومتدرب، ونتج عن هذه المدرسة على الصعيد النسائي لجانب فريق السيدات فريقي الشبلات والناشئات.

سيدات الآساييش يحملن ألقاب بطولات إقليم الجزيرة كافة، فقد فزن بلقب أول دوري للأندية عام 2018 وأيضاً لقب النسخة الثانية عام 2019، وتصدرن مرحلة الذهاب في الموسم 2020 ـ 2021، برصيد ست نقاط، وكان من المفترض أن تقام منافسات مرحلة الإياب في شهر آذار من العام 2021، ولكن هذه المرحلة لم تُقَم بعد أن تم حل فريق برخدان، وبعدها بسنة تم حل فريق دجلة، وهكذا بقيت سيدات الآساييش يكافحن وحدهن للبقاء والحفاظ على هذه اللعبة، وذلك بالاستمرار بالتدريبات بالرغم من الظروف الأمنية التي كانت تمر بها مدينة قامشلو، والتي كانت تتعرض كل فترة لهجمات من قبل دولة الاحتلال التركي، بالإضافة لالتزام اللاعبات بالدراسة، علماً حصلت بعض المباريات الكرنفالية، والتي تُعد على أصابع اليد الواحدة، فضلاً أنها لن تكون مجدية في تطوير اللعبة لأنه حتى الآساييش في المباريات الكرنفالية كان يعتمد الفريق الآخر الذي يلعب معه بالمباراة على بعض من لاعبات الآساييش نفسه، لذلك هذا الأمر لن يفيد ويطوّر اللعبة بالشكل المطلوب.

لا استسلام

ورغم كل ذلك لم يتغلب اليأس على اللاعبات، بل قاومن بالتعاون مع كادرهن الفني والإداري وعلى وجه الخصوص مدربهن الكابتن ثائر إبنية بهدف الحفاظ على هذه اللعبة وعلى عدم اندثارها، كما أنه في العام الماضي جرت خطوة وأيضاً كانت بمساعدة من الآساييش بتشكيل فريق برخدان للسيدات لكرة السلة، ولكن وجود فريقين فقط لن يكونا كافيين لتنظيم بطولة للعبة، لأنه يتطلب على الأقل أربعة فرق، ومع عدم وضوح معالم إن كانت هناك فرق أخرى سوف تتشكل في الفترة القادمة، فالكرة هنا تصبح في ملعب المجلس الرياضي الذي يتحجج هو الآخر بعدم تنشيط اللعبة من قبل الفرق المتواجدة بمقاطعة الجزيرة، ولكن في حال لم يتم تقديم الدعم الحقيقي والاهتمام اللازم لهذه اللعبة من قبل الجهات المعنية، فكيف للفرق أن تنشط لعبة كرة السلة بمقاطعة الجزيرة؟.

بينما في خضم كل ما ذُكر تبقى لوحات لاعبات الآساييش وهن يتدربن في الصالة الرياضية أو في ملعب كرة السلة ضمن استاد شهداء 12آذار بقامشلو تُشكل بارقة أمل بأن لعبة كرة السلة قد تُبصر النور في المستقبل القريب، وأن تتشكل العديد من الفرق الأخرى، والوقت الذي يتطلب فيه من الجهات المعنية الالتفاف والاهتمام بأي خطوة تصب في هذا الاتجاه.

يُذكر أن أغلب المدن في مقاطعة الجزيرة وحتى إقليم شمال وشرق سوريا تفتقر للملاعب والصالات المناسبة للعبة كرة السلة، لذلك انتشارها وممارستها ضعيفة حتى الآن، علماً أنه في العام المنصرم أُقيمت بطولة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وكانت الأولى من نوعها، وشارك فيها منتخبات مقاطعات الجزيرة والرقة والطبقة، وحققت لاعبات منتخب مقاطعة الجزيرة اللقب، وذلك بعد فوزهن على منتخبي الرقة والطبقة، كما يُذكر أن لاعبات الآساييش هن من مثّلن منتخب مقاطعة الجزيرة وحققن اللقب.