الاحتفالات تعمُّ باكور كردستان بمناسبة تأهّل ’’آمد سبور’’ لدوري الدرجة الأولى

إعداد/ دلير حسن_

العنصريون من جماهير بعض الأندية التركيّة حاولوا بكل الوسائل إيقاف نادي ‘‘آمد سبور’’ وبمساعدة حكومة أردوغان، ولكن بتكاتف الجماهير مع ناديهم استطاعوا تحقيق الإنجاز وحسموا بشكلٍ كبير تأهّلهم لمصافي دوري الدرجة الأولى للرجال للموسم الكروي 2024 ـ 2025.

وقبل نهاية منافسات الدوري التركي للدرجة الثانية بجولة استطاع نادي ‘‘آمد سبور’’ حسم تأهله بشكلٍ كبير لمصافِ الدوري التركي للدرجة الأولى بعد فوزه على فريق ‘‘سوما سبور’’ بهدف دون رد، كما في حال تأهل في الموسم القادم من دوري الدرجة الأولى، فسوف يلعب في الدوري التركي الممتاز.

وعمّت الاحتفالات عموم المناطق بباكور كردستان بهذه المناسبة، ففي مدينة ‘‘آمد’’ خرج الآلاف وشاركوا بهذه الفرحة، كما رددوا شعارات تحيا ‘‘كردستان‘‘ وعاش نادي ‘‘آمد سبور’’. كما في مدينة ‘‘نصيبين’’ خرج الأهالي للشوارع وتم إطلاق الألعاب النارية وعُقدت حلقات الدبكة الكردية وعلى نفس المنوال في مدينة ‘‘ماردي’’ ومدن كردية أخرى.

نادي ‘‘آمد سبور’’ حسم تأهله بشكلٍ كبير كما ذكرنا قبل نهاية الدوري بجولة واحدة، ويتطلب أن يخسر بنتيجة عشرة أهداف دون رد، حتى يفقد آماله بالتأهل.

وقد ينظر البعض بأن القضية هي تأهل نادي وصعوده للدرجة الأولى، ولا يعلمون مدى معاناة هذا النادي بالذات الذي تعرّض لهجمات عنصرية عدة مرات على يد الفاشيين من جماهير بعض الأندية التركيّة.

نادي يُكافح ضد الظلم والعنصرية

وفي شهر آذار العام 2023، قام الآلاف من جماهير نادي ‘‘بورصا سبور’’ التركي بالاعتداء على اللاعبين والجماهير المرافقة لنادي ‘‘آمد سبور’’ ضمن منافسات الدوري التركي للدرجة الثانية.

وقبل بداية المباراة بين نادي ‘‘بورصا سبور’’ و‘‘آمد سبور’’، قامت جماهير ‘‘بورصا سبور’’ بسب وشتم الشعب الكردي، ورفعت صور الضابط في “جيتام” “جيم ارسفار” الذي شارك في الاغتيالات للسياسيين والناشطين الكُرد في باكور كردستان بالتسعينيات، والتي كانت تغلق ملفاتها من قبل الحكومات التركيّة المتعاقبة وقتها ضد مجهول.

وتزامن ذلك بالهجوم على الجماهير الكرديّة المرافقة لنادي ‘‘آمد سبور’’، كما هاجم طاقم وبعثة نادي ‘‘بورصا سبور’’ اللاعبين والكادر الفني والإداري لنادي ‘‘آمد سبور’’، وسط عدم تحرّك جدي من قوات الأمن التركيّة المتواجدة هناك، من جانبها قوات الأمن التركية التي اعتقلت 19 شخصاً ليلة المباراة على خلفيّة حادثة الاعتداء، ولكن قامت بإطلاق سراحهم بعد يومين من الحادثة، كدلالة واضحة لرضا هذا النظام القمعي عما حدث.

كما نشر نادي ‘‘آمد سبور’’ على صفحته الرسمية على الفيسبوك منشوراً وقتها وجاء فيه: ” ‘‘آمد سبور’’ كان موجود دائماً، وسيظل موجودًا؛ ولن يختفي مع أعمالكم؛ أعرفوا ذلك جيداً”.

إن تاريخ نادي ‘‘آمد سبور’’ لكرة القدم مليء بالهجمات المتكررة من قبل الدولة التركية والاتحاد التركي لكرة القدم، لأنه يُنظر إليه كرمزٍ للتطلعات الكردية من أجل الحرية، على سبيل المثال منذ عام 2015، تم حظر أعلام ‘‘كردستان’’ في جميع مباريات النادي، وهي حقيقة أدت إلى اعتقال خمسة من الكرد في أيلول 2022 لحيازتهم ‘‘أعلام كردستان’’ وعام 2016.

وهذا يدل على الوحدة التكافلية بين الدولة التركية واتحاداتها الرياضية التي يُفترض ألا تكون مُسيّسة، إذ غالباً ما تصادر الشرطة التركية المتعلقات الخاصة ‘‘بآمد سبور’’ ويتم حظر حضور جماهير جميع المباريات الخارجية، وهو ما حدث في المرة الأخيرة، ففي حين كان لاعبو ‘‘آمد سبور’’ يتعرضون للرشق بالحجارة وبالأواني، فيما يهتف مشجعو ‘‘بورصا سبور’’ بالموت للكُرد، كان تواجد جماهير ‘‘آمد سبور’’ في الملعب محظوراً!

كما أنه لعب تغيير اسم النادي من (ديار بكر سبور) إلى “آمد سبور” قبل عدّة سنوات وبالتحديد في /2015/ قد رفع من منسوب العنصرية لدى الكثير من الأتراك تجاه “آمد سبور”، فالمراقب لمسيرة النادي لابدّ أن يلاحظ تزايد أحداث العنف والمعاملة العنصرية التي يتمّ التعامل معه على أساسها، فبعد تغيير اسم النادي تعرّض لمختلف أنواع التمييز والعنصرية على النادي بشكل عام وعلى لاعبيه بشكلٍ منفرد، ورغم ذلك؛ فإنّ الطرف الآخر الذي يمارس تلك العنصرية لم يواجه أيّ عقاب على سلوكه ضدّ ”آمد سبور” على وجه التحديد، كما أنّ النادي واجه عقوبات بالغرامة المالية بسبب هتاف مشجعيه طلبًا للسلام، وتمّ إغلاق ملعب النادي عدّة مرات لأسباب أمنية.

وفي خِضم كل ما ذُكِر من تعديات وتجاوزات على النادي فقد كافح ووصل حالياً للدوري التركي للدرجة الأولى، وفي حال استطاع الموسم القادم كسب بطاقة التأهل للدوري التركي الممتاز، فسوف يزيد المخاوف داخل الاتحاد التركي لكرة القدم وحكومة أردوغان بشكلٍ عام، لأن النادي سيكون قادراً وقتها في حال كان من فِرق المُقدمة في اللعب بالبطولات الأوروبية.