روناهي/ الدرباسية –
أشار سياسيون في شمال وشرق سوريا، إلى أن توجه الانتخابات في باكور كردستان، وتركيا إلى الجولة الثانية، يظهر مدى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، وبينوا أن السبب في ذلك يعود إلى السياسات الاستعمارية، التي انتهجها أردوغان وحزبه، منذ تسلمهم السلطة.
تعيش كل من باكور كردستان، وتركيا، والمنطقة برمتها، حالة حبس للأنفاس مع توجه الانتخابات الرئاسية في باكور كردستان، وتركيا إلى الجولة الثانية، والتي ستجرى في الثامن والعشرين من شهر أيار الجاري.
هي المرة الأولى، التي تحدث في تاريخ الجمهورية التركية، الذي يحمل في طياته معاني، ودلالات كثيرة، أبرزها أن أردوغان وحزبه يعيشون حالة تراجع، وتخبط حاد على مختلف المستويات، فالسياسات الداخلية، التي ينتهجها الحزب الحاكم بقيادة أردوغان أدت إلى مزيد من الجوع، والفقر وسوء الأحوال الاقتصادية للشعب.
كما أن السياسات الخارجية أدت إلى تدهور العلاقات التركية مع كل دول الإقليم تقريبا، بالإضافة إلى العديد من الدول العظمى، هذه الأمور دفعت بالناخبين إلى إعادة النظر في طريقة الحكم في باكور كردستان وتركيا، وقد عبروا عن هذا القرار من خلال صناديق الاقتراع، والتي جعلت أردوغان أبعد ما يكون عن سدة الحكم.
المطلوب تصعيد النضال
وحول هذا الموضوع، تحدث لصحيفتنا السياسي محمد الخضر: “إن توجه الانتخابات نحو الجولة الثانية يعني هزيمة مدوية لأردوغان وحزبه، فأردوغان كان يتوقع أن يحسم الانتخابات من الجولة الأولى، وبنسبة عالية، ولكن جواب الناخب جاء عكس ذلك تماما، حيث أن الناخبين أظهروا بكل وضوح رفضهم لسياسات دولة الاحتلال التركي بقيادة الفاشي أردوغان”.
وأضاف الخضر: “الكرد في هذه الانتخابات أعادوا التأكيد على أن الكلمة الفصل لهم، من خلال موازاة الكفة بين المرشحين الرئيسيين، الذين يسعون اليوم لكسب ود الكرد؛ لنيل أصواتهم في الجولة القادمة، وعلى هذا الأساس؛ فإن المطلوب اليوم هو المضي قدما بالنضال، الذي يخوضه الكرد في باكور كردستان، والإصرار على إعلاء كلمة الديمقراطية الحقيقية، التي سلبهما أردوغان وحزبه من الشعب الكردي وبقية الشعوب التركية، خلال أعوام تفرده بالسلطة”.
السياسي محمد الخضر أنهى حديثه: ان “كل من باكور كردستان وتركيا، يعيشان اليوم مرحلة مصيرية، فنتائج الجولة الثانية للانتخابات ستحدد الوجه المستقبلي لهما خلال عقود قادمة، وبغض النظر عن النتائج، التي ستتمخض عن الانتخابات، فإن نسبة الجولة الأولى تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك هزيمة حزب العدالة والتنمية، وأردوغان، وتؤكد مدى يقظة الشعب لسياساته الاستعمارية”.
مركزية القضية الكردية
ومن جانبه، تحدث الناشط السياسي عمار عبد الله قائلا: إن “الكرد في الانتخابات الأخيرة اتخذوا موقفا ثوريا، من خلال تأكيدهم على مركزية قضيتهم الديمقراطية، والتي يجب أن تؤخذ بالحسبان أياً كان الفائز، ونتيجة لعقود من التهميش والإنكار والهجمات بحق الكرد، من قبل العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، فإن الكرد ارتؤوا من خلال أصواتهم في هذه الانتخابات إلى ضرورة تغيير عقلية الحكم، لإمكانية الوصول إلى حل عادل وديمقراطي لقضية الشعب الكردي، ولقضايا الشعب التركي عامة”.
وتابع عبد الله: “هذا الموقف الثوري نابع من حرص الشعب الكردي على الوصول إلى نظام ديمقراطي قادر على إرساء أسس الديمقراطية في البلاد، تلك الأسس التي عجز أردوغان وحزبه عن تحقيقها، ما استدعى إلى قلب الطاولة، والإطاحة بتركيبة الحكم، التي خلفت الخراب والدمار على مدى عقود، ليس في باكور كردستان وتركيا فحسب بل في المنطقة برمتها، لذا لا بد من تغيير الحكم وتبديله بحكم ديمقراطي، قادر على إعادة ترتيب كل ما دمرته سياسة حزب العدالة والتنمية”.
الناشط السياسي، عمار العبد الله، اختتم حديثه بالقول: إن “الإصرار على الموقف الثوري المتخذ في الجولة الأولى يُعد ثورة بحد ذاتها، والكرد وحلفاؤهم، معروفون بثوريتهم، لذلك، فإنهم مصرون على هذا الموقف الثوري، حتى تحقيق التغييرات الجذرية المطلوبة في تركيا”.
