الرقة / المهند عبد الله ـ
استنكر سياسيون الانتهاكات، والجرائم المستمرة منذ أربع سنوات بحق أهالي مدينة عفرين، وأكدوا أن دولة الاحتلال التركي، ومرتزقتها يعملون على تهجير السكان الأصلين من أراضيهم وسط الصمت الدولي وازدواجية المعايير، وأشاروا إلى ضرورة التكاتف مع الإدارة الذاتية، لتوحيد سوريا أرضاً وشعباً دون تمييز أو اقصاء لأحد.
هذه الأيام مرت الذكرى الرابعة لاحتلال مدينة عفرين، حيث تتصاعد وتيرة الانتهاكات لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وفي الآونة الأخيرة زادت من انتهاكاتها في عفرين، في محاولة لتهجير البقية الباقية من أهالي عفرين الصامدين، والأوضاع تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، مع إصرارهم على البقاء لمواجهة هذا الاحتلال.
وبعد احتلال مدينة عفرين من قبل المحتل التركي ومرتزقته، وبعد مقاومة استمرت ثمانية وخمسين يوماً، حيث أدى الهجوم التركي لاستشهاد 498 مدنيّاً، وإصابة أكثر من 696 آخرين، منهم 303 أطفالاً، و213 امرأة، وفقاً لما وثقته منظمات، ومراكز حقوقية تنشط في شمال وشرق سوريا، وهجر على أثر الهجمات التركية أكثر من300 ألف مدني من المنطقة، بحسب إحصائية الإدارة الذاتية لإقليم عفرين.
ويستمر العدوان التركي، والمجموعات المرتزقة الموالية له منذ أربعة أعوام، فيرتكبون الانتهاكات، والفظائع بحق أهالي مدينة عفرين، من خلال التغير الديمغرافي وتغير المعالم الاثرية، وجرفها وتغيير أسماء الشوارع، وتبديل العملة الورقية وسط صمت دولي واضح.
تغيير الدولة التركية ملامح عفرين
وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا بنائب الرئاسة المشتركة للمجلس التشريعي لمنطقة الطبقة شادي الإبراهيم الذي استهل حديثه: “بالذكرى الأليمة الرابعة لاحتلال مدينة عفرين من قبل دولة الاحتلال التركي، تستمر دولة الاحتلال في تغيير معالم المدينة، وتحاول تتريك المنطقة، والسعي لتحقيق إمبراطورية عثمانية تحت مسميات جديدة، نحن لا نعول على المحتل التركي ومرتزقته، الذين باعوا أنفسهم لأجل حفنة من الليرات التركية، ومع كل أسف هم سوريون، ويقاتلون مع صفوف المحتل أبناء بلدهم، ويسعون إلى تهجير أهالي تلك المناطق بقوة السلاح والابتزاز والسرقة”.
وأكد الإبراهيم: “إن هؤلاء المرتزقة لا يمتون إلى الهوية السورية، ولا للقضية السورية، ولا للأرض السورية ولا للجغرافية السورية بصِلة، إنما باعوا أنفسهم مقابل حفنة من الليرات، لمقاتلة أهالي المنطقة، وفرض وجه آخر للإرهاب”.
وأضاف الإبراهيم: “اعتدنا على هذه التصرفات المنافية للأخلاق، والأعمال، والانتهاكات، التي تتعرض لها المناطق المحتلة، من سلب ونهب وتهجير، وتهدف السياسة التركية في المناطق المحتلة إلى الإساءة لقوات سوريا الديمقراطية، والنيل من الإنجازات، التي حققتها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في القضاء على المخطط التركي، وإنهاء الإرهاب الداعشي في مناطق شمال وشرق وسوريا، الذي كان مدعومًا من قبلها”.
واختتم الإبراهيم حديثه: “نحن أبناء شمال وشرق سوريا، نسعى إلى تحرير جميع أراضي سوريا، وبالأخص مدينة عفرين مدينة الزيتون، من أيدي الظلامين، الذين دنسوا ترابها، وعاثوا فساداً، ونحن نبقى على عهدنا في درب النضال، ولن نتراجع خطوة واحدة من أجل تحقيق الحرية، والنصر لمدينة عفرين، ونقدم شكرنا وتقديرنا لقوات سوريا الديمقراطية، التي تواجه المحتل التركي على حدود بلادنا، لنشر الأمن والأمان في مناطقنا كلها”.
تثبيت جذور المحتل في عفرين
ومن جهته قال عضو مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية سلام حسين: “بعد مرور أربع سنوات على احتلال مدينة عفرين من قبل الاحتلال التركي، بمشاركة مرتزقة سوريين بحجة الثورة، حيث شن العدوان التركي هجوماً على مدينة عفرين الآمنة، والتي استقطبت أكثر من 150 ألف نازح من مختلف المدن السورية، وما أثار امتعاض الجانب التركي من نموذج الإدارة الذاتية، المبني على التعايش السلمي، والمشترك بين الشعوب السورية كافة”.
ونوه حسين إلى ربط المنطقة اقتصادياً مع تركيا، من خلال استبدال العملة السورية بالعملة التركية، وإزالة أبراج الاتصال السورية بأخرى تركيا، وتمديد الطاقة الكهربائي من الأراضي التركية، وتدمير الرموز الأثرية، وجرف أضرحة الشهداء، وتبديل أسماء الساحات بأسماء عثمانية، وفرض اللغة التركية في المدارس، وجعلها اللغة الرسمية، وتهجير الشعب الإيزيدي وإجبارهم على تغير ديانتهم.
وأردف حسين: “تستمر دولة الاحتلال التركي، والمجموعات المرتزقة التابعة لها، على ممارسة أبشع جرائم الحرب، من قتل وخطف، وقطع أشجار الزيتون، حيث قطع أكثر من مليون شجرة زيتون، وتم تهجير أكثر من 70 بالمئة من سكان مدينة عفرين الأصليين، ومن تبقى من سكان عفرين، يعانون الويلات من خلال الخطف والقتل، والنهب وفرض الأتاوات، وتبديل الهوية السورية بأخرى مؤقتة، فيُمنع دخول مدينة عفرين دون من حمل البطاقة الصادرة منهم”.
وأشار حسين: “بعد مرور أربع سنوات على الذكرى الأليمة لاحتلال مدينة عفرين، وتمزيق النسيج السوري لايزال العدوان التركي، يحاول زرع الفتن بين مكونات الشعب السوري، ولكن بوعي الإدارة الذاتية، وتكاتف شعوبها نحرر المناطق المحتلة، ومستعدين بالجلوس على طاولة الحوار، للحفاظ على وحدة التراب السوري أرضاً وشعباً، ليعود كل مهجر إلى دياره”.
وتابع حسين: “هناك توثيق من قبل المنظمات الحقوقية في عفرين، ولكن التوثيق وحدة لا يكفي، يجب أن يكون هناك تحرك فعلي بوضع حد للانتهاكات التركية المستمرة في مدينة عفرين، وقد هجر على إثر الهجمات التركية أكثر من 300 ألف مدني من المنطقة، بحسب إحصائية الإدارة الذاتية لإقليم عفرين، والمناطق المجاورة من القرى والأرياف، وتوزع قسم من النازحين في مخيمات العودة وعفرين، وبرخدان، وسردم والشهبا بينما توزع آخرون على 42 قرية، وبلدة بريف حلب الشمالي”.
وأوضح حسين: “يوجد ازدواجية في عمل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، لأنهم يقدمون المساعدات الإنسانية، والإغاثية لمخيمات إدلب الواقعة تحت سيطرة دولة الاحتلال التركية، فيما تضع حججاً واهية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى نازحي عفرين، بالإضافة إلى عدم رفع التقارير حول المنطقة، وهذا دليل واضح على الازدواجية في العمل”.
واختتم سلام حسين: “على المنظمات الدولية، والإنسانية رفع التقارير بخصوص المهجرين في الشهباء، وتقديم المساعدات لهم، وإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان بإبداء رأيهم حول سياسة دولة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة”.
