سياسة التمييز للمعلمين والمعلمات المتعاقدين دفعتهم للمشاركة في الاحتجاجات في إيران

انضمَّ جزء كبير من المعلمين والمعلمات المتعاقدين، في الاحتجاجات الدائرة في إيران، وذلك للتمييز الطبقي الاجتماعي، والوظيفي، الذي تمارسه السلطات في إيران عليهم، ما جعلهم جانبا مهما في الاحتجاجات؛ لتغيير واقعهم بثورة حقيقة مناهضة للقمع والتمييز، مطالبين بمساواتهم مع غيرهم من المعلمين والمعلمات المعينين بنظام التعليم العام.

لا تزال الإضرابات في المدارس، التي بدأت منذ بداية العام الدراسي الحالي مستمرة، وكشكل من أشكال العصيان المدني، كان لها تأثير كبير على الانتفاضة الشعبية.

وكالة أنباء المرأة التقت مع إحدى المدرسات المتعاقدات وتدعى (أ. ب) تحدثت عن قضاياهن ومشاكلهن والاحتجاجات الأخيرة في إيران، وشرق كردستان، فبينت حجم التمييز، الذي يتعرضن له؛ لأنهن نساء.

استغلال النظام الإيراني المتعاقدين من المعلمين

في البداية تحدثت عن الوضع الحالي للمعلمين المتعاقدين، والتمييز الحاصل ضدهم: “أصبحت وظيفة المعلمين في إيران قائمة على الفصل، وبعضهم يتمتع بمزايا أكثر؛ بسبب قربهم من الهياكل السياسية، لكن بعض الناس يعيشون في فقر، ويتعرضون لضغوط مالية؛ لأنهم ليسوا من مؤيدي النظام، ولأنهم ضد الفساد الحكومي”.

وأشارت إلى أن الحركة الطلابية كانت جديدة في إيران: “إن احتجاجات المعلمين الأخيرة كانت ضد مقتل جينا أميني والظلم في إيران، والحركة الطلابية بهذا الحجم الكبير كانت جديدة في إيران، وبهذا الصدد ننوّه أن المعلمين المتعاقدين في إيران يعملون بأجور منخفضة، وفي الواقع يستغلهم النظام الإيراني للعمل لصالحه وتأييده”.

وحول الظروف المعيشية الصعبة للمعلمين المتعاقدين منذ 11عاماً، قالت “على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة، سيتم العمل وفقاً للمادة 17، التي صدرت في 15 أيار 2020، في الجلسة العاشرة للبرلمان، وهذا يعني أن أحد عشر عاما من الظلم والقهر والانتقاص تمارس ضد المعلمين، الذين بدورهم يعانون ظرفا معيشية صعبة، ويتقاضون أجورا متدنية”.

رفض الأجيال الجديدة السياسة الإيرانية

وعن التمييز والإيجارات، التي تُمنح لمن يعتمدون على النظام، ولا يستفيد منها الآخرون، قالت: “بصفتي مدرسة، أعترض لانعدام العدالة بين المعلمين؛ لأنني لا أرتدي الشادور، لم يتم قبولي كمدرسة رسمية، على الرغم من أنه لديّ درجة الماجستير في اللغات الأجنبية، وأنا أقوم بإجراء امتحانات للحصول على الدكتوراه، فمستوى محو الأمية عالٍ لدى بعض زملائي الذكور، لكنهم يسخرون مني؛ لأنني لا أعرف كيف أجيب عن أسئلتهم”.

وعن الاختلاف في التفكير والمنظور بين أصحاب الدخل والآخرين، قالت: “أنا حقاً لا أعرف ما الذي يتحدثون عنه؛ لأنني لا أتفق مع تفكيرهم، فهم لا يعرفون وجهة نظرنا أيضاً، كانت الاحتجاجات الأخيرة لجيل الشباب بمثابة صدمة لهم، فلم يعرفوا أن هذا الجيل الجديد وصل إلى هذا الوعي، ولا يمكن قمعه”.

“معتقداتهم كانت متعارضة مع أسلوب حياتي ولهذا رُفضت”

وأوضحت، أن التمييز يبدأ في اليوم الأول من اختبار التوظيف؛ لأنه بالنظر إلى ملابس المتقدمين يقبل الأشخاص، يجب أن تستند إلى معتقداتهم، حتى يتمكنوا من الحصول على نتائج إيجابية في هذا الاختبار، “لقد تم قبولي في اختبار التوظيف، وارتديت شادوراً رمزياً ليوم التوظيف، عندما دخلت غرفة المقابلة، لف الشادور حول ساقي، وسقطت على الأرض، وضحكوا، وقالوا: إنك لست نموذجية للشادور، ثم سألوني أسئلة عن الحجاب، وأحوال المجتمع، فقلت: إني لا أؤمن بالحجاب”.

وأكدت “معتقداتي كانت متناقضة مع معتقداتهم، ولهذا السبب لم يتم تعييني، وبسبب التمييز السياسي والاجتماعي، يحصل معظم الرجال على وظائف جيدة، وعلى الرغم من أننا ندرس، نحصل على ترقية أقل. نحن نتعرض للتمييز من قبل البنية السياسية، والاجتماعية والثقافية، وليس لدينا المكانة المرغوبة في المجتمع”.