سمر حسين: مؤتمر ستار صوت المرأة الحر

جل آغا/ أمل محمد –

أكدت الإدارية في مؤتمر ستار بناحية جل آغا، سمر حسين، أن مؤتمر ستار هو صوت المرأة، الذي يعبر عن مكانتها، ويحث النساء على تحقيق أهدافهنّ، مشيرةً إلى أن واقع النسوة قبل مؤتمر ستار وبعده تغير بشكل ملحوظ نحو الأفضل.

مؤتمر ستار مؤسسة وجدت لتدافع عن النساء، ولأن للمرأة القيمة المثلى في كل مجتمع، والذي لا يستقر بدونها، أعطت هذه المؤسسة للنساء دفعاً معنوياً للمضي إلى الأمام، وعملت على تخليص المرأة من مخاوفها وأوهامها، التي رافقتها طيلة حياتها، التي قضتها في مجتمع يترأسه الفكر الذكوري المستبد، وفي مجتمع شمال وشرق سوريا، الذي كان مسيطرا عليه الطابع الذكوري، فكانت المرأة تسير وفق ما يهواه هذا الفكر، ولا مجال لها للتعبير عن ذاتها، فجاء مؤتمر ستار ليكون العراب، الذي يرشد المرأة حيث تريد أن تكون، مؤتمر ستار ليس حكراً لفئة معينة، أو لشعب واحد، هو لكافة النساء الثائرات، والحالمات، والمضطهدات.

أُسِّس مؤتمر ستار في ناحية جل آغا ما يقارب من تسعة أعوام، وقد واجه كثيرا من الانتقادات، وخصوصاً في ظل مجتمع عشائري بحت، لم يتقبل الكثير من الأذهان فكرة وجود مؤسسة تدافع عن المرأة، وتعمل جاهدة على بيان مكانتها الحقيقية، وفي هذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” الإدارية في مؤتمر ستار بناحية جل آغا، سمر حسين، وهي من الشعب العربي، فحدثتنا عن ذلك: “كانت فكرة المؤتمر غريبة بعض الشيء في بدايته حتى عند النساء، اللواتي طالما وجدن أنفسهن في قوقعة، يصعب التخلص منها، ولكن النتائج الجوهرية لهذا المؤتمر لاقت استحسان الجميع، حتى من قبل الرجال، الذين انتقدوه في بدايته”.

تغيير مفاهيم المجتمع

وتابعت سمر حسين: “عانينا من مجتمع ذكوري وعشائري، وهذا أكبر عدو للمرأة، وخاصة مجتمع تربع ونشأ على هذا لمدة طويلة من الزمن، كان المؤتمر بعضواته في مهمة صعبة للغاية في مواجهة هذا المجتمع، اليوم المؤتمر هو الوجهة التي تلجأ إليها النسوة، عرّف العالم بأسره من هي المرأة، وما الذي يمكنها فعله، وإلى أين يمكنها الوصول، كانت أولى المهام، التي عمل عليها مؤتمر ستار هو إعادة ثقة المرأة بنفسها، وعدم التقليل من شأنها”.

وزادت سمر حسين بقولها: “لو قارنا اليوم بين وضع النساء قبل مؤتمر ستار، وبعده سنلاحظ تغيراً ملموساً، ونتائج إيجابية، اليوم المرأة تلعب دوراً في المجتمع، ليس فقط في مجال معين كما السابق، إنما في مختلف المجالات السياسية والعسكرية، والاقتصادية، لها بصمتها الخاصة، والفريدة في هذه المجالات”.

 وأردفت سمر حسين حديثها: “المشروع الذي يضع حداً معيناً، ويكتفي ببعض النتائج هو فاشل لا محالة، لذا مؤسسة مؤتمر ستار لا تتوقف عند حد معين، أهدافها واضحة وهي الوصول للفكر الحر للمرأة في المناطق كافة، وتحرير النساء وتدريبهنَّ للانخراط في مختلف مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية”.

ولفتت سمر إلى أن المرأة لم تصل بعد لحقوقها كافة، ولكن العمل مستمر بجهود المؤتمر، وبجهود النساء لنيل المرأة مطالبها في مختلف مجالات الحياة: “أكثر من تسع سنوات من العمل، حققنا فيها الكثير من التقدم والنجاح، ولكن لا يزال الطريق طويلاً لنيل المرأة مكانتها الحقيقية”.

كما ونوهت سمر إلى أن النساء في شمال وشرق سوريا غدت مثالاً يحتذى به في عموم المناطق: “نساؤنا أصبحن قدوة يتغنى بها الجميع، وهذا ما كان ليحدث لولا ثورة روج آفا ومؤتمر ستار، المؤتمر شكل نقلة نوعية في حياة النساء، اللواتي كنَّ يعشنَّ جهلاً تاماً بدورهنَّ، وجهلهنَّ بحقوقهنَّ، حيث يعد مؤتمر ستار المكان، الذي يحتوي النسوة بأطيافهنَّ ومكوناتهنَّ وأعراقهنَّ، مكان واحد استطاع لم شمل كافة النساء، في مواجهة الحياة، وابراز مكانتهنَّ الحقيقية في المجتمع”.