زراعات شتوية في الحديقة المنزلية

فصل الشتاء هو أبرد شهور السّنة؛ حيث تتناقص درجات الحرارة إلى مستويات دُنيا مُقارنةً بالفصول الأخرى، ويعدّ فصل الشتاء بظروفه القاسية نوعاً ما تحدياً حيوياً وبيولوجياً للكائنات الحية التي تحاول أن تتأقلم مع ظروفه الباردة، ودرجات حرارته المنخفضة، لتتمكّن من البقاء حيّةً، وبسبب هذه الظّروف الجويّة الصعبة فإنّ الزراعة في أشهُر فصل الشتاء مهمّة ليست يسيرةً، إلّا أنّها ضروريّة لتوفير الغذاء، لهذا كان البحث دائماً عمّا هو الأنسب والأفضل، لتتمّ زراعته من خضروات وفواكه أثناء هذا الفصل.

إنّ زراعة المحاصيل أثناء فصل الشتاء تُساعد على تحسين جودة التربة الحيويّة والكيميائية والفيزيائية؛ وذلك عبر زيادة نسبة تدفّق الكربون العضوي وكميّة الطاقة الشمسية النافذة إلى عمق التربة.

 إنّ فصل الشتاء بالغ الأهمية على الصعيد الزراعيّ، فمعظم النباتات موسميّة؛ وهذا يعني أنّ كلّ نوع أو فصيلة منها؛ سواءً كانت خضرواتٍ أو فواكه، لها وقت معيّن أمثَل لزراعتها؛ لتُعطي النتيجة المرجوة منها؛ فالنباتات التي تُزرَع في فصل الشتاء تُسمّى الخضار الشتويّة أو الفواكه الشتويّة، وهي تُزرَع أثناء فصلَي الخريف والشتاء، وتنضج قبل حلول فصل الربيع.

نباتات تُزرَع في فصل الشتاء

 يمكن زراعة الكثير من المواد الغذائية في فصل الشتاء، فهي لا تحتاج الى مساحات كبيرة أو الكثير من العمل، وهي ممتعة أيضاً فهي توفر الطعام الصحي والمنظر الجميل في الحديقة، وفيما يأتي بعض النباتات التي يمكن زراعتها في الشتاء:

الثوم: يتم وضع بصيلات الثوم الموجودة في المشاتل في التربة دون تقسيمها، ولكن مع مراعاة وجود مسافة بين كل بصيلة والثانية تقدّر بـ 10.16سم تقريباً، لذلك لا يحتاج الثوم إلى مساحة واهتمام كبيرين، ويفضل عدم سقايته حتى بروز براعمه وتركه للمطر ليسقيه.

البصل: من الممكن زراعة بذور البصل أو بصيلاته، وتناسبه التربة المعتدلة غير الرملية أو الطينية والغنية، كما تلائمه السقاية بالماء العادي، وشهرا كانون الثاني وشباط هما الأنسب لزراعة البصل، ومن الجدير بالذكر أن البصل الأخضر يتم اقتلاعه بعد حوالي ستة أسابيع من زراعته.

الفجل: توجد أنواع عدة من الفجل غير المتعارف عليها، مثل الفجل الأبيض، وتكون عملية نمو الفجل سهلة ولا تحتاج إلى الوقت، ويمكن لبعض أنواعه أن تكون جاهزة خلال شهر أو أقل من تاريخ زراعته.

الخس: الخس شبيه جداً بالبصل، إذ تلائمه السقاية بالماء العادي وزراعته بالتربة الغنية، توجد أنواع كثيرة من الخس، فهناك أنواع من الخس مناسبة للأشهر الباردة، وأنواع مناسبة للأشهر الدافئة، أما أنسب الأشهر لزراعته فهما شهرا كانون الثاني وشباط.

البازيلاء: يتم دفن بذور البازيلاء في تربة غنية بعمق 2.5-5 سم، ووضع عصا طويلة بجانبها ليتسلق ويلتف حولها النبات، وتجب تغطية براعم البازيلاء بغطاء يسمح لها بالحصول على أشعة الشمس والمطر، ويمنع الطيور من تناولها، وشهرا تشرين الثاني وشباط هما أنسب وقت لزراعة البازيلاء.

البطاطا: البطاطا شبيهة بالبازيلاء، فهي تزرع في شهر شباط وتحصد بعد ثلاثة أشهر من زراعتها، وهي ممتعة في الحصاد تبعاً لنوعها. تزرع البطاطا باستخدام أجزاء من الدرنات لديها على الأقل عين واحدة، أو من درنات كاملة صغيرة.

السلق السويسري والخضروات الخضراء الأخرى: يشبه السلق علامة التعجب في الحديقة الشتوية؛ بحيث يكون لون سيقانه وردياً أو أحمر أو أصفر، وينمو السلق على طول السنة، وتُستخدَم البذور لزراعته، أما بالنسبة للخضروات الخضراء الأخرى كالسبانخ فهي سهلة الزراعة أيضاً، وتلائم معظمها درجات الحرارة المنخفضة، فإذا تم توفير التربة الغنية والجو البارد سيتم تناولها طازجة على مدار العام.

نباتات أخرى تُزرَع شتاءً: الشمندر، والقرنبيط، والملفوف، والجزر، والأعشاب، وزهور البتونيا، والنباتات المعمرة في المنطقة.

كيفية الزراعة في فصل الشتاء

 للحصول على محصول فصل الربيع نستطيع أن نبدأ بزراعة البذور في فصل الشتاء، حيث يتم استخدام البيت الزجاجي أو الدفيئة (بالإنجليزية: greenhouses)، المصنوع من أوعية بلاستيكية تمت إعادة تدويرها، حيث يتم وضعها خارج المنزل في الأجواء الباردة والمثلجة، وبهذا لن تحتاج مساحة داخل المنزل، حيث تنبت البذور عندما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع تزامناً مع بداية فصل الربيع.

الأدوات اللازمة لعملية الزراعة

الأدوات اللازمة مجموعة من المواد للبدء، وهي كالآتي: أوعية بلاستيكية أو ما يسمى بحاويات بذر الشتاء، تربة بوتنغ، بذور، مقص، شريط لاصق، سكين معدني أو آلة الحفر قلم رصاص، بطاقات لاصقة لتعليم النبات.

زراعة البذور في فصل الشتاء

يجب اتباع الخطوات الآتية للزراعة: اختيار الوعاء البلاستيكي المناسب للزراعة، ومن المهم أن يكون الوعاء بلاستيكياً ولا لون له، ويجب أيضاً أن يكون طوله وعمقه مناسبين لنمو النبات وكمية التربة داخله، البدء بتجهيز وعاء الزراعة وذلك بتنظيفه وتعديله إذا كان بحاجة إلى ذلك، مثلاً إذا كان طويلاً جداً يجب قصه للتمكن من الزراعة فيه، وفتح ثقوب أعلى وأسفل الوعاء، ويجب ثقب كمية كافية في أسفل الوعاء لتصريف المياه لمنع غرق البذور، وإزالة غطاء الوعاء أو فتح ثقوب مساوية لعدد الثقوب في القاع، حيث تسمح هذه الثقوب للرطوبة والأمطار بالدخول وتهوية الوعاء كي لا ترتفع درجة حرارته، وضع التربة داخل الوعاء، مع مراعاة عدم استخدام تربة من الحديقة، واستخدام تربة بوتنغ معقمة وجديدة، زراعة البذور المراد زراعتها، مع مراعاة اختيار البذور المناسبة للزراعة في فصل الشتاء، كتابة اسم النبات على الوعاء باستخدام شريط لاصق، أو بطاقة لاصقة أو على الوعاء نفسه.

بعد الزراعة يجب سقي البذور والتربة بالماء، والتأكد من أن التربة في الوعاء رطبة كلها بالقدر نفسه، وترك الوعاء لتصفية المياه قبل نقله إلى الخارج، تغطية الوعاء بغطاء ضيق، ويمكن استخدام الشريط اللاصق للمساعدة، نقل الوعاء إلى الخارج، مع مراعاة اختيار المكان المناسب بحيث يكون محمياً من الرياح القوية، وتصله الشمس والرطوبة، ويكون بعيداً عن الأطفال والحيوانات، ترك الوعاء في الخارج حتى فصل الربيع، حيث يمكن للثلج أن يغطي الوعاء لبضعة أشهر دون أن يؤثر عليه.

عند ارتفاع درجات الحرارة وبداية فصل الربيع، يجب مراقبة الوعاء بانتظام للتحقق من وجود الشتلات، والتأكد من عدم ارتفاع درجة الحرارة في الوعاء وجفاف التربة، سيصبح الوعاء كدفيئة صغيرة تحتفظ بداخلها على الحرارة لذا يجب تهويتها، وإزالة الغطاء عند ملامسة الشتلات للجزء العلوي من الوعاء، يجدر بالذكر أن النباتات المزروعة في فصل الشتاء تجف بسرعة كبيرة، لذا يجب الاهتمام بها، والتحقق منها على الأقل مرة واحدة في اليوم، وسقايتها بالماء إن احتاجت إلى ذلك، وإذا انخفضت درجات الحرارة فيجب تغطية الوعاء ببطانية أثناء الليل.

وكالات