سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رغم الزلزال.. حكومة دمشق مستمرة في سياسة التجويع بالشهباء

الشهباء/ فريدة عمرـ يواجه الآلاف من الأهالي في مقاطعة الشهباء، والأسر المتضررة، الوافدين إليها إثر الزلزال، حصاراً حكومياً خانقاً؛ ما ينذر بكوارث إنسانية، في ظل تقاعس المنظمات الإنسانية للقيام بدورها.    

تواجه مقاطعة الشهباء، ومنذ أكثر من خمسة أشهر، حصاراً خانقاً تفرضه حكومة دمشق، من خلال منع دخول المواد، والمستلزمات الهامة إليها، حيث واجهت المقاطعة صعوبات عديدة، نتيجة تداعيات الحصار، وتأثيراتها على نواحٍ خدمية في المنطقة، منها عمل البلديات، والأفران والقطاع الصحي، والتعليمي، لكن وبالرغم من حدوث الزلزال، وتوافد الآلاف من الأسر المتضررة من أحياء الشيخ مقصود، تستمر تداعيات الحصار على المنطقة، وعرقلة إيصال المساعدات إليها، لتواصل حكومة دمشق سياستها اللا إنسانية في ظل كارثة إنسانية حقيقة.

تقاسم المؤونة تخفيف من المأساة

وفي هذا السياق، التقت صحيفتنا “روناهي”، إدارية منسقية المخيمات “أليف عثمان“، والتي تطرقت في مستهل حديثها إلى استقبال الإدارة، والأهالي للأسر المتضررة: “توافد الآلاف من الأسر المتضررة من أحياء الشيخ مقصود، بعد الزلزال الأخير، صوب مقاطعة الشهباء، ورغم المعوقات، والصعوبات، اللتين يعيشهما مهجرو عفرين، إلا إنهم تقاسموا خيمهم مع الأسر المتضررة الوافدة إلى مقاطعة الشهباء، فالعديد من الأهالي استقبلوا عائلتين، أو أكثر في منازلهم، أو خيمهم، ويتقاسمون معهم لقمة الخبز، ورغم كل ما يعانونه من مصاعب، إلا إن الموقف الإنساني وتقاسم العيش في ظل هذه المرحلة الصعبة، من الأهالي، جدير بالتقدير، ومثالٌ قويٌّ على تضميد الجراح، والوقوف جنباً إلى جنب”.

الحصار كارثة وستوِّلد كوارثَ أخرى

وأشارت أليف في حديثها، إلى استمرار سياسة الحصار المفروضة على المنطقة، في ظل الكارثة الإنسانية: “إن ما تفرضه حكومة دمشق من سياسة حصار، وتجويع الآلاف من المدنيين، والمهجرين، جريمة لا تقل عما يفعله المحتل التركي من جرائم، فإنها جريمة بحق الإنسانية، وستؤدي إلى كوارث أخرى، فقد توافد الآلاف من الأسر المتضررة إلى المنطقة ليواجهوا صعوبات في تأمين أبسط مقومات الحياة، ومستلزمات حياتية يومية، وأهمها مادة الغاز والمازوت، اللذين يعدان من المواد  الرئيسية والضرورية في المنطقة، لعمل مولدات الكهرباء، وتأمين المياه، وعمل الأفران، والنظافة، والمستشفى، والمراكز الطبية، وبفقدانهما يواجه الأهالي صعوبة في تأمين المستلزمات الضرورية؛ بسبب صعوبة إيجاد مادة الغاز، بالإضافة إلى المعاناة في تأمين حليب أطفالهم، لذلك على حكومة دمشق رفع الحصار عن المنطقة لما له من تداعيات سلبية، تنذر بكوارث حقيقة تهدد المنطقة وحياة الآلاف”.

على المنظمات الإنسانية القيام بواجبها

وناشدت إدارية منسقية المخيمات “أليف عثمان” في ختام حديثها، المنظمات الإنسانية للقيام بواجبها، وعدم التسييس بالملفات الإنسانية: “إنَ الوضع، الذي نمر به عقب الزلزال المدمر، يتطلب موقفاً حازماً وواضحاً، بعيداً عن التسييس بالملفات الإنسانية والمصالح الشخصية، على حساب أرواح الآلاف من البشر، فمحاصرة السوريين في سوريا، جريمة بحق الإنسانية، واستغلال الوضع، الذي يعيشه الآلاف من المتضررين كارثة أكبر، فعلى المنظمات المعنية القيام بواجبها الأخلاقي والإنساني والقانوي”.

ويشار إلى أنَ، أكثر من 3066 أسرة متضررة، توافدت من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، صوب مقاطعة الشهباء، التي تعاني هي الأخرى حصاراً حكومياً خانقاً منذ أكثر من خمسة أشهر.