فلك ناز أوجا: الزلزال يفضح فساد حكومة العدالة والتنمية

روناهي/ الدرباسية – تسعى حكومة العدالة والتنمية، تدارك الفضيحة، التي لحقت بها إثر الزلزال الأخير المدمر، فتعاملها مع آثار الزلزال لم يكن تعاملاً مسؤولاً، غير آبهةٍ بحياة الأهالي.

كشف الزلزال، الذي ضرب باكور كردستان في السادس من شباط الجاري، الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التركي من نواحٍ عدة، فمن جهةٍ، كشف حجم الدمار، والفساد المستشري هناك، حيث أن الدمار، الذي خلفه الزلزال، أثبت أن الأبنية في المناطق المتضررة، كانت تفتقر لأدنى مقومات الحماية والأمان، والتي من المفترض أن تكون هذه الأبنية الضخمة، التي يسكنها عدد الكبير من السكان بمواصفات فنية عالية، وخاصة معروف أن تركيا هي منطقة زلازل دائمة، فتبين أن المواصفات الفنية المطلوبة للأبنية هناك، لم تكن موجودة إلا على المخططات الورقية فقط، لكن الرقابة الفنية كانت ضعيفة وغائبة عن المتابعة؛ ما ينذر بفساد كبير عند المقاولين، ومن يحميهم من السلطة هناك.

من جهةٍ أخرى، فإن بطء استجابة فرق الإنقاذ لهذه الكارثة، كان كورقة عباد الشمس، والتي كشفت مدى استهتار حكومة العدالة والتنمية بحياة الأهالي، فعمليات الإنقاذ هناك لم تقم بعملها إلا بعد ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، وذلك بعد وصول فرق إنقاذٍ خارجية، والتي شرعت البدء بعمليات الإنقاذ، وما إن بدأت تلك الفرق بمغادرة البلاد بعد إنهاء مهامها، حتى هرعت آليات حكومة العدالة والتنمية إلى المناطق المتضررة، وبدأت بإزالة الأنقاض بشكل عشوائي وهمجي، دون أي اهتمام لإمكانية وجود أحياء تحت الأنقاض، ودون إبداء أي احترامٍ للضحايا، الذين لا زالوا موجودين تحت الأنقاض حتى الآن، ما أدى إلى تقطيع تلك الجثامين، ناهيك عن الأمراض، التي ستنتشر في المنطقة إثر ذلك.

تشويه الحقائق

أثارت إجراءات حكومة العدالة والتنمية، استهجانا في باكور كردستان، حيث طالبت العديد من الأطراف السياسية والمجتمعية، ضرورة الوقف الفوري لهذه الأعمال، وضرورة القيام بها بشكل منظم، حيث يأخذ وجود الناجين تحت الأنقاض بعين الاعتبار.

وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا “روناهي” الإدارية في حزب الشعوب الديمقراطية HDP “فلك ناز أوجا”، فعقبت على هذا الموضوع: “منذ وقوع الكارثة، ونحن في حالة استنفارٍ في المناطق المتضررة، ونسعى لتقديم المساعدة، ومد يد العون لشعبنا، كما ونساهم في إنقاذ أهلنا العالقين تحت الأنقاض، وذلك بمشاركة العديد من رفاقنا، وأصحابنا من مدن كردستان وتركيا كافة”.

وأضافت: “في الأيام الأولى من الكارثة، لم يكن هناك أي تواجد لحكومة حزب العدالة والتنمية؛ ما ولد احتجاجات لدى الأهالي، ولتستطيع تدارك هذا الموقف، تحاول حكومة العدالة والتنمية، وبشتى السبل تغطية تقصيرها، فتقوم بعرقلة الجهود الرامية للتخفيف من آثار الكارثة”.

انتقادات داخلية وخارجية

وزادت فلك ناز: “إن الأسلوب، الذي اتبعته حكومة العدالة والتنمية في إزالة الأنقاض، أثار موجات استياء كبيرة لدى المجتمعين الداخلي والدولي، حيث عبر العديد من فرق الإغاثة الدولية، والتي كانت تتواجد على الأرض في الأيام الأولى من الكارثة، عن رفضها للأسلوب المتبع من حكومة العدالة والتنمية في إزالة الأنقاض”.

 ونوهت: “إن عملية إزالة الأنقاض، يجب أن تتم بأسلوب مدروس ومنظم، وباستخدام آلياتٍ مخصصةٍ، لمراعاة إمكانية وجود ناجين تحت الأنقاض، ولكن بالأسلوب الذي تتبعه حكومة العدالة والتنمية، فاحتمالية العثور على ناجين تتضاءل وتقترب من الصفر”.

وتابعت: “هذا الأسلوب يعدّ أسلوباً همجياً في التعامل مع الضحايا، الذين لم يتم انتشال جثثهم بعد من تحت الأنقاض، وهذا ما أكده العديد من ذويهم، حيث يؤدي هذا إلى تقطيع جثثهم، وانتشار الأوبئة في المنطقة، فضلاً عن دفن العديد من الجثث دون تدوينها في السجلات، أو إخراج شهادات وفاة بأسمائهم، وذلك للتقليل من أعداد الضحايا، الذين فقدوا حياتهم جراء الزلزال”.

الكارثة التي سبقت الانتخابات

واستمرت فلك ناز: “مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التركية، تحاول دولة الاحتلال التركي إخفاء الحقيقة، التي أدت إلى تأثير المنطقة بهذا الحجم، من حيث التقصير والفساد، اللذين تتميز بهما حكومة العدالة والتنمية، والذي تحاول وبزعامة أردوغان، تدارك الموضوع قبل حلول الانتخابات، لما ستسببه من تراجع في عدد الأصوات، التي يمكن التعويل عليها في سير الانتخابات الرئاسية القادمة”.

الإدارية في حزب الشعوب الديمقراطية HDP “فلك ناز أوجا”، اختتمت حديثها: “تحاول العديد من الأطراف، وعلى رأسها حكومة العدالة والتنمية، إعطاء الأولوية لمسألة الانتخابات، وذلك على حساب كارثة الزلزال، لكن أولويتنا الآن هي إنقاذ شعبنا العالقين في الأنقاض، لذا، ففي هذه المرحلة لا نعير أي اهتمام للانتخابات، بل يرتكز اهتمامنا على كيفية التخفيف من هول هذه الكارثة على شعبنا”.