رسائل البناء والمقاومة…. يكتبها طريق (السلام)

الحسكة/ آلان محمد –

تمَّ إنهاء المرحلة الأولى من مشروع تعبيد الطريق الواصل بين مدينتي الرقة والحسكة، بطول 154 كم، وأطلق عليه” طريق السلام”.

ربما يحمل مسمّى” طريق السلام” في طياته الكثير من المعاني الإنسانية، والرسائل السياسية، لتبقى ماثلة لمن يفهم معانيها، إذ تقوم الإدارة الذاتية عبر مؤسساتها المختصة بإكمال مسيرة البناء، وخدمة الشعوب، وتطوير البنى التحتية، في رسالةٍ مباشرة للمحتلّ التركي ومرتزقتهِ، مفادها؛ لن تثنينا جرائمكم وتهديداتكم عن بناء مشروع الأمة الديمقراطية، لتكرس من خلالها شكلاً من أشكال المقاومة والدفاع عبر البناء والتطوير.

طريق طويل بمواصفات عالمية

في خضم العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وعلى الرغم من الظروف السياسية والعسكرية الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، أنهت هيئة الإدارات المحلية، والبيئة لشمال وشرق سوريا، وبدعمٍ من المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، المرحلة ما قبل النهائية من تنفيذ مشروع طريق السلام الواصل بين مدينتي الرقة والحسكة، وللحديث عن الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيس المشترك لهيئة الإدارات المحلية والبيئة في شمال وشرق سوريا ’’جهاد عمر’’ حيث قال: “مع انتهاء المرحلة الأولى من المشروع، أصبح جاهزاً للسير ومرور المركبات، لنبيّن أنَّ المسيرة الخدمية، لا زالت، وستبقى في أوجها، واعتمدنا في تعبيد طريق السلام المواصفات الفنية والقياسية المطلوبة كافّة، لأنّه يعدّ الشريان الرئيسي لمدن وأقاليم شمال وشرق سوريا”.

المنحى السياسي والاستراتيجي من الطريق

بعد قطع طريق (للأم فور) ودرءًا للمخاطر المحيطة بهِ، التي تسبّب بها أيادي الغدر التابعة لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، كان لابُدّ من إيجاد البديل المناسب، وبالفعل تمّ العمل على تعبيد الطريق الواصل ما بين الرقة والحسكة، والذي يقع جنوب مدينة الحسكة، ويعدّ الطريق البالغ طولهُ 154 كم ذا منحى استراتيجي مهمّ بالنسبة للإدارة الذاتية، وبالفعل تمت المباشرة بالعمل مع بداية الشهر السادس من عام 2020 وكان هناك تأخير لعدّة أسباب أهمها: عدم توفر مادة ’’البيتومين’’ المطابقة للمواصفات المطلوبة والأساسية، لذا قامت هيئة الإدارات المحلية والبيئة بإنشاء مصفاة خاصّة لإنتاج مادة البيتومين 70/60 وتمَّ  تزويد الطريق بكمية 5000 طن، وعلى أساسها تمّ الانتهاء من الطبقة الأولى بطول 120 كم، وتمّ تصفير بطول 30 كم، وفي الصيف القادم سيتمّ مدّ الطبقة الثانية، وإنجاز الطريق كاملا.

المعوّقات والصعوبات

كان هناك العديد من المعوقات، التي أثّرت سلباً على انجاز العمل بالوقت المطلوب، وكان لا بدّ من العمل وفقاً للشروط المطلوبة، ومن هذهِ العوامل كما أوضحها عمر:

“ظهور مادة البيلون ممّا استدعى استبدالها، رفضنا تزفيت الطريق بمادة البيتومين القديمة؛ لأنها لا تحقق المواصفات الفنية المطلوبة، وكثرة العبّارات والجسور البالغ عددها 150 عبّارة؛ لتساعد القرى الواقعة على الطريق بتصريف مياه السيول مثل: قرى عب الشوك، وعين الحارّة والناصري، وأبيض ومخروم، وتوينان، وأيضاً الترميم الضروري كمرحلة أساسية قبل التنفيذ،  وأيضاً كانت هناك مرحلة التأسيس المتمثّلة باستبدال التربة الضعيفة، ووضع طبقتي بقايا وطبقتي حجر مكسّر، وتمّ الانتهاء من إنشاء طبقة إسفلت وحيدة بطول 120 كم، ومن خلال الإنشاء من القاعدة إلى أعلى نقطة فيه، يحتاج هذا المشروع لإمكانات دول قوية؛ لتستطيع إنهاءه بهذهِ السرعة والنوعية”

وختم الرئيس المشترك لهيئة الإدارات المحلية والبيئة في شمال وشرق سوريا جهاد عمر حديثهُ “سنبقى مستمرين في مسيرة البناء، وقوتنا تكمن في إنجازنا لعملنا ودعمنا للمقاومة في شتى المجالات الاجتماعية والسياسية والعسكرية”