سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ذاكرة أطفال الأمس ومسنو اليوم تكشف فاجعة حريق سينما عامودا

قامشلو/ دعاء يوسف

في ذاك اليوم الأسود تحولت عامودا إلى بيتٍ كبير للعزاء، وبعد مرور اثنين وستين عاماً على الحادثة، تستذكر المدينة الذكرى بألم وحزن شديدين، المدينة المجهولة للعالم، تحول اسمها إلى ذكرى ألم يعيشها أبناؤها، يضمدون جراحات أحزانهم لوداع 250 شهيدا كرديا من الطفولة البريئة كانوا يحضرون فيلما لدعم ثورات “الأمة العربية”.
يحتفظ كل من عاش الحريق بآلامه، يودعها في القلب، لتسدل الستائر على نوافذ الذكريات، يأبون النسيان، فهل لجرح في القلب أن يستكين؟ وهل لقلبِ أمٍّ أن يغفى، وأنين أولادها وصرخاتهم في مسمعها ومرآها؟ عقود وسنين مرّت على ذاك المساء المشؤوم، المحمل برائحة شواء البشر، وصرخات الأبرياء، واستغاثة فلذات أكبادٍ، ذنبهم إنهم خلقوا كرداً، ففي الثالث عشر من تشرين الثاني عام 1960م فُجِعَت مدينة عامودا باحتراق سينما شهرزاد، وفي مساء ذلك اليوم كانت عامودا على موعد مع الألم والوجع، فتحولت سينما شهرزاد إلى رمادٍ لأجسادِ أطفالٍ أبرياء.
ولربّما يظلّ أخطر ما في أيّة جريمة أو كارثة، غضّ النظر عنها وتجاهلها، لتُلقَى في بحر النسيان بالتقادم من خلال الرهان على القنوط، الذي قد يُصاب به الباحثون عن الجناة، أو الاكتفاء بالحزن المتجدّد على الضحايا، ولكنّ كارثة حريق سينما عامودا المفجعة لم تستطع تقادم الزمن فرضَ نوع من النسيان عليها، كما لم تجدِ تجاهل السلطات المتعاقبة في سوريا لها على دفع الناس إلى نسيانها أو التغافل عنها.
لأنّنا لم نستطع النسيان، فكان لابدّ من فتح صندوق الذكرى، وإطلاق العنان للذاكرة كي تستعيد ما تحتفظ به من تفاصيل في قرارتها، ومع كل ذكرى تظهر تفاصيل كثيرة ترتسم في لوحة تاريخيّة تسدّ الفراغات، التي قد يخلّفها الزمن والإهمال، وتغيير مسرح الجريمة ومعالم المدينة.
لتلتقي صحيفتنا “روناهي” بالناجين من المأساة، كبرت أعمارهم، ولكنهم ذاكرون المشاهد، وكأنها حصلت الأمس، فالصور التي خُزنت في باطن عقولهم لم تمحَ، بل بقيت تعيش على ندبات حروقهم، وتخللت أجسادهم لتنقش على عظامهم راسخة تأبى النسيان.

حريق سينما عامودا
حدثنا المواطن “محمد أمين عبد السلام” أحد الناجين من الحادثة، بعد عمر تجاوز الـ 74عاماً، عن تفاصيل الحريق موضحاً صغر عمره وقتها: “كنت طالباً في الصف السادس، حيث طلب منا المدرس مساعدة مالية للثورة الجزائرية، وكان قدرها نصف ليرة آنذاك، وذلك من خلال عرض سينمائي مخصص لأطفال المدارس، فربح السينما يذهب لدعم الثورة الجزائرية ضدّ الاحتلال الفرنسي”.
ووصف عبد السلام سينما “شهرزاد”، بأنها عبارة عن غرفة بقرابة العشرين متراً، طينية تنسدل على حيطانها الأقمشة الملونة، وبضع طاولات خشبية لجلوس الأطفال، مع جهاز عرض قديم للسينما، وسقف من القش مثبت بأعمدة خشبية: “مكان صغير لم يتسع لمائتي شخص، ووسعنا نحن الـ 500 كردي، لتكون قبر يحوي أكثر من نصف عددنا”.
وتابع عبد السلام حديثه عن العدد الكبير من الأطفال الذي تواجد أثناء العرض قائلاً: “من لم يجد مكاناً على المقاعد الخشبية، التي تزاحمت بالطلاب جلس على الأرضية الترابية بين المقاعد، جلسنا في أحضان بعضنا، وكلنا شوق للسينما التي سنشاهدها”.
وتابع الحديث عن تفاصيل تلك الليلة: “بعد مضي حوالي نصف ساعة من بدء السينما، اندلع الحريق في المحرك القديم للسينما، لتلتقط أول شراراته شاشة السينما، وينتشر عبر أقمشة الحيطان، ويدب الرعب والهلع في قلوبنا جميعاً، فتسابقنا للخروج، إلا أن الأبواب كانت مغلقة في وجوهنا، حيث كان الباب يفتح من الداخل، وليس من الخارج، ولم يستطع أحد فتح الباب بسبب التجمع الكبير أمامه”.
وزاد عبد السلام قائلاً: “العدد كان كبيراً، وجميع الأطفال بأعمار صغيرة، وبسبب التزاحم والتدافع من قبل الأطفال، وقع الكثير على الأرض، وللخوف الذي تملكنا من هول الحادثة اختنق البعض، لنكون نحن عرضاً أليماً لمن عجزوا عن مدِ يد العون لنا”.
الصورة تتجدد في كل ذكرى
بين عبد السلام أنه هرب مع صديقه إلى الدكان الصغير الموجودة داخل السينما، والذي احتوى عدداً كبيراً من الأطفال، وما ساعد عبد السلام والعديد من الأطفال للنجو من الحريق هو وقوع السقف، لكنه خرج بحروق بليغة: “هرب صديقي ناجياً بروحه للخارج من الدكان، فلحقت به للخروج أيضاً، وعند خروجي انغمرت قدمي بين الرماد المشتعل، ووقعت على الأرض فاحترقت يداي، وبصعوبة شاقة وصلت إلى الخارج، كنت أريد النجاة، فلم أشعر بالألم بقدر الخوف، الذي كان يتملكني، وفور خروجي أغمي عليّ”.
أشار عبد السلام إلى أنه شاهد الموت بعينيه في ذلك الوقت، إذ احترق جيلاً كاملاً لمدينة عامودا، ولم يعرف حتى الآن منْ تسبب بهذه الحادثة الأليمة، وتطرق سلام إلى شكاوى أهالي المدينة المتكررة لمدير ناحية عامودا آنذاك حول محرك السينما الذي تزداد حرارته كثيراً، لكن تجاهله لذلك كان متعمداً ربما، وزاد: “أصبحت كارثة لأهالي عامودا وأطفالها، ولو عاش أولئك الأطفال لكان من بينهم عشرات الأطباء والمهندسين، والكتاب والشعراء، ولكانت عامودا بضعف حجمها الآن”.
واختتم المواطن “محمد أمين عبد السلام” حديثه: “مرت عقود، وسنون على تلك الحادثة، ولكن الصورة لم تمحَ من عقولنا، بل تتجدد كل عام مع كل ذكرى، فلم تنسَ عامودا هذا اليوم الأسود الذي مرت به، فقد ذهب ضحيته 250 طفلاً، بينهم من خرج بندوب وحروق، لقد تشوهت قلوبنا قبل أجسادنا، لم ننسَ تلك الحادثة النكراء”.

هدف الحريق
والطفل “إبراهيم رستم” لم ينسَ أنين وصرخات الأطفال، التي كانت تحترق، ولم تغب عن باله تلك الصورة الدامية التي شاهدها بمقلتين صغيرتين، طمحت لتشاهد سينما على شاشة عرض، فتحولت تلك المشاهد لفلم رعبٍ على أرض الواقع، ذلك الطفل ذو الثماني سنوات قد كبُرَ، ليناهز السبعين عاماً، غير متجاوز هذه المأساة التي خلفت حروقاً وندوباً على جسده.
وعن حريق السينما كما يذكره رستم: “أجبرنا على الذهاب للسنيما، كنت في الصف الثالث وقتها، وقد أعجبني الأمر في البداية، فذهبنا إلى قاعة السينما في الدوام الثاني، وكنا جميعاً كرداً، بدأ العرض بعد نصف ساعة من الفلم السنيمائي، عرض حقيقي على أرض الواقع، نار في الجهات، صراخ ورعب، تدافعنا نحو أبواب كانت مغلقة بإحكام لتلتهم النار أجسادنا”.
تابع رستم حديثه: “كلنا أردنا النجاة وقتها، فمن أين لنا مخرج نجاةٍ والأبواب والنوافذ محكمة الإغلاق، والدخان وألسنة النار كفيلة بخنقنا وحرقنا بلحظات، انتهى كلّ شيء في السينما التي باتت أطلالاً من الجثث، والتراب المحترق الذي يخفي تحته جيلاً من أطفال الكرد”.
وصفها رستم “بالمؤامرة”، لتواجد أطفال الكرد فقط دون غيرهم، وثلاث أبواب تغلق آنذاك، وعن خروجه قال: “من خرج كانت النيران قد طالت جسده، كنا نجري للخارج صرخاتنا تسابق أقدامنا من آلام النار، التي أكلت أجسادنا، حتى تسلمنا الأهالي الذين هبوا لنجدتنا”.
لا يعرف رستم من كان السبب لأن الجريمة بقيت طي الإغلاق، ولكنه يوقن جيداً الهدف والغاية منها، واختتم إبراهيم رستم: “كان الهدف القضاء علينا، بصورة واضحة، ففي ذلك الوقت كنا نتعرض لعقوبات شديدة إن تحدثنا بلغتنا الأم، ولكن ما ذنب أطفال لا تفقه شيئاً لتجر لتلك المجزرة، وتكون مسرحية في ملفات النسيان لديهم”.
عقود مرت على الحادثة المؤسفة، التي أدت بحياة أجيال من أبناء عامودا، وما يزال الجرح نازفاً، وما زالت الجريمة مقيدة ضد مجهولين في سجل التاريخ، وكأن بقاء القضية مهملة معلقة يكفل بترميم جراح الأرواح، في حين أن أحداً لم ينس شهيده وفقيده، فكيف لأم فقدت ابناً أو أبناء أن تنسى؟ النسيان لا يبلغ قلوب المكتوين بالنار، ولا يفلح في اجتياح راهنهم ومستقبلهم، ولأن مأساة عامودا كانت وتظل مأساة معممة، فلا بد من المبادرة إلى الاحتفاء بشهدائها، والاحتفاء يكون بإبقاء ملف الجريمة مفتوحاً وضرورة البحث عن الجناة والمتسببين.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle