دور التقنيات الزراعية الحديثة في تطوير القطاع الزراعي

يؤدي استخدام التقنيات الزراعية الحديثة، دوراً مهما في تطوير واقع القطاع الزراعي، وتحسين إنتاجية المحاصيل، والمنتجات الزراعية بصورة عامة، وقد أظهرت العديد من الدراسات والتجارب، التي أجريت على مجموعة من المحاصيل الزراعية، باستخدام التقنيات والأساليب الإنتاجية الحديثة، بأن الاستثمار في تلك التقنيات مجدي من الناحية الاقتصادية والفنية.

يمكن تعريف التقنيات الحديثة، على إنها ابتكارات يتم تصميمها واختراعها، لغرض تسهيل تنفيذ العمليات الزراعية بسرعة أكبر، وبدقة عالية، مقارنة بالأساليب التقليدية المستخدمة.

ووفق هذا التعريف، لا يمكن الحكم بصورة مطلقة على التقنيات كلها بأنها جيدة، وتحقق نتائج إيجابية، أنما هناك عامل أساسي يجب أخذه بنظر الاعتبار عند إصدار الحكم بنجاحها من عدمه، وهو البيئة المستهدفة، أي أن التقنية قد تكون ناجحة ومجدية الاستخدام في بيئة معينة، إلا أن استخدام التقنية نفسها في بيئة أخرى، قد يجعلها غير ملائمة، ولن تحقق الغرض من استخدامها.

إذاً يجب عند الشروع في تبني تقنية جديدة، واستخدامها في العملية الإنتاجية، يجب التأكد من أنها مصممة للبيئة المستهدفة، أو أنها ملائمة لها، لذا يجب بداية تجربة التقنية على مساحة محددة، والتأكد من صلاحيتها وملائمتها لظروف المنطقة.

فائدة التقنية يظهر عند مقدار العائد المتحقق

أما العامل المهم الآخر، الذي يجب أخذه بعين الاعتبار، هو مقدار العائد المتحقق من استخدام هذه التقنية، وهل تبني هذه التقنية سيؤدي إلى تحقيق عوائد تغطي كلفة الاستثمار في هذه التقنية؟، هذا فضلاً عن العديد من العوائد والمؤشرات، التي يمكن استخدامها للحكم، فيما إذا كانت هذه التقنية مفيدة أم لا؟

 بعد أن ثبتت الملائمة والمجدية للتقنية اقتصادياً، يمكن قياس تأثير التقنية على القطاع الزراعي، من خلال التطور في كميات الإنتاج المتحققة من المحصول، وكذلك توفير الجهد والأيدي العاملة، التي يمكن استغلالها للعمل في قطاعات اقتصادية أخرى، تكون بحاجة لها.

ومن أهم التقنيات الزراعية الحديثة، التي تم تجربتها على مستوى العراق، وأثبتت نجاحها تتمثل في تقنية “الري بالرش”، والتي لاقت نجاحاً وإقبالاً كبيراً من قبل المزارعين، لاستخدامها في إنتاج محاصيل الحبوب، كذلك تقنية “الري بالتنقيط السطحي”،  والري بالتنقيط تحت السطحي وخصوصاً لمحاصيل الخضر، تقنية الزراعة الحافظة، والتي انتشرت على نطاق كبير في المنطقة الديمية من العراق، والتي ساهمت في تحقيق العديد من المميزات، منها زيادة معدلات الإنتاجية في وحدة المساحة، وكذلك تحسين خواص التربة، بزيادة تراكم المادة العضوية، فضلاً عن تقليل تكاليف الإنتاج، بتقليل استخدام المكننة الزراعية في انتاج محاصيل الحبوب، وكذلك تقنية التلقيح الاصطناعي في مجال تحسين سلالات الثروة الحيوانية، كما أفاده الاقتصاد المجتمعي في صفحته الرسمية.