قامشلو / رشا علي –
أدان الإداري في قسم المتابعة لبلدية الشعب في قامشلو “دجوار خلف” التفجير الإرهابي الذي حدث في بلدية قامشلو في الحادي عشر من آذار من عام 2014، وأشار إلى أن هذا الهجوم الوحشي الذي طال المدنيين العزل، عمل تخريبي لزعزعة الأمن في المنطقة، ولكسر إرادة الشعوب، مشدداً بالإصرار في السير على نهج الشهداء.
مع الإعلان عن الملامح الأولى، للمشروع الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة، بدأت القوى الخارجية بمعاداته، وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي؛ وذلك عبر شن هجمات عسكرية، وسياسية، واقتصادية على ذلك المشروع، إذ تعرضت المنطقة لهجمات عنيفة من قبل المجموعات المرتزقة، المتمثلة بداعش وبجبهة النصرة وغيرها، من المجموعات، التي كانت تطلق على نفسها اسم “الجيش الحر”، وذلك بتوجيه مباشر من تركيا.
حيث حققت الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، التي كانت حديثة التأسيس إنجازات كبيرة على الأصعدة كافة، وبشكل خاص على الصعيدين الأمني والخدمي، فلم ترق هذه الإنجازات للقوى الاحتلالية، والمرتزقة التابعين لها، وحاولوا جاهدين نشر الفوضى، وضرب الاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا؛ من أجل إفشال مشروعها الديمقراطي وذلك عبر هجمات إرهابية على المدنيين، والمراكز الخدمية، وكان أولى تلك الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من آذار من عام 2014، حيث استهدف تفجير إرهابي فندق هدايا “بلدية قامشلو المركزية” الكائنة في مركز المدينة، وكان الفندق يضم مكاتب خدمية، تابعة لبلدية قامشلو المركزية، التابعة للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، ونفذه ثلاثة انتحاريين من مرتزقة داعش، يرتدون أحزمة ناسفة، وأسفرت العلمية الإرهابية عن استشهاد أكثر من عشرة أشخاص من عمال البلدية، ومن المراجعين، ومن المواطنين الأبرياء المدنيين، بينهم خمس نساء، وإصابة العديد منهم بجروح، وتبنت مرتزقة “داعش” هذه الجريمة النكراء بشكلٍ رسمي.
استهداف المدنيين مُدان إنسانياً وأخلاقياً
وبهذا الخصوص التقت صحيفتنا مع الإداري في قسم المتابعة ببلدية قامشلو “دجوار خلف” الذي كان حاضراً أثناء الهجوم: “لقد تم تأسيس البلديات منذ بداية الثورة، وكانت تعمل في ذلك الوقت على تنظيم الأمور الخدمية وحل مشاكل الشعب، والجميع يعلم أن عملنا خدمي، وبعيد عن الأمور السياسية، وعلى الرغم من ذلك فكان أول هجوم على البلدية، في الحادي عشر من شهر آذار عام 2014، فاستشهد أحد عشر شخصاً من عاملي البلدية ومن المدنيين”.
وتابع خلف حديثه: “كان عمل عاملي البلدية في ذلك التاريخ معتاداً، حيث يتم استقبال المراجعين وبسيرورة معتادة، وسلسة في خدمة المواطنين؛ لإتمام معاملاتهم، لكن درجة الحماية للمبنى في ذلك الوقت، لم تكن بالأمر المطلوب، حيث كان دخول الأفراد إلى المبنى سهلاً وعادياً، دون تدقيق من قبل رجال الأمن، فتسرّب إلى الداخل مجموعة من الأشخاص المدربين بالأعمال الإجرامية، فتم استهداف أعضاء الأسايش أمام البوابة بالرصاص الحي، ثم اعتلوا الطابق العلوي، فأمطروه بالقنابل اليدوية، في عموم المكاتب، ومن ثم فجروا أنفسهم داخل المبنى، محدثين دماراً وخراباً وقتلا بالموجودين، وبذلك تكون هذه العملية من أولى العمليات الانتحارية في روج آفا، مشكلة صدمة كبيرة لدى الشعب الآمن الحر”.
ثمانية أعوام وألم متجدّد
وذكر خلف “أن ثمانية أعوام، مرت على مجزرة بلدية قامشلو، لكن ألم وحزن ذلك اليوم ما زال قائماً في قلوبهم، يوم وقوع الحادثة، وأنه كان يوماً مظلماً ومؤلماً، فمن قام بهذا العمل الجبان، واستهدف المدنيين لا يملك ذرة من القيم والأخلاق، حيث أن البلدية مؤسسة خدمية، وتعمل لصالح جميع الشعوب من الكرد، والعرب، والسريان وغيرهم”.
الهدف كسر إرادة الشعب
وأردف: “منذ الإعلان عن الإدارة الذاتية في ذلك الوقت، والهجمات مستمرة على مناطقها؛ لمنعها من مواصلة عملها، لأنهم يجدون أن هذه الإدارة خطوة جيدة للشعب الكردي، وأهالي المنطقة، ولكن بمثل هذه الهجمات، لن يستطيعوا كسر إرادتنا، والمضي لتحقيق أهدفنا التي نسعى إليها”.
واختتم الإداري في قسم المتابعة في بلدية الشعب بقامشلو، دجوار خلف حديثه، مقدماً التعازي لذوي الشهداء مشدداً بضرورة السير على نهجهم، وإكمال طريقهم، والسير على الخط، الذي رسموه بدمائهم الطاهرة، والحفاظ على المكتسبات، التي تحققت بتضحياتهم، واستذكارهم في كل عام لأصدقائهم، الذين استشهدوا في ذلك الهجوم الوحشي، وتلك المجزرة البشعة على بلدية قامشلو، وأضاف: “وسنشعل في الحادي عشر من آذار كل عام الشموع تخليداً لذكراهم، ونقوم بزيارة قبورهم، لنضع أكاليل الزهور عليها، وفاءً منا لتضحياتهم”.
