دار حماية الأطفال في رميلان.. يسعى لخلق جو أُسري مناسب

قصة نجاح ومشروع أمل للأطفال الذين لا معيل, ليحظوا بحياة آمنة وسعيدة، لأنهم جنة هذه الأرض والمستقبل الزاهر والواعد للمجتمع.

افتتحت هيئة المرأة في إقليم الجزيرة دار حماية الأطفال بتاريخ الـ 12من شهر أيار عام 2015م, وذلك لاحتضان الأطفال الذين فقدوا أسرهم, وتأمين الخدمات اللازمة لهم حتى يستمروا في حياتهم الطبيعية.

وفي هذا السياق أعدت وكالة JINNEWS تقريراً عن هذا المركز ودوره في حماية الأطفال والخدمات التي تقدم لهم لتأمين حياة مستقرة.

من دار الأيتام إلى دار حماية الأطفال

وتحدثت بهذا الخصوص الإدارية في دار حماية الأطفال نجاح حسين قائلة: “غيرنا اسم الدار من دار الأيتام إلى دار حماية الأطفال حتى لا يتأثر الأطفال بهذا الاسم, ويبلغ عدد الأطفال حالياً في الدار 65 طفلاً من كافة الفئات العمرية, وهم موزعون على ثلاثة مراكز: “الرضع, الإناث, الذكور”.

هذا ويتطلب شروط التبني في الدار أوراق ثبوتية كدفتر العائلة لضمان حقوق الطفل, وألا يكون للزوجين أطفال, والأهم أن تكون العائلة المتبنّية ذات أخلاق وسيرة حسنة, بالإضافة إلى أن تكون حالتهم المادية جيدة حتى يكون الطفل مؤمّناً عليه من كافة الجوانب.

هيئة المرأة الداعم الرئيسي للدار

ونوهت نجاح إلى أنهن يتلقين الدعم المادي والمعنوي من هيئة المرأة الداعم الرئيسي لهذا الدار, وأحياناً تقدم منظمة الهلال الأحمر الكردي المساعدة.

ويؤمّن الدار للأطفال ما فقدوه من الرعاية اللازمة في حياتهم ذلك من خلال خلق أجواء العائلة حتى ينشؤون نشأة طبيعية كباقي الأطفال وألا يشعروا بأي نوع من الحرمان من المحبة, ويسعى إلى بناء شخصية الأطفال ليكونوا فاعلين في المجتمع.

ويعمل في الدار مشرفتين ومرشدتين و11 مربية, يتبادلن الدوام على شكل مجموعتين, الصباحي يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً, أما المجموعة الثانية تبدأ بعملها في تمام الساعة الثالثة حتى الثامنة صباحاً، من أجل عدم بقاء الأطفال لوحدهم.

وتقوم الإداريات في الدار بزيارة العوائل التي تتبنى الأطفال لمعرفة أخبارهم والاطمئنان عليهم, والأجواء التي يعيشون ضمنها ومدى إحاطتهم بالرعاية والاهتمام.

وعن الخطوات والإجراءات التي يتخذنها عند قدوم أطفال جدد إلى الدار, قالت نجاح: “في البداية نتأكد من أن الطفل ليس لديه عائلة من ثم نقوم بأخذ الطفل لفحصه عند الطبيب للتأكد من وضعه الصحي, كما نقوم بتصويره وتسجيله حتى يكون سجله موجوداً في الأرشيف”.

كما ذكرت نجاح بأنهن يقدمنَ النصائح للمربيات حتي يتمكن من إسعاد الأطفال وتعويضهم عن حرمان الوالدين “نقدم النصائح والإرشادات للمربيات حول كيفية التعامل مع الأطفال, حتى نعوض هؤلاء الأطفال ولو بشكل بسيط عن حرمان الوالدين وخاصةً الأم”.

وتوجهت إدارية دار حماية الأطفال نجاح حسين بالشكر لهيئة المرأة لدعمها المستمر للدار وأيضاً المربيات اللواتي يسهرن الليالي من أجل رعاية الأطفال ويقدمنَ كل ما باستطاعتهن لجعلهم سعداء.

“نقوم برعايتهم مثل أطفالنا”

وبدورها بيّنت المربية روكن بكداش التي تعمل في الدار منذ عامين, وهي مسؤولة قسم الرضع, عن آلية عملهم في الدار قائلةً: ” نرعاهم مثل أطفالنا ونحاول عدم التقصير في عملنا وواجباتنا تجاههم, حتى لا يشعرون بالحرمان ونؤمن لهم الأجواء المناسبة المليئة بالمحبة والحنان”.

ويوجد في الدار نظام خاص بالطعام وبرنامج خاص للترفيه, إذ يقدم للأطفال عدة نشاطات ترفيهية في سبيل ألا يشعر الطفل بالملل, وأكدت روكن حول هذا الموضوع بالقول: “نسعى دائماً أن نقدم لهم الجو الأسري المناسب”.

واختتمت المربية روكن بكداش حديثها بأنه بشأن التعليم، الأطفال يذهبون للمدارس كباقي الأطفال، إضافةً إلى أنَّ هناك معلمة مخصصة لهم في الدار.

ويستقبل المركز الثقافي في رميلان الأطفال القادمين من دار حماية الطفل الذين يمتلكون مواهب في الغناء, الرسم, الشعر والكتابة ويساعدهم على تنمية وصقل هذه المواهب.